admin: #mED sections : scientif matiere: arabe - TopicsExpress



          

admin: #mED sections : scientif matiere: arabe ---------------------------- كان لانفتاح العرب على الثقافات المجاورة و توافد معارف جديدة أن تنشّط العقل و ازدهرت حركة الترجمة من الفكر اليوناني علوما و فلسفلة فتراكمت المعارف مما احتاج معه العالم العربي المسلم إلى تدخل العقل لمزيد تفعيل الوافد العلمي و الفلسفي. و لم يقتصر عمل العالم العربي على الاقتباس بل كانت الإضافة مرحلة هامة في تاريخ الحضارة العربية الإسلامية عملا بقول الجاحظ: ينبغي أن يكون سبيلنا لمن بعدنا كسبيل من كان قبلنا فينا. فلم تكن غاية العلماء العرب القدامى نقل المعارف السابقة للأمم الأخرى و تلقينها بل كانت غايتهم إيقاظ العقول و تعليمها منهجا في التفكير يهديها. ففي تراثنا الأدبي و الفكري و الفلسفي و حتى الفقهي منزع عقلي نشأ في صلب العلوم الإسلامية و على هامشها في الآن نفسه و قد جلاه علم الكلام. 1. دور العقل في إنتاج القيم المعرفيّة: إنّ إجلال العقل منهجا في إنتاج العلوم عند المسلمين أمر لا يختلف فيه اثنان و لقد أدرك العالم العربي و المسلم عموما أن الحواس لا تقدّم إلاّ معرفة حسيّة ظنيّة و عليه فلا بدّ من تدخّل العقل ليحسم الأمر فقال الجاحظ: لا تذهب إلى ما تريك العين و اذهب إلى ما يريك العقل و العقل هو الحجّة. فكان آلة التّمييز بين الخطأ و الصّواب و سبيلا لاستنباط المعرف عند العلماء و الفلاسفة فالفرابي و ابن سينا و الكندي و الغزالي و التوحيدي و ابن خلدون و غيرهم كثير لم يجدوا من بد إلى المعرفة العقليّة إلا العقل سبيلا. فكان تحمّسهم للمنطق و الشّك و التّجريب و إعمال القياس و البحث في أصول الأسباب والمعلومات مما ألهمهم إلى ابتكار نظريّات جديدة و تطوير العلوم السّابقة. و لا ننسى ما تركه ابن خلدون في علم العمران البشري و لا إسهامات ابن الجزار في تطوير الأدوية و لا تلك الاختراعات العجيبة للإبشيهي في علم الحيل و علم الميكانيكا. 2. دور العقل في صنع القيم السلوكية: لم يهمل العالم العربي قديما مجال السّلوك و الأخلاق في بحثه لأنّ ذلك مقياس التّحرّر فراح يدعوا إلى اعتماد العقل ملكة في ضبط السّلوك إيمانا منه بالتّطابق بين العمل بالعقل و بين نتائج العقل فكان يجلّ السّلوك و الأخلاق لأنّها الضّامن الوحيد إلى نجاح مشروعه الفكريّ و الحضاريّ و الإنسانيّ. 3. سمة العالم العربيّ: • الموضوعيّة: لم يكن العالم العربي القديم ذاتيّا في أحكامه دغمائيّا في أفكاره انطباعيّا في أحكامه بل كانت الموضوعيّة سمة مميّزة له في البحث لذلك لم يكن يسلّك أفكاره على الآخر و لم يرفض آراءه على المتقبّل و إنّما كان الحجاج و السّجال و الجدل هدفا مميّزا لأعماله • الانفتاح: التّحرر الفكر علامة معلى المشروع الإنسانيّ الذي كان يرنو إليه المبدعون العرب القدامى. فهم مؤمنون بأنّ المعرفة ليست حكرا على أمّة دون أخرى و إنّما هي مشروع مشترك و الحقيقة أخطاء نصلحها باستمرار. فكان مؤمنا بحقّ الآخر في الاختلاف محترما لثقافته رافضا التّعصّب داعيا إلى التّكامل بين السّابق و اللاحق فانعكس هذا كلّه على المشهد المعرفيّ العربيّ عصرئذ لذلك تحضر في أعمالهم آراء الفلاسفة القدامى للإغريق و تزخر مؤلّفاتهم و مصنفاتهم العلميّة بآراء أهل الاختصاص من فلاسفة اليونان لأنّ الحقّ واحد و إنّما الإتلاف فيه من جهة السّلوك إليه على حد عبارة ابن الهيثم عالم البصريّات المشهور. • التّسامح: إنّها ميزة الباحث عموما و خصلة فريدة ميّزت العلماء القدامى و ارتقت بأعمالهم إلى مرتبة الكونيّة بما في وفّره العصر من تلاقح حضاري و تثاقف. و إن المتأمل في الحضارة العربيّة الإسلاميّة قديما يدرك أنّها لم تكن حضارة منغلقة على نفسها رافضة التّواصل مع الآخر فلو لجأنا إلى قدر قوّتنا في لما أمكننا التّواصل و الإنسان مدي بطبعه يحتاج إلى غيره لتكتمل آراؤه فتتوضّح له مجالات من البحث جديد كانت من قبل مجهولة لديه. 4. موقع العالم العربيّ القديم من الحضارة الإنسانيّة قديما و حديثا: لا تزال أعمال ابن الجزّار و ابن النّفيس و ابن البيطار في الطبّ و الخوارزمي في الرّياضيّات و ابن الهيثم في البصريّات و ابن رشد في شروحه لفلسفة أرسطو حاضرة اليوم في أكبر جامعات العالم و لا تزال مؤلّفاتهم يله جبها أصحاب الاختصاص. لقد ساهموا حقّا في تفعيل العلوم لما ابتكروه من نظريّات جديدة في مختلف المجالات: الطبّ و الفيزياء و علم الحيل (كيمياء)... و إن النهضة الغربيّة لم تكن لتكون لولا أعمال العالم العربيّ القديم و ما قدمه للإنسانيّة من خدمات. فمن التعسّف إذن أن نقصي اليوم دورهم و نتغافل عن أفكارهم و إنّما هي لنا اليوم معين في سبيل إرساء علوم عربيّة جديدة تعد للحضارة العربيّة الإسلامية بريقها حتّى نفتكّ لنا مكانة تحت الشمس في عصر لا يعترف إلاّ بما تنجزه من علوم و إلاّ سنبقى على هامش التّاريخ لا نقوى أمام عواصف التّغيير.
Posted on: Tue, 03 Dec 2013 20:05:53 +0000

Trending Topics



Recently Viewed Topics




© 2015