القتل المستهدف إغراءات تقنية - TopicsExpress



          

القتل المستهدف إغراءات تقنية الطائرة بدون طيار.. كارثة سياسية وإستراتيجية ليفيا ناسيوس – مارك ليفين* اضغط هنا لتحميل نسخة PDF في الشهور القليلة الماضية، أصبح القتل المستهدف بواسطة الطائرات بدون طيار فضيحة اليوم في السياسة الخارجية والمحلية الأميركية. وقد واجهت إدارة أوباما هجوما عنيفا بسبب تورط الرئيس المباشر في العمليات السرية لوكالة المخابرات المركزية الأميركية في باكستان واليمن والصومال، حيث تستخدم طائرات قتالية وطائرات تجسس بدون طيار للقيام بمهام استطلاع وقتل موجهة في محاولة لـ”قطع رأس” قيادة تنظيم القاعدة في هذه البلدان. والمعروف أن السياسة الرسمية لإستراتيجية مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة تهدف إلى “تدمير تنظيم القاعدة والقضاء عليه” في أفغانستان وباكستان وباقي مناطق آسيا والشرق الأوسط. وتلعب الطائرات بدون طيار دورا مهما في هذا السياق يكمن تحديدا في قتل “الأهداف الثمينة.”[1] لكن سعي وكالة المخابرات المركزية الأميركية، وهي مؤسسة حكومية أميركية مدنية، لوضع هذه الاستراتيجية موضع التنفيذ أدى إلى قتل مواطنين أميركيين، وإلى توتير العلاقات بين أميركا وحلفائها في تلك المناطق. مايثير الصدمة أن مقاربة وكالة المخابرات المركزية لمكاقحة الإرهاب في عهد أوباما لم تختلف كثيرا في تفاصيلها عن عهد سلفه،[2] وهي فضيحة تتصاعد آثارها تدريجيا لتشمل قضايا عدة تتعلق بالقانونين الدولي والمحلي، وبأهداف مكافحة الإرهاب، والسياسة الخارجية، وبالقلق المتزايد جراء التغيرات التي ستدخلها تقنيات حرب الطائرات بدون طيار على أساليب الحرب الحديثة في أنحاء العالم كافة. وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذه التقنيات سوف تترك آثارا مهمة على شؤون الأمن والحرب ومكافحة الإرهاب في الحاضر والمستقبل. تتركز فضيحة استخدام الطائرات بدون طيار بشكل رئيس على البرنامج الذي تديره وكالة المخابرات المركزية الأميركية في باكستان، لكن هذه الطائرات ستبقى قيد الاستخدام على نطاق واسع في أفغانستان أيضا. وتأثير البرنامج في الدولة الأخيرة يلقي بظلاله على الفضيحة في الدولة الأولى، فحقيقة أن القيادة العسكرية الأميركية في أفغانستان تشرف على استخدام الطائرات بدون طيار تجعلها وكل النتائج العسكرية المترتبة عن هجماتها أقل إثارة للاهتمام من مثيلتها في باكستان، حيث يبدو من المروع حقا أن تقوم مؤسسة مدنية أميركية بقتل الناس على نطاق واسع خارج مسرح العمليات العسكرية. بالتالي فإن العواقب السياسية للتفاصيل المتوفرة حاليا والمتبدية تباعا حول برنامج الطائرات بدون طيار الذي تشرف عليه وكالة المخابرات المركزية الأميركية سوف تترك أكبر الأثر على قضايا التشريع والرقابة المتعلقة بهذا البرنامج. لذلك لا يمكن الفصل بين دراسة برنامج الطائرات بدون طيار وبين تجاوزات وكالة المخابرات المركزية الأميركية، تماما كما يستحيل الفصل بين أمن واستقرار أفغانستان في المستقبل، وبين مستقبل باكستان والمناطق القبلية الخاضعة لإدارتها الفدرالية. لقد تركّز الكثير من اهتمام وسائل الإعلام مؤخرا على الطائرات المقاتلة بدون طيار،[3] لكن من المهم إدراك حقيقة أن معظم هذه الطائرات على أرض المعركة تبقى غير مسلحة وتستخدم في مهام المراقبة والاستطلاع. تتناول الدرسة استخدام الطائرات المقاتلة بدون طيار في أفغانستان وباكستان معا (نظرا لأن هاتين الدولتين مرتبطتان عضويا في هذا السياق)، والحجج المتعلقة بإساءة استخدامها وتداعيات ذلك على مختلف الصعد. لكن يبقى الموضوع الأساس التكلفة الاستراتيجية الباهظة التي تدفعها الولايات المتحدة نتيجة استخدامها هذه الطائرات وتأثيرها على أهداف مكافحة الارهاب ومكافحة التمرد في باكستان وأفغانستان، وكيف أن تلك التكلفة غالبا ما تضيع في غمرة النقاش السياسي والإعلامي الدائر، إذ ينزع النقد الموجه من قبل وسائل الإعلام والمؤسسة السياسية إلى تجنب الخوض في تبعات التكلفة الاستراتيجية والإنسانية لاستخدامها. إن انعدام النقاش الجدي حول هذا الموضوع سوف يؤثر على مستقبل مهمة حلف شمال الأطلسي (النيتو) في أفغانستان، وعلى مستقبل هذه الدولة ذاتها، كما يؤثر على السياسات الخارجية للولايات المتحدة وعلى التطور الحتمي لأشكال حرب الطائرات بدون طيار مستقبلا. وتسعى هذه المادة إلى اختصار الكم الهائل من النقاشات والتقارير الصادرة مؤخرا حول استخدام الطائرات بدون طيار من قبل وكالة المخابرات المركزية الأميركية والجيش الأميركي وحلف شمال الأطلسي، وذلك لتقديم ملخص شامل حول الموضوع. كما يتناول بالبحث أهم نقاط الخلاف وأهم المعلومات المتعلقة بها، مع تقديم فقرات خاصة بظهور تقنية الطائرات بدون طيار، والجدل السياسي المحتدم حولها في واشنطن، ودراسة دورها ومستقبلها بعد نهاية الحرب في أفغانستان. لكن من الضروري البدء بدراسة ماهية الطائرات بدون طيار، وكيفية ظهورها إلى حيز الوجود، وكيفية استخدامها في الوقت الراهن. ما الطائرات بدون طيار؟ يشار إلى الطائرات بدون طيار (“درونز” بالإنكليزية) باسم “العربات الجوية غير المأهولة”، إذا كانت غير مسلحة وتنحصر مهامها في المراقبة والاستطلاع، وباسم “العربات الجوية القتالية غير المأهولة” إذا كانت قادرة على إطلاق الصواريخ. كلا النوعين جزء من النزعة التقنية العسكرية الحديثة لأنسلة (استخدام الإنسان الآلي أو الروبوت) وظائف محددة بهدف الحفاظ على حياة الجنود وعدم تعريضهم للخطر في ساحة المعركة. وقد استخدمت الطائرات بدون طيار في البداية حصرا كأجهزة استطلاع[4] مزودة بكاميرات حساسة، وأنظمة تتبع وملاحقة، وقدرة ميكانيكية على الطيران لمئات الساعات، لكنها في نهاية الأمر، وكما هو متوقع، زودت بالأسلحة. يسمى أكثر أنواع الطائرات بدون طيار شيوعا “المفترسة” (Predator) وهي طراز مسلح متوسط الحجم قادر على حمل صواريخ “هيلفير” (Hell Fire) الموجهة بأشعة الليزر. وعلى نحو دراماتيكي مماثل في التسمية، يطلق على الطراز الأكبر حجما اسم “الحصادة” (Reaper).[5] يركب نوعا الطائرات المقاتلة بدون طيار فوق طائرة تقليدية ينطلقا منها بسهولة لاستطلاع ساحة المعركة واطلاق الصواريخ. وكانت الحرب في العراق وأفغانستان حقل تجارب وبيئة مناسبة لاختبار هذا النوع من التقنية العسكرية الحديثة،[6] وقد بدأت القيادة العسكرية لحلف شمال الأطلسي تجارب ميدانية مؤخرا على نوع متطور (يطلق عليه اسم Switchback) منها يمزج بين الطائرة والصاروخ ويحولهما معا في النهاية إلى صاروخ صغير واحد ذي أجنحة متحركة يطلق من أنبوب ثابت وينفجر حسب الأوامر أو لدى إصابته أهدافا مبرمجة مسبقا.[7] يقود الطائرات بدون طيار العاملة في أفغانستان “ملاحون” يعيشون في قاعدة كريتش لسلاح الجو الأميركي في صحراء نيفادا على بعد آلاف الكيلومترات عن أرض المعركة، مستخدمين أجهزة تحكم أشبه بألعاب الفيديو لتوجيه الطائرات ومن ثم الاستمتاع بترف العودة إلى منازلهم وقضاء المساءات مع أفراد أسرهم.[8] شجعت الولايات المتحدة باعتمادها هذه التقنية على نمو صناعة أسلحة جديدة أثارت الكثير من الاهتمام والقلق. ولم تعد الولايات المتحدة وحدها تستثمر الأموال في هذه التقنية، فالعديد من دول العالم الأخرى تمتلك لتوها مثل هذه الطائرات أو تقوم بتصنيعها،[9] والواضح أن صناعات الانسالات العسكرية تشهد رواجا كبيرا في الوقت الحالي ويرتبط تاريخا ومستقبلها عن قرب بتاريخ ومستقبل الحروب في العالم. تقنية الطائرات بدون طيار: موجز تاريخي تعتبر تقنية الطائرات بدون طيار تاريخيا قمة التطورات التقنيية التي شهدها القرن العشرون، ويمكن ربطها مباشرة بالتقدم العلمي العام في العصر الحديث.[10] يصنف بي. دبليو. سينغر، وهو باحث رائد في علوم الانسالات وتقاناتها، الطائرات بدون طيار على أنها إنسان آلي عسكري، ويشير إلي الابتكارات العلمية التي أدت إلى تطويرها حتى قبل إسهامات توماس إديسون (T.Edison) ونيكولا تيسلا (Nicola Tesla) اللذين اخترعاها بالشكل الذي نعرفه اليوم.[11] وكان العالم شهد منذ الحرب العالمية الأولى قفزات تقنية نوعية مشابهة أثارت قلقا كبيرا في مختلف الأوساط، خصوصا في مجال صناعة الأسلحة، مما يجعل الجدل الحالي حول هذه التقنية المتطورة غير جديد تماما. تطورت صناعة الإنسالات العسكرية في الولايات المتحدة بشكل ملحوظ خلال الخمسين سنة الماضية. وعلى الرغم من الإخفاقات والنكسات العديدة التي واجهتها أحيانا في مسارها الطويل، فإن الدعم المباشر الذي تلقته من وزارة الدفاع الأميركية مكن تقاناتها من اللحاق بركب الأفكار المتطورة في عالم اليوم. في عام 1962، حصلت شركة ريان للصناعات الجوية على عقد بقيمة 1.1 مليون دولار من الجيش الأميركي لبناء أول طائرة بدون طيار أطلق عليها اسم “سراج الليل” (Fire Fly)، واستخدمت للطيران فوق مناطق جنوب شرق آسيا خلال حرب فييتنام، لكن المشروع برمته تم التخلي عنه لاحقا. وفي عام 1991، عادت الطائرات بدون طيار إلى الظهور مجددا في حرب الخليج الأولى، حيث رافقت إحداها قوات الغزو الأميركي إلى داخل العراق في طلعات جوية ناجحة إلى حد ما. غير أن صناعة هذه الطائرات لم تزدهر عمليا إلا بعد قرار لجنة القوات المسلحة في الكونغرس الأميركي تحويل “ثلث الطائرات المخصصة لشن هجمات خلف خطوط العدو إلى طائرات غير مأهولة”، الأمر الذي أعطاها الدفع الذي احتاجته بتسخير القوة الشرائية والبحثية للجيش الأميركي التي وضعت تلك الصناعة في مساق تطوري أوصلها إلى ماهي عليه الآن.[12] ترافق النضج التقني الذي بلغته تلك الصناعة مع التغيرات السياسية المطلوبة في العقد الأول من القرن الحالي. ويكمن جزء من جاذبية تقنيات العربات الجوية غير المأهولة، وهي لا تشمل الطائرات بدون طيار فحسب بل الإنسالات الأرضية أيضا، في تأثيره على ازدياد مخاوف الولايات المتحدة من حجم خسائرها البشرية في فترة الحرب الباردة. وقد تبدت هذه المخاوف والتغيرات السياسية الناجمة عنها بأوضح صورها في التجارب التي مرت بها الولايات المتحدة في كوسوفو والصومال، وبلغت ذروتها في رفضها التدخل في أعمال الإبادة الجماعية في رواندا والبلقان.[13] جاءت تقنية العربات الجوية غير المأهولة، إذن، استجابة منطقية لرغبة الولايات المتحدة بتقليص فرص تعريض جنودها للخطر إلى الحدود الدنيا في المهام والعمليات الحربية المستقبلية. ازداد الإنفاق العسكري الأميركي مع نشوب الحرب في العراق وأفغانسان ومع الحرب الكونية على الإرهاب، وازدادت معه فوائد وعائدات صناعة الطائرات بدون طيار. في السنوات الست بعد أحداث أيلول عام 2011، ارتفعت ميزانية وزارة الدفاع الأميركية بنسبة 74%، كما تشير الدلائل إلى زيادة “الميزانية السوداء” لهذه الوزارة، وهي ميزانية سرية يذهب قسم كبير من اعتماداتها لتطوير التقانات الإنسالية. وعلى الرغم من أن الرئيس أوباما خفض ميزانية وزارة الدفاع، فإن تمويل تقنيات الطائرات بدون طيار ازداد فعليا في قطاعات القوات المسلحة الأميركية كافة (القوى الجوية والبحرية وتحديدا قوات مشاة البحرية- المارينز- والجيش الأميركي)، إذ نال كل فرع منها مبلغا يتراوح بين 1.5 و 2.3 بليون دولار حصرا للحصول طائرات مقاتلة بدون طيار.[14] ومع ازدياد الطلب على هذه التقنية يتوقع أن ينمو سوق صناعة الطائرات بدون طيار في العقد القادم ليبلغ 11.3 بليون دولار سنويا.[15] حسب السجلات المتوفرة، قامت الطائرة “المفترسة” بدون طيار بأول مهمة قتل مستهدف في شهر تشرين ثاني/نوفمبر عام 2001. حدث ذلك في أفغانستان وكان الهدف محمد عاطف، وهو قائد عسكري بارز في تنظيم القاعدة.[16] أمر الرئيس جورج دبليو بوش بعد ذلك بأول هجوم لطائرة مقاتلة بدون طيار على باكستان عام 2008.[17] وفي بداية عام 2009، قتلت الطائرات بدون طيار حوالي نصف أبرز عشرين قائدًا من قادة تنظيم القاعدة.[18] في العام المنصرم، بلغت نسبة هجمات الطائرات بدون طيار في العمليات العسكرية في أفغانستان 9% من مجموع الهجمات الجوية الكلية.[19] ومع الاحتمال في أن يزداد اعتماد القوات المسلحة الأميركية بشكل مطرد على الطائرات بدون طيار في المستقبل، احتدم النقاش العام أخيرا حول الموضوع وبدأ يكشف الآثار المترتبة على هذه التقنية. سياسات الطائرات بدون طيار إن اكتشاف التفاصيل المتعلقة بمقاربة وكالة المخابرات المركزية لاستراتيجية مكافحة الإرهاب في عهد الرئيس أوباما أظهر مدى تشابهها مع المقاربة في عهد سلفه.[20] ونظرا لأن الرئيس أوباما خاض حملته الانتخابية كمرشح مبدئي يعارض وجود معتقل غوانتنامو، ويناهض الحرب على العراق ويقدم سياسات خارجية أكثر نزوعا إلى السلم، شكلت هذه المعلومات بالطبع صدمة قوية لكل الفئات اللليبرالية التي كان لخطابه وقع في نفوسها. كما ازدادت المخاوف من أن تجاوزات السلطة وتخبط أجهزة الاستخبارات في عهد إدارة بوش لم يتم تجاوزها والتغلب عليها بل تحولت إلى أشكال جديدة تبقى مثار شكوك أخلاقية وإستراتيجية كسابقتها. لمحة موجزة عن الجدل السياسي في الولايات المتحدة حول الطائرات بدون طيار بدأ الجدل السياسي في واشنطن حول عمليات القتل المستهدف بطائرات من غير طيار مع جلسات الاستماع لتعيين جون أو. برينان رئيسا لوكالة المخابرات المركزية الأميركية. تسرب إلى أجهزة الإعلام في تلك الفترة تقرير رسمي يلخص الحجج القانونية التي استندت إليها الحكومة في تبرير استخدامها الطائرات بدون طيار لقتل أعضاء القاعدة من مواطني الولايات المتحدة، بعد أن كانت الإدارات المتعاقبة تعارض نشر الوثيقة بكامل تبريراتها القضائية.[21] نشطت وسائل الإعلام إثر هذا الكشف وطالب ممثلو الحكومة الإدارة الأميركية بمنحهم حق الوصول إلى المزيد من المعلومات، وسرعان ماتبين أن هجمات الطائرات بدون طيار والقتل المستهدف بإدارة وكالة المخابرات المركزية الأميركية كانت تتم دون أي إشراف دقيق من قبل الكونغرس الأميركي.[22] وعلى الرغم من أن الصحافيين كانوا يكتبون تقاريرهم حول هذا البرنامج لسنوات طويلة فقد تفجرت القضية تماما أمام الرأي العام خلال جلسات الاستماع تلك. اقتضى الأمر بعض الوقت ليدرك الكونغرس مدى خطورة الوضع، وحتى اليوم مايزال النقد الموجه من قبل السياسيين قاصرا بعض الشيء، إذ يبدو السياسيون منقسمين بين ولاءاتهم الحزبية وبين عواقب وتبعات هذه الفضيحة. بعض الديمقراطيين انتقد الرئيس جهارا، لكن معظمهم لجأ إلى رسائل احتجاج مكتوبة وعديمة القيمة عمليا، في حين تأثرت ردود أفعال الجمهوريين على النقيض من ذلك بتأييدهم سياسات مكافحة الإرهاب. بعد اعتقال (عمر) فاروق عبد المطلب، الإرهابي سيء السمعة الذي حاول تفجير طائرة أميركية بشحنة متفجرة مخبأة في ثيابه الداخلية عام 2009، وبخ نائب الرئيس الأسبق ديك تشيني الرئيس أوباما؛ لأن مثل هذا الإرهابي لا يستحق حتى قراءة حقوقه وقت اعتقاله، مع أن ذلك إجراء ضروري لسير المحاكمات في القضاء الأميركي.[23] لقد أصبح حتى حكم القانون والإجراءات القضائية الاعتيادية امتيازا عظيما لعملاء القاعدة المعتقلين بنظر بعض السياسيين المحافظين. على الرغم من هذا التباين في السياسات، لم ترتفع حدة النقد المباشر كثيرا بل اتخذت شكلا مختلفا. في شهر آذار/مارس 2010، عرقل السناتور راند بول جلسة استماع الكونغرس لتعيين السيد برينان في منصبه بحجة معارضته استخدام الطائرات بدون طيار على الأراضي الأميركية، مع أن ذلك لا علاقة له ببرينان ولا بوكالة المخابرات المركزية الأميركية. وجهة نظر راندل بول في الحقيقة لا تتطرق لموضوع استخدام الطائرات بدون طيار خارج الولايات المتحدة وبالتالي يمكن القول أنها حولت النقاش بعيدا عن آثار برنامج القتل المستهدف لوكالة المخابرات المركزية.[24] وتظهر لمحة موجزة لنقاش الموضوع في وسائل الإعلام الأميركية تمحوره حول الاستخدام الداخلي، في حين جرى التعتيم على اعتبارات السياسة الخارجية، ولم تحظ انعكاساته على حقوق الإنسان والتكلفة الاجتماعية بعيدة الأمد لشعوب تعيش رعبا حقيقيا من هذه الطائرات إلا على اهتمام عرضي. في أواخر شهر آذار/مارس 2013، أثمرت شهور من النقد أخيرا عن أثر ملموس. قالت ديان فنستين، رئيسة لجنة الاستخبارات في الكونغرس، للصحفيين المجتمعين في كابيتول هيل إن اللجنة راقبت برنامج الطائرات بدون طيار الذي تديره وكالة المخابرات المركزية الأميركية، واطلعت على المعلومات الاستخبارية التي تحصل عليها وعلى آليات صنع القرار فيها، وأن لديها كامل الثقة بعمل الوكالة، في حين وجهت نقدها بدلا من ذلك إلى البرنامج الذي تديره وزارة الدفاع الأميركية. في ضوء هذه التصريحات يثير قرار إدارة الرئيس أوباما نقل برنامج الطائرات بدون طيار من إشراف وكالة المخابرات المركزية الأميركية ووضعه في عهدة وزارة الدفاع الكثير من الاستغراب. ثمة تكهنات بأن ذلك يخفف الضغط السياسي على وكالة المخابرات المركزية ويرفع عن كاهل الإدارة مسألة شرعية البرنامج برمته. لكن تلك الخطوة، مع ذلك، تبقى مخالفة لتقديرات السيناتور فينستاين.[25] الانتقادات المركزية: الشفافية والقتل المستهدف الشفافية والشرعية قضيتان تقعان في صلب كارثة استخدام الطائرات بدون طيار. وكلتاهما تقوضان الاعتقاد السائد بالميزات الاستراتيجية لهذه الطائرات، إذ لا يمكن التشكيك شرعا بفعالية استخدام هذه الطائرات طالما بقيت التكلفة المدنية الحقيقية مخفية عن الأنظار. في عهد الرئيس أوباما ازدادت وتيرة استخدام الطائرات بدون طيار أضعافا مضاعفة، فإدارته فضلت بأغلبية ساحقة استخدام الطائرات المقاتلة بدون طيار في العمليات العسكرية وعمليات مكافحة الإرهاب، مما يفسر ارتفاع عدد الهجمات في باكستان وحدها إلى 334 هجمة في الفترة الواقعة بين شهري حزيران/يونيو 2004 وتشرين أول/أكتوبر 2012. ويأتي اختيار الرئيس أوباما للسيد برينان مديرا قادما لوكالة المخابرات المركزية الأميركية تأكيدا لهذه السياسة، إذ غالبا ما يوصف برينان بأنه نجمها الأول والمستشار المفتاحي وراءها.[26] يصعب في هذا السياق تحديد الأرقام الحقيقية للإصابات العسكرية والخسائر المدنية على حد سواء، إذ تبقى حتى الأرقام الرسمية مضللة أحيانا أو مجرد “تكهنات محسوبة،”[27] في حين يصعب إلى أبعد الحدود الوصول إلى معلومات دقيقة ومفصلة من الحكومة الأميركية، كما يصعب بالدرجة نفسها الوثوق بها.[28] حواجز على طريق الوصول إلى المعلومات يتكئ أنصار استخدام الطائرات بدون طيار في أغلب الأحيان على الحجة القائلة بأن دقتها تزداد باطراد، مما يبقي حجم الخسائر بين المدنيين طفيفا ومتتناقصا باستمرار. ويجري التعامل مع هذه الحجة على أنها حقيقة واقعة تساعد على تبرير شن المزيد من الهجمات، مع أن مدى “الدقة الجراحية” الذي بلغته يبقى موضع خلاف[29] يسهم في تفاقمه انعدام الشفافية وندرة المعلومات اللذان يبطلان هذه الحجة من أساسها. وزارة الدفاع الأميركية لا تحصي أعداد الخسائر في صفوف المدنيين جراء هجمات الطائرات بدون طيار في أفغانستان أو باكستان.[30] ولا تتوفر بالطبع إحصاءات رسمية من وكالة المخابرات المركزية الأميركية لسرية معلوماتها. ما هو معروف يقتصر على أن الطريقة الحالية لحساب أعداد الضحايا المدنيين تعتمد على تصنيف الذكورالقادرين على حمل السلاح، أو في عمر التجنيد باعتبارهم “متشددين” مالم تثبت الدلائل براءتهم بعد وقوع الحادث،[31] الذي يقلل من حجم الخسائر في صفوف المدنيين ويضخم نجاحات القتل المستهدف.[32] موضوع ساخن آخر هو توفر المعلومات حول العمليات العسكرية التي تقوم بها الطائرات بدون طيار في أفغانستان بإدارة وزارة الدفاع الأميركية. قبل فترة قريبة، في شهر آذار/مارس 2013 على وجه التحديد، أزالت قيادة سلاح الجو الأميركي الاحصاءات المتعلقة بعدد الهجمات الجوية التي تشنها الطائرات القتالية بدون طيار في أفغانستان.[33] وعللت القيادة المركزية الأميركية إجراءها بأن هذه الاحصاءات “تركز بشكل غير متكافئ على الأمور الحركية للطائرات الموجهة عن بعد.” في الحقيقة يمكن القول إن القيادة المركزية الأميركية لم تكن مرتاحة لكيفية استخدام هذه الإحصاءات (عن عدد الهجمات وعدد الصواريخ التي أطلقت فيها) في إثارة فضيحة الطائرات بدون طيار.”[34] ويقدر مكتب الصحافة الاستقصائية بأن ضحية مدنية واحدة سقطت مقابل كل أربعة أو خمسة مشتبهين بالانتماء إلى تنظيم القاعدة جرى قتلهم في باكستان وأفغانستان واليمن والصومال.[35] استهداف العدو: تفضيل التكتيك على الاستراتيجية تثير قضية القتل المستهدف الكثير من الأسئلة: ما نوعية المعلومات الاستخباراتية المستخدمة في عملية اتخاذ القرار باعتبار أحد المشتبهين “هدفا مشروعا”؟ ومن يقرر في نهاية المطاف ما إذا كان شخص ما هدفا مشروعا أم إنسانا بريئا؟ في أغلب الأحيان تعتبر اللجنة الأمنية القومية الهيئة الرسمية المخولة صلاحية تحديد هذه الأهداف، لكن على الرئيس أوباما نفسه اتخاذ قرار شن الهجوم بطائرات من دون طيار أو العدول عنه إذا كان من المتوقع أن يؤدي إلى خسائر في صفوف المدنيين تفوق المعدل الوسطي، أو حين لا تكون المهمة الاستطلاعية واضحة مئة بالمئة.[36] لذلك يجد الرئيس نفسه في موقف حرج يهدد بخرق القوانين الدستورية والمحلية والدولية. كما يصعب تقدير التبعات القضائية والقانونية حين تكون عملية اتخاذ القرار وتنفيذه ذات طبيعة تكتنفها سرية وغموض مسائل الأمن القومي.[37] يطلق مايكل بويل على منهجية التمييز بين الضحايا المدنيين والمتشددين اسم “الذنب بالمشاركة والارتباط”، ويقتضي ذلك تصنيف الذكور الراشدين ممن بلغوا سن حمل السلاح ضمن فئة “المتشددين” إلى أن يثبت العكس (بعد وقوع الحادثة)، ويرتبط بهم كل الأفراد المحيطين بهم كأهالي قريتهم أو أفراد أسرهم الذين يعتبرون بالتالي محاربين محتملين. هذه المقاربة تخرق بوضوح “مبدأ الحصانة الممنوحة لغير المحاربين، وهو مبدأ يقع في صلب القوانين الدولية لحقوق الإنسان.”[38] إن استخدام القتل الموجه من قبل دولة ما مثار جدل قضائي وقانوني، وإدارة الرئيس أوباما، ومن قبلها إدارة الرئيس بوش، تلجأ باستمرار إلى استغلال ثغرات قانونية وتضييق آفاق التعريف القانوني للحرب،[39] فالقتل المستهدف يبقى تعريفا “قتل عن سابق عمد وإصرار… يقع خارج الأطر القضائية والقانونية، وتمارسه دولة بحق شخص محدد ليس في عهدتها ولا ضمن نطاق صلاحياتها.”[40] لكن حتى لو افترضنا جدلا أن القتل المستهدف بطائرات من غير طيار فعال إلى هذا الحد على الصعيد العملياتي، فهل هو مفيد أيضا على المستوى الاستراتيجي؟ يجادل العديد من الباحثين بعكس ذلك تماما،[41] وبأنه ما يزال على الطائرات بدون طيار إثبات فعاليتها كمقاربة استراتيجية لمكافحة الإرهاب؛ لأن تصفية قائد مجموعة إرهابية لا يعني بالضرورة وقف النشاطات الإرهابية لتلك المجموعة.[42] في باكستان، أدى الانتهاك المتكرر لسيادة الدولة وظهورها بمظر الضعيف والخائف أمام القوة الأميركية المتفوقة إلى الإضرار بشرعية الحكومات الباكستانية المتعاقبة. وقد جرى تقويض شرعية هذه الحكومات الحليفة تحديدا في المناطق التي تحتاج فيها إلى بناء نفسها كقوة منافسة للجماعات المتطرفة المسيطرة على تلك المناطق. لذلك لا يبدو مستغربا أن يدين الساسة الباكستانيون استخدام الطائرات بدون طيار علنا ويؤيدونها في السر، كما لا ينبغي استغراب الاحصاءات القائلة بأن “74% من الباكستانيين اليوم يعتبرون الولايات المتحدة عدوا لهم.” تعكس هذه الاحصاءات مدى ارتفاع مشاعر العداء لأميركا في تلك الدولة الحليفة،[43] الأمر الذي يناقض بشكل مباشر الأهداف الرسمية للاستراتيجية القومية لمكافحة الإرهاب التي تتبناها إدارة الرئيس أوباما.[44] تعتمد الولايات المتحدة إلى حد بعيد على تعاون حكومتي أفغانستان وباكستان لإنجاح استراتيجيتها في مكافحة الإرهاب، لكن الواضح أن استخدام الطائرات المقاتلة بدون طيار ترك آثارا سلبية على علاقات الولايات المتحدة بهاتين الدولتين. قد لا تكون لهذه الحرب تكلفة اجتماعية تذكر داخل الولايات المتحدة، لكن تكلفتها باهظة في أفغانستان وباكستان حيث يعيش السكان حالة رعب حقيقي من الطائرات المقاتلة بدون طيار التي أسهمت من جهة في إنجاح مهمة تنظيمي القاعدة وطالبان بتجنيد أعداد أكبر من السكان المحليين، وقدمت لهؤلاء السكان من الجهة المقابلة مجموعة مظالم جديدة حفزت كراهيتهم للولايات المتحدة وانضواءهم في صفوف القاعدة وطالبان وبقية التنظيمات المتطرفة.[45] إن حجم القتل المستهدف الذي يحدث الآن بواسطة الطائرات بدون طيار يبرر كل الاهتمام الحالي بهذه الأسلحة،[46] ويدعو إلى التساؤل عما إذا كانت تلك الطريقة الوحيدة لبناء دولة مستقرة في أفغانستان والمناطق القبلية الخاضعة للإدارة الفدرالية الباكستانية. لكن أفغانستان تطرح مجموعة تحديات تختلف عن مثيلتها في باكستان، فمهمة حلف شمال الأطلسي هناك تلتزم رسميا بهدفي بناء-الأمة والحفاظ على أمن واستقرار الدولة الأفغانية. لذلك تناقش الفقرة التالية آثار سياسة استخدام الطائرات بدون طيار في أفغانستان. طائرات بدون طيار فوق أفغانستان يتركّز دور الطائرات بدون طيار في أفغانستان، بعكس دورها في باكستان، على مكافحة التمرد وفق الأهداف التي حددتها قوة المساعدة الدولية لإرساء الأمن في أفغانستان (إيساف/ISAF) بقيادة حلف شمال الأطلسي. وكان الحلف قد ضم الطائرات بدون طيار، المسلحة منها وغير المسلحة، إلى ترسانته واستخدمها في عملياته العسكرية في أفغانستان[47] فكان تأثيرها وما يزال شديد الوقع على السكان.[48] لكن بسبب الصلات الوثيقة بين تنظيم القاعدة وطالبان من جهة، وبين نشطاء فاعلين في المناطق القبلية الخاضعة للإدارة الفدرالية الباكستانية من جهة أخرى، فإن التغطية الإعلامية لعمليات وكالة المخابرات المركزية الأميركية في باكستان تشمل بانتظام تغطية عملياتها في أفغانستان أيضا. لهذا تبقى التقارير الإعلامية عن نتائج استخدام الطائرات بدون طيار في أعمال مكافحة التمرد في أفغانستان غير واضحة في أغلب الأحيان. أي إن الأجهزة الإعلامية والدراسات الأكاديمية نادرا ما تميز بين سياسات استخدام الطائرات بدون طيار في هاتين الدولتين، وهو خلط يبدأ وينتهي عادة بحقيقة أن وزارة الدفاع الأميركية هي التي تشّغل الطائرات بدون طيار، وليس وكالة المخابرات المركزية. على اعتبار أن الحرب الأفغانية بدأتها الولايات المتحدة الأميركية ذاتها، تبقى مصالح الأمن القومي الأميركي وكيفية تأمينها مركز الجدل الدائر حول الاستراتيجية المستقبلية في أفغانستان. لقد تخلت الولايات المتحدة عن استراتيجية التورط العسكري على نطاق واسع لمصلحة استراتيجية قيل في أجهزة الإعلام أنها “أخف وطأة”.[49] وتعتمد هذه الاستراتيجية الثانية في استخدامها العنف على الطائرات المقاتلة بدون طيار كإحدى الوسائل الأساس،[50] مع أن ثمة حدودا مفروضة على هذه الفكرة فقوة المساعدة الدولية لإرساء الأمن في أفغانستان (أيساف)، مثلا، لاتستهدف الأبنية أبدا، لاحتمال وقوع إصابات بين المدنيين[51] (مما يشير إلى معايير أعلى للحد من الأضرار الجانبية تفوق مثيلتها لدى وكالة المخابرات المركزية الأميركية)، ولا تسمح بشن هجمات عبر الحدود بواسطة طائرات بدون طيار.[52] مستقبل أفغانستان: التكاليف والفوائد أُجبرت القيادة العسكرية الأميركية مؤخرا على التسليم بأن تكتيكات مكافحة التمرد القائمة على “قطع رأس” قادة تنظيمي القاعدة وطالبان قد أدت إلى ردود أفعال وأعمال انتقامية عنيفة، وإلى زيادة عدد المتطوعين في صفوف هذين التنظيمين، وإلى نتائج عكسية للأهداف الاستراتيجية المرجوة منها عموما.[53] لذلك بُذلت جهود أكبر لتقليص عدد الإصابات بين المدنيين، لكن الآثار السلبية لعمليات وكالة المخابرات المركزية الأميركية في باكستان انعكست على استراتيجيات قوة المساعدة الدولية لإرساء الأمن في أفغانستان والهادفة إلى اجتذاب “قلوب وعقول” السكان المحليين فحدت بالتالي من النتائج الإيجابية التي عملت قوة المساعدة الدولية على تحقيقها.[54] ما تزال الولايات المتحدة رسميا تعتبر الطائرات بدون طيار، سواء المسلحة أم غير المسلحة، تقنية متقدمة أكثر أمانا وأكثر جدوى اقتصادية في ساحة المعركة، وصنفت الطائرات التي يجري التحكم بها عن بعد ضمن فئة الأسلحة والمعدات شديدة الفعالية.[55] علاوة على ذلك، ونظرا للتخفيضات في ميزانية الدفاع وقرب “انتهاء” الحرب الأفغانية، توفر الطائرات بدون طيار أسلوبا أقل تكلفة لمحاربة القاعدة والتنظيمات المعادية الأخرى. كما إن الرأي العام الأميركي لا يطيق حروبا طويلة الأمد في الوقت الراهن، ولذلك لا يبدو مستغربا أن تبقى النشاطات العسكرية في المستقبل تعتمد إلى حد بعيد على هذه الإنسالات العسكرية.[56] أعلن حلف شمال الأطلسي أن دوره في أفغانستان سوف يتغير جذريا حال انقضاء الجداول الزمنية التي حددتها قوة المساندة الدولية لنقل المهام العسكرية والأمنية إلى الجيش والشرطة الأفغانية. وعلى الرغم من أن الرسالة العلنية الرئيسة هي أن قوات حلف النيتو “سوف تنتقل” من المهام القتالية إلى مهام التدريب والتوجيه والدعم بحلول عام 2015، فإن ثمة عامل ضغط آخر على إستراتيجية الحلف. ويقتضي هذا العامل بعيد الأمد، بين جهود أخرى، العمل العسكري المستمر ضد طالبان في المناطق التي تسيطر عليها والتي سوف يستهدفها الحلف على الدوام بغرض إلقاء القبض على قادة طالبان أو قتلهم.[57] من الأهمية بمكان التفكير بالإطار القانوني والقضائي الذي سوف يجري استخدامه مستقبلا لاستمرار الأعمال القتالية في أفغانستان والمناطق القبلية المتاخمة لها. وقد اعتمدت الإدارة الأميركية في ذلك على تأويلها للإطار القانوني الوارد في عقيدة “الحرب على الإرهاب”، التي تنص على أن تحتفظ الولايات المتحدة بحق “استخدام القوة المميتة ضد الأعداء في دولة أجنبية ’بموافقة تلك الدولة أو حين لاتستطيع أو لاترغب’ باتخاذ الاجراءات اللازمة.” كما تحتفظ الولايات المتحدة بحق التعامل مع التهديدات المرتبطة بالإرهاب بشكل مستقل عن باقي دول العالم.[58] ويتناقض المنطق العام لعقيدة الحرب على الإرهاب هذه مع سيادة الدول المعنية التي عانت تجارب تاريخية طويلة مع الاستعمار. سوف تبقى أفغانستان تناضل ضد الجماعات المتطرفة وضد اللاعبين الخطرين الآخرين في المنطقة، عبر خطط محلية وإقليمية ودولية. وستبقى استحالة الفصل بين باكستان وأفغانستان شوكة استراتيجية دائمة في خاصرة حلف شمال الأطلسي، وعقبة أمنية رئيسة في وجه المصالح الأميركية بمكافحة الإرهاب. إن ملاحقة حركة طالبان وشبكة حقاني وتنظيم القاعدة تورط الولايات المتحدة في باكستان، وخصوصا في المناطق القبلية الخاضعة لإدارتها الفدرالية، ونظرا لازدياد تورط هذه الجماعات المتطرفة بدورها في الصراع في أفغانستان، واكتسابها بالتالي خبرات ثمينة تستخدمها ضد الحكومة الباكستانية، لا يبدو مفاجئا أن تشن وكالة المخابرات المركزية الأميركية عمليات سرية في المناطق القبلية. بمعنى آخر، يرتبط مصير باكستان وأفغانستان معا إلى حد ما نتيجة الاهتمامات الأمنية الأميركية بهذه التنظيمات المتطرفة. كذلك تتعرض العلاقات الباكستانية-الهندية للخطر جراء تنافس الدولتين على النفوذ في أفغانستان لدرجة أن “السياسيين الباكستانيين بدؤوا يتحدثون عن حل الصراع في أفغانستان باعتباره أكثر أهمية من قضية كشمير في تحديد علاقات بلادهم مع الهند.”[59] ولو وضعنا هذه الصورة الأكبر في الذهن لتبين لنا أن إيجاد الاستقرار في أفغانستان قضية تزداد إلحاحا اليوم من أكثر أي وقت مضى. عندما يحين الموعد النهائي عام 2014 وتتحقق الوعود بالانسحاب من أفغانستان، سيكون من الضروري مراقبة النشاطات العسكرية التي يقوم بها حلف شمال الأطلسي. الرئيس أوباما نفسه قال في خطاب له أن عام 2014 سيكون نهاية الحرب في أفغانستان، [60] لكن حلف شمال الأطلسي على ما يبدو سيبقى يلعب دورا غامضا ومثيرا للجدل في هذه الدولة. بلا شك ستكون أولوية الحلف حماية القوات المتبقية في أفغانستان، بالإضافة إلى الأغراض الكثيرة الأخرى المرتبطة بمهمته هناك. وستلعب الطائرات بدون طيار دورا فاعلا في تحقيق هذه الأهداف بغض النظر عن طبيعة تلك المهمة. وعلى اعتبار أن حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة يقدمان القدوة للعالم من حيث الالتزام بالقانون الدولي وقواعد النزاع المسلح، فستكون لشرعية وقانونية أعمالهما، وتأويلاتهما للقوانين النافذة، عواقب مهمة ودائمة على مستوى العالم أجمع.[61] الخاتمة إن سياسات استخدام الطائرات بدون طيار في النزاعات المختلفة موضوع يكتنفه الغموض والشك والتعقيد. ويمكن أن تترتب عنه آثار وخيمة إذا ترك بلا ضوابط ومراقبة لصيقة من قبل القوى الكبرى في العالم. بلا شك، ثمة إغراءات عديدة تدفع الولايات المتحدة للاستمرار في استخدام هذه الطائرات كما فعلت في العقد الأخير، فمقارنة بما يسمى “القصف الاستراتيجي على طريقة- درسدن”، تتسبب الطائرات بدون طيار بخسائر جانبية أقل. لكن ذلك، بالإضافة إلى حقيقة أنها رخيصة وتؤمن الحماية للجنود الأميركيين، لايعني بالضرورة أنها توفر أسلوب العمل الاستراتيجي الصحيح بالنسبة لإدارة أوباما.[62] لذلك يتوجب على إدارة أوباما التركيز على المشكلات بعيدة- الأمد، فحكومتا أفغانستان وباكستان سوف لن تصبحا ابدا شريكين فاعلين في حماية المصالح الأمنية الأميركية طالما بقي شعباهما وجماهير ناخبيهما ينظران إلى الولايات المتحدة باعتبارها عدوا.[63] هذا الأمر ببساطة مستحيل على المدى البعيد. إلى متى إذن ستبقى الولايات المتحدة تستخدم القتل المستهدف؟ إن “قطع رأس” قادة تنظيم القاعدة يؤدي على الدوام إلى ظهور أفراد آخرين يحلون محلهم في نهاية المطاف. وهل ستتمكن الولايات المتحدة من التراجع كليا عن مناطق نفوذها الحالية في أفغانستان وباكستان خلال بضع سنوات أم بضعة عقود؟ على الرئيس أوباما أن يوازن بين أهداف مكافحة الإرهاب ومكافحة التمرد في باكستان وأفغانستان وبين المظالم المحقة لسكان هذين البلدين، مع أن الضغوطات المحلية، كتخفيض الميزانية والكراهية العامة للحرب، تحدد خياراته حاليا. لقد ازداد بوضوح قلق اللاعبين الدوليين من استخدام الطائرات بدون طيار في العقد الماضي، الأمر الذي شكل سابقة خطيرة من حيث حجم وكثافة استخدام تلك الطائرات في النزعات المختلفة. كذلك يضيف انتشار هذه التقنية بين جيوش العديد من دول العالم طبقة جديدة أخرى من القلق والشكوك. منذ أن منعت وكالة المخابرات المركزية الأميركية من تشغيل الطائرات بدون طيار،[64] قد تكون إدارة أوباما في خضم عملية إعادة النظر بسياساتها. ويبدو أن اهتمام وسائل الإعلام والنقد الذي وجهه الكونغرس فيما بعد قد أثرا على سياسة استخدام الطائرات بدون طيار، ولربما سوف تطرأ تحسينات على ضوابط وشروط وقواعد استعمالها في المستقبل. ومع خطط التغيير هذه قد يخضع البرنامج الذي تديره وكالة المخابرات المركزية الأميركية للقواعد العسكرية وخبرة الجيش الأميركي في الالتزام بالقوانين الدولية. وإذا كان الرئيس أوباما جادا في تغيير سياسة استخدام الطائرات بدون طيار فمستقبل مهمة قوة المساندة الدولية لإرساء الأمن في أفغانستان تشكل فرصة سانحة لتحسين سجله في هذا المجال، عبر تصحيح بعض أسوأ أعراف ومعايير حرب الطائرات بدون طيار، مثل تفضيلها السياسات المحلية والمكاسب التكتيكية قصيرة الأمد على الاستراتيجيات الأمنية بعيدة الأمد. إذا ضاعت هذه الفرصة السانحة قد يترسخ النموذج الخطر والسائد اليوم في أفغانستان وباكستان ليصبح مظهرا ثابتا من مظاهر استخدام الطائرات بدون طيار لأعوام طويلة قادمة. * ليفيا ناسيوس: باحثة متعاونة مع مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة “لوند” في السويد. متخصصة في دراسات الصراع وحقوق الإنسان. ومهتمة حاليا بالبحث عن تأثير تقنية “الدرونز” والشركات العسكرية الخاصة وأثرهما الراهن على مسألة الحرب وحقوق الإنسان. مارك ليفين: أستاذ تاريخ الشرق الأوسط في جامعة كاليفورنيا، أرفاين. كاتب وباحث في عدد من المواقع من ضمنها موقع الجزيرة نت (الصفحة الإنجليزية). متخصص في قضايا حقوق الإنسان في منطقة الشرق الأوسط، وله عدد من الكتب، منها: “السلام المستحيل” عن الصراع في الشرق الأوسط، وكتاب “لماذا لا يكرهوننا؟” في الرد على السؤال الأميركي الشهير “لماذا يكرهوننا؟”. وهناك كتاب سيصدر قريبا له عن الثورات في الربيع العربي “الخمس سنوات التي أسقطت الفرعون”. الهوامش [1] ميكا زينكو، “تعديل سياسة الهجوم بالطائرات من دون طيار،” مجلس العلاقات الخارجية (كانون ثاني/يناير 2013). Micah Zenko, ”Reforming U.S. Drone Strike Policies,” Council on Foreign Relations, (January 2013): 9. [2] هذه وجهة نظر مألوفة في الأدبيات الصحافية والأكاديمية. انظر على سبيل المثال مقال ليلى هدسون وكولن إس. أوينز ومات فلانيز “حرب الطائرات بدون طيار: انفجار ارتدادي من طريقة الحرب الأميركية الجديدة،” مجلس سياسات الشرق الأوسط،1 حزيران/يونيو (2012)، على الموقع الإلكتروني: mepc.org/journal/middle-east-policy-archives/drone-warfare-blowback-new-american-way-war. [3] تستخدم عبارتا “الطائرات المقاتلة بدون طيار” (combat drones) و”الطائرات المسلحة بدون طيار” (armed drones) بطريقة تبادلية في الدراسة الحالية، لكن ثمة تمييز بينهما وبين اصطلاحات أخرى مثل العربات الجوية غير المأهولة (UCAVs). [4] هدسون وآخرون، “حرب الطائرات بدون طيار…” مصدر سبق ذكره. [5] بيتر دبليو. سينغر، “الإنسالات في الحرب،” مجلة ولسون كوارترلي، العدد 33، رقم 1 (خريف 2009)، ص: 34. Peter W. Singer, “Robots at War,” Wilson Quarterly 33, no. 1 (Autumn 2009): 34. [6] المعهد العالمي للدراسات الاستراتيجية، “الفصل الأول: الحرب في أفغانستان والعربات الجوية غير المأهولة: الدروس والتقنات المتبدية؛ حرب الفضاء الإلكتروني: تقويم البعد العسكري” مجلة ميليتري بالانس (التوازن العسكري) العدد 111، رقم 1 (2011)، ص: 20. International Institute for Strategic Studies, “Chapter One: The war in Afghanistan, Unmanned aerial vehicles: emerging lessons and technologies; Cyberspace: assessing the military dimension,”The Military Balance 111, no. 1 (2011): 20. doi: 10.1080/04597222.2011.559831. [7] سبنسر آكرمن، “الدمج بين الصاروخ/الطائرة الانتحارية الصغيرة بدون طيار جزء من ترسانة الأسلحة الأميركية في أفغانستان،” ويرد، عدد 13 آذار/مارس، 2013، على الموقع الإلكتروني: wired/dangerroom/2013/03/switchblade-afghanistan/. [8] سينغر، “الإنسالات في الحرب”، مصدر سبق ذكره، ص: 36 و 32. [9] نول شاركي، “أتمتة الطائرات العسكرية بدون طيار وانتشارها وحماية المدنيين،” مجلة لو، إنوفيشن أند تكنولوجي (القانون والابتكار والتقنية)، العدد 3، رقم 2 (2011)، ص: 231. Noel Sharkey, “The Automation and Proliferation of Military Drones and the Protection of Civilians”, Law, Innovation and Technology 3, no. 2 (2011): 231. [10] دبليو. سنغر، مشدود للحرب، نيو يورك، دار نشر بنغوين، 2009، ص: 19-65. W. Singer, Wired for War (New York: The Penguin Press, 2009): 19-65 [11] المصدر السابق. [12] المصدر السابق، ص: 59. [13] المصدر السابق، ص: 59. [14] شاركي، “أتمتة الطائرات…”، سبق ذكره، ص: 230. [15] المصدر السابق. [16] ميكا زينكو، “عشرة أشياء لم تعرفها عن الطائرات بدون طيار،” مجلة السياسة الخارجية، 192 (شباط/فبراير- نيسان/إبريل 2010)، ص: 1. [17] خدمة أبحاث الكونغرس، “الحرب في أفغانستان: الاستراتيجية والعمليات وقضايا تهم الكونغرس” (R40156)، شباط/فبراير (2011)، ص: 52. (كتبته كاثرين ديل) واقتبس بتاريخ 4 نيسان/إبريل 2013 على الموقع الإلكتروني: opencrs/ Congressional Research Service. War in Afghanistan: Strategy, Operations, and Issues for Congress (R40156), March 9, (2011): 52. By: Catherine Dale. Accessed: April 4, 2013. opencrs/. [18] ميرفي ورادسان، “الاجراءات القانونية الواجب اتخاذها” ص: 407. Murphy and Radsan, “Due Process …” 407. [19] نوا شاتشمن، “الاحصاءات العسكرية تكشف عن مركز حرب الطائرات بدون طيار في الولايات المتحدة،” ويرد، العدد 11 تشرين ثاني/نوفمبر 2012 Noah Shachtman, “Military Stats Reveal Epicenter of U.S. Drone War.” Wired, November 11, 2012. [20] هدسون وآخرون، سبق ذكره. [21] ديقد كار، “نقاش مفتوح حول الطائرات بدون طيار،” صحيفة نيو يورك تايمس، 10 شباط/فبراير 2013. David Carr, “Debating Drones, in the Open.” New York Times February 10, 2013. [22] المصدر السابق. [23] مارتن إيفانز، “المتآمر النيجيري استخدم نفس نوع المتفجرات الذي استخدمه ‘مفجر الحذاء’”، صحيفة الصنداي تيليغراف، 17 كانون أول/ديسمبر 2009. متوفر على الموقع الإلكتروني: telegraph.co.uk/news/uknews/terrorism-in-the-uk/6895728/Nigerian-plotter-used-same-explosive-as-shoe-bomber.html. [24] غارت إيفانز، “هل سأل راند بول الأسئلة الخطأ في محاولته تعطيل التصويت على قانون الطائرات بدون طيار؟”، أتلانتك ريفيو، 15 آذار/مارس 2013. متوفر على الموقع الالكتروني: theatlantic/politics/archive/2013/03/did-rand-paul-ask-the-wrong-questions-in-his-drone-filibuster/274033/. [25] كارلو مونوز، “سعي البيت الأبيض إلى وضع الطائرات المقاتلة بدون طيار التي تديرها وكالة المخابرات المركزية تحت إشراف وزارة الدفاع الأميركية يثير القلق،” ذي هيل 24 آذار/مارس 2013، على الموقع الالكتروني: thehill/blogs/defcon-hill/policy-and-strategy/290049-white-house-plan-to-let-pentagon-take-over-cia-armed-drones-sparks-concern. [26] جو بيكر وسكوت شين، “’لائحة القتل’ السرية تتحول إلى اختبار لمبادئ أوباما وإرادته،” صحيفة نيو يورك تايمس 29 أيار/مايو 2012. [27] مايكل بويل، “تكاليف ونتائج حرب الطائرات بدون طيار،” مجلة الشؤون الدولية 89، رقم 1 (2013، ص: 6.) [28] سباستيان أبوت، “تسليط أضواء جديدة على أعداد القتلى في حرب الطائرات بدون طيار،” وكالة أنباء الأسوسيتد برس، 26 شباط/فبراير (2012)، على الموقع الإلكتروني: news.yahoo/ap-impact-light-drone-wars-death-toll-150321926.html. [29] كما يجادل بويل في مقاله “تكاليف ونتائج حرب الطائرات بدون طيار،” سبق ذكره، وجيفري أ. سلوكا، “الموت من الأعلى- العربات المسلحة غير المأهولة وخسارة التأييد لها في القلوب والعقول،” مجلة ميليتاري ريفيو، عدد (أيار/مايو-حزيران/يونيو 2011)، ص: 72. [30] أكد معاون نائب المجلس العام لوزارة الدفاع، مكتب المستشار العام، صحة هذا في رد مكتوب للمؤسسة الاتحادية للدفاع عن الحريات المدنية بتاريخ 30 كانون أول/ديسمبر 2010. يمكن الحصول على نص الرسالة على الموقع: aclu.org/files/assets/Herrington_ltr_30_Dec_10_re_civ_deaths_-_to_be_resent_march_16_2011.pdf. [31] كما ورد في تقرير بيكر وشين، “’لائحة القتل’ السرية،” مصدر سبق ذكره. [32] شكك الصحفيون بالحصيلة الرسمية لأعداد الضحايا المدنيين مقارنة بنتائج الأبحاث الميدانية التي أجروها. انظر أيضا مقال أبوت في الأسوسيتد برس أعلاه. للمزيد من المعلومات عن الضحايا المدنيين لعمليات المخابرات المركزية الأميركية السرية، راجع قاعدة البيانات الشاملة لمكتب الصحافة الاستقصائية على الموقع الالكتروني: thebureauinvestigates/category/projects/drone-data/. [33] بريان إيفرستين وآرون متا، “القوات الجوية تزيل عدد الهجمات بالطائرات الموجهة عن بعد من ملخص (الأعمال القتالية)،” إيرفورس تايمس، 8 آذار/مارس 2013. [34] بريان إيفرستين وآرون ميتا، “وزارة الدفاع: يجب أن تطلب أجهزة الإعلام بيانات الهجمات بطائرات من دون طيار،” ديفنس نيوز، 14 آذار/مارس 2013. [35] كما ورد في اقتباس لويس آربور عن مكتب الصحافة الاستقصائية في مقاله “غير مأهولة وخطرة،” السياسة الخارجية، 18 آذار/مارس 2012، على موقع: foreignpolicy/articles/2012/05/18/drones_uav_dangerous تركز بيانات هذه المنظمة على الهجمات بدون طيار خارج مسارح العمليات العسكرية، أي أنها لا تتابع الهجمات في أفغانستان أو العراق. [36] بيكر وشين، “’لائحة القتل’”، مصدر سبق ذكره. [37] المصدر السابق. [38] بويل، “تكاليف حرب الطائرات بدون طيار ونتائجها ،” ص: 6. [39] شاركي، “أتمتة الطائرات العسكرية…”، مصدر سبق ذكره، ص: 232. [40] ريتشارد ميرفي وأفشين جون رادسن، “الاجراءات القانونية والقتل الموجه للارهابيين،” كاردوز لو ريفيو 31، رقم 2 (2009)، ص: 405. [41] انظر المقالات الواردة في هذا العمل لبويل وكارفن وسولكا وزينكو. [42] ستيفن كارفن، “المشكلة في القتل الموجه،” سكيوريتي ستديز 21، عدد 3 (تموز/يوليو 2012)، ص: 529-555. [43] بويل، “تكاليف حرب الطائرات بدون طيار ونتائجها،” مصدر سبق ذكره، ص: 16. [44] البيت الأبيض، “الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب،” واشنطن دي. سي.، حزيران/يونيو 2011، على موقع: whitehouse.gov/sites/default/files/counterterrorism_strategy.pdf, (4 April, 2013, pp. 8-9). [45] راثمان إندورثي، “استراتيجية إدارة أوباما في أفغانستان،” المجلة العالمية للسلام العالمي 28، عدد 3 (أيلول/سبتمبر)، ص: 11. [46] انظر قاعدة بيانات مكتب الصحافة الاستقصائية عن الطائرات بدون طيار وعدد القتلى في باكستان والصومال واليمن. [47] آربور، “إير مأهولة وخطيرة،” مصدر سبق ذكره. [48] للمزيد من التفاصيل راجع كريس وودز، “الطائرات بدون طيار تسبب صدمة جماعية للمدنيين: أهم النتائج التي خلصت إليها الدراسة”، مكتب الصحافة الاستقصائية، أيلول/سبتمبر 25 2012، على الموقع: thebureauinvestigates/2012/09/25/drones-causing-mass-trauma-among-civilians-major-study-finds/. [49] ديل، خدمة أبحاث الكونغرس، مصدر سبق ذكره، ص: 52. [50] ديفد كاتز، “إصلاح حرب القرية،” مجلة ميدل إيست كوارترلي (ربيع 2011)، على موقع: meforum.org/2881/afghanistan-village-war. [51] جوزف سينغ، “هل تفوق التكلفة الاستراتيجية لسياسة أوباما في استخدام الطائرات بدون طيار المكاسب قصيرة الأمد؟” مجلة السياسة الخارجية، 27 حزيران/يونيو 2012، على موقع: ricks.foreignpolicy/posts/2012/06/27/are_the_strategic_costs_of_obama_s_drone_policy_greater_than_the_short_term_gains_0. [52] كاتز، “إصلاح حرب القرية،” سبق ذكره. [53] سلوكا، “الموت من الأعلى،” سبق ذكره، ص: 72 [54] هدسون وآخرون، “حرب الطائرات بدون طيار”، سبق ذكره. [55] المصدر السابق. [56] آربور، “غير مأهولة وخطيرة،” سبق ذكره. [57] المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، “الفصل الأول…”، سبق ذكره، ص: 11. [58] آربور، “غير مأهولة وخطيرة،” سبق ذكره. [59] المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، “الفصل الأول…”، سبق ذكره، ص: 10. [60] كاتلين سابوتشيك، “الرئيس أوباما والطريق إلى الأمام في أفغانستان،” مدونة البيت الأبيض، 22 حزيران/يونيو 2011، على موقع: nytimes/2012/07/15/sunday-review/the-moral-case-for-drones.html?_r=0. [61] آربور، “غير مأهولة وخطيرة،” سبق ذكره. [62] سكوت شين، “التبرير الأخلاقي لحرب الطائرات بدون طيار،” نيو يورك تايمس، 14 تموز/يوليو 2012، على موقع: nytimes/2012/07/15/sunday-review/the-moral-case-for-drones.html?_r=0. [63] بويل، “تكاليف حرب الطائرات بدون طيار ونتائجها،” سبق ذكره، ص: 16. [64] مونروز، “سعي البيت الأبيض…”، مصدر سبق ذكره. ثبت المراجع Abbot, Sebastian. “New light on drone war’s death toll.” Associated Press, February 26 (2012), news.yahoo/ap-impact-light-drone-wars-death-toll-150321926.html. Ackerman, Spencer. “Tiny, Suicidal Drone/Missile Mashup is Part of U.S.’s Afghanistan Arsenal,” Wired, March 13, 2013, wired/dangerroom/2013/03/switchblade-afghanistan/. Arbour,Louise.“Unmanned and Dangerous,” Foreign Policy, May 18, 2012. foreignpolicy/articles/2012/05/18/drones_uav_dangerous. Becker, Jo and Scott Shane. “Secret ‘kill list’ Proves a Test of Obama’s Principles and Will,” New York Times May 29, 2012. Carr, David. “Debating Drones, in the Open.” New York Times February 10, 2013. Carvin, Stephanie. “The Trouble with Targeted Killing,” Security Studies 21, no. 3 (July-Sept 2012): 529-555. Congressional Research Service. War in Afghanistan: Strategy, Operations, and Issues for Congress (R40156), March 9, (2011): 52. By: Catherine Dale. Accessed: April 4, 2013. opencrs/. Epps, Garrett. “Did Rand Paul Ask the Wrong Questions in His Drones Filibuster?” The Atlantic, March 15, 2013. theatlantic/politics/archive/2013/03/did-rand-paul-ask-the-wrong-questions-in-his-drone-filibuster/274033/. Evans, Martin. “Nigerian plotter used same explosive as shoe bomber.” Telegraph, December 17, 2009. telegraph.co.uk/news/uknews/terrorism-in-the-uk/6895728/Nigerian-plotter-used-same-explosive-as-shoe-bomber.html. Everstine, Brian and Aaron Mehta. “AF removes RPA airstrike number from summary.” Air Force Times, March 8 (2013). Everstine, Brian and Aaron Mehta. “DoD: Media must request drone strike data.” DefenseNews, March 14, 2013. Gannon, Kathy. “U.S. Drone Strikes in Afghanistan Cause Villagers to Flee: Report.” Huffington Post, March 28, 2013. huffingtonpost/2013/03/28/us-drone-strikes-afghanistan_n_2970777.html. Hudson, Leila, Colin S. Owens and Matt Flannes. “Drone Warfare: Blowback from the New American Way of War,’ Middle East Policy Council, June 1, (2012). mepc.org/journal/middle-east-policy-archives/drone-warfare-blowback-new-american-way-war. Indurthy,Rathnam. “The Obama Administration’s Strategy in Afghanistan,” International Journal on World Peace 28, no. 3 (September 2011): 11. International Institute for Strategic Studies. “Chapter One: The war in Afghanistan, Unmanned aerial vehicles: emerging lessons and technologies; Cyberspace: assessing the military dimension,” The Military Balance 111, no. 1 (2011): 20. doi: 10.1080/04597222.2011.559831. Katz, David.“Reforming Village War,” Middle East Quarterly, (Spring 2011). meforum.org/2881/afghanistan-village-war. Katz, David. “Reforming Village War,” Middle East Quarterly, (Spring 2011). meforum.org/2881/afghanistan-village-war. Munoz, Carlo. “White House move to let Pentagon take over CIA armed drones sparks concern.” The Hill. March 24, 2013. thehill/blogs/defcon-hill/policy-and-strategy/290049-white-house-plan-to-let-pentagon-take-over-cia-armed-drones-sparks-concern. Sabochik, Katelyn. “President Obama on the Way Forward in Afghanistan,” The White House Blog, June 22, 2011. whitehouse.gov.blog/2011/06/22/president-obama-way-forward-afghanistan. Shane, Scott. “The Moral Case for Drones” New York Times, July 14, 2012. nytimes/2012/07/15/sunday-review/the-moral-case-for-drones.html?_r=0. Shachtman, Noah. “Military Stats Reveal Epicenter of U.S. Drone War.” Wired, November 11, 2012. Sharkey, Noel. “The Automation and Proliferation of Military Drones and the Protection of Civilians”, Law, Innovation and Technology 3, no. 2 (2011): 231. Singer, Peter W. Wired for War (New York: The Penguin Press, 2009): 19-65. Singer, Peter W. “Robots at War,” Wilson Quarterly 33, no. 1 (Autumn 2009): 34. Singh, Joseph. “Are the strategic costs of Obama’s drone policy greater than the short-term gains?” Foreign Policy, June 27, 2012. ricks.foreignpolicy/posts/2012/06/27/ are_the_strategic_costs_of_obama_s_drone_policy_greater_than_the_short_term_gains_0 Sluka, Jeffrey A. “Death from Above: UAVs and Losing Hearts and Minds,” Military Review, (May-June 2011): 72. The White House. “National Strategy for Counterterrorism.” Washington DC, June 2011, whitehouse.gov/sites/default/files/counterterrorism_strategy.pdf, accessed 4 April, 2013, pp. 8-9. Woods, Chris. “’Drones causing mass trauma among civilians,’ major study finds,” Bureau of Investigative Journalism, September 25, 2012. thebureauinvestigates/2012/09/25/drones-causing-mass-trauma-among-civilians-major-study-finds/. Zenko, Micah. ”Reforming U.S. Drone Strike Policies,” Council on Foreign Relations, (January 2013): 9. Zenko, Micah. “10 Things You Didn’t Know About Drones” Foreign Policy, 192 (March-April 2012): 1 للمشاركة: Share
Posted on: Thu, 20 Jun 2013 09:45:21 +0000

Trending Topics



ay

Recently Viewed Topics




© 2015