حكى لى أحد الأخوة الجهاديين أنه وفى يوم ما قبل الثورة بعام تم إعتقال صديق له وزج به فى المعتقل فلما دخل لم يجد إلا رجلا طاعن فى السن أشيب شعر الرأس واللحية يجلس وحيدا فى إحدى الأركان فذهب الشاب حزينا مهموما إلى ركن أخر ووضع رأسه بين كفيه , لم تكد تمر لحظات حتى قام إليه الشيخ وجلس بجانبه ثم ربت على كتفه يخفف عنه محدثا إياه عن أيام المعتقل التى ستمر سريعا حتى لا يكاد يشعر بها ثم تمتم بحزن بالغ - حسبى الله فيك يا عبدالناصر ... تحبس زهرة شباب مصر كدة نبهت الجملة حواس الشاب فرفع رأسه فجأة إلى الشيخ - عبد الناصر !!! ... عبد الناصر إيه يا شيخ ! هز الشيخ رأسه بحزن - عبدالناصر تجبر فى الأرض يابنى وأكيد ربنا مش هايسيبه كاد الشاب يجن فسأل الشيخ بذعر بالغ - إنت هنا من إمتى ياحج !!! - أنا هنا من بعد حادثة المنشية على طول ... بس كل الأخبار بتوصلنى أول بأول كأنى عايش بره ثم ضيق عيناه بذكاء - ووصلنى كمان خبر إن عبدالناصر أمم القناة لحظات صمت مرت إبتلع فيها الشاب ريقه ثم قال للشيخ - عبدالناصر مات يا شيخ تهللت أسارير الشيخ وردد الله أكبر هلك الطاغية ثم أردف - مين إللى مسك بعد يابنى ؟ - السادات - السادات راجل محترم ... إزاى تتحبس وهو الرئيس ؟ - السادات مش هو الرئيس - مش لسة بتقولى يابنى السادات مسك بعد عبدالناصر ! مادات الأرض بالشاب وهو يجيب - ماهو السادات مات ومسك بعده واحد تانى - مين يابنى ؟ قالها الشيخ بإهتمام فأجابه الشاب - حسنى مبارك يا حج - حسنى مبارك ... أول مرة أسمع عنه إرتجف الشاب للحظات وهو يفكر فى بقية عمره التى سيقضيها فى السجن وإنتفض من مكانه والشيخ يقول له بهدوء - برضه يابنى ماتزعلش ... كلها أيام بسيطة وتخرج هرع الشاب إلى باب الزنزانة يطرق عليها وهو يهتف أن يخرجوه من هنا ولم تمر لحظات حتى قام إليه الشيخ و إحتضنه ضاحكا - ياض أنا باهزر معاك ... أنا هنا من شهرين بس
Posted on: Sat, 16 Nov 2013 23:52:12 +0000
Trending Topics
Recently Viewed Topics
© 2015