القيادات الإسلامية الإخوانية الحالية ـ وعلى راسها محمد مرسي ـ ليست ثورية ففشلت في دورها القيادي للثورة. وليست ولم تكن في مستوى الثورة وفي مستوى المرحلة الراهنة. وعليها أن تتحمل مسئولية أخطائها وتكون في مستوى المرحلة الراهنة وتتنحى لتترك قيادة الثورة لجيل جديد أكثر ثورية وأكثر أخلاقا وأكثرصدقا وشرفا وإسلاما. إن القيادات التي مكنت الثورة المضادة من الإنقضاض على الثورة بكل هذه السهولة التي شاهدناها هي في حقيقة الأمر أكبر عائق أمام إنتصارالثورة بإنبطاحها أمام منطق أعداء الثورة. لقد تاهت هذه القيادات في "التكتيكات" "المكيافيلية" التي أنستها الثوابت الإسلامية وحولت هذه التكتيكات إلى "إستراتيجيجيتها" السياسية. فقد كان على مرسي، بعد توليه الرئاسة مباشرة، أن يتخذ قرارات ثورية كان ينتضرها منه كل الذين صوتوا عليه لتولي الرئاسة ليقطع تماما مع سياسة السادات ومبارك الخيانية المتحالفة مع إسرائيل لكي يعيد لمصر دورها القيادي الرائد إسلاميا وعربيا ودوليا، كأن، مثلا، يقطع علاقات مصر بإسرائيل ويغلق السفارة الإسرائيلية في القاهرة، ويسحب إعتراف مصر بإتفاقية "كامب دافيد" المذلة، ويقيم تحالف إستراتيجي مع إيران وتركيا والباكستان. لكن عوض ذلك، كان أول ما قام به مرسي هو تكريم الخائن السادات بزيارة ترحمية لقبره، ونافس السادات ومبارك في ربط علاقات خيانية وودية للغاية مع إسرائيل تُوجت بالرسالة الودية المشهورة التي وجهها عبر سفيره في تل أبيب إلى صديقه العزيز بيريز. وقام مستشاره العريان بالإدلاء بتصريحه المشين و الشهير الذي دعى فيه يهود إسرائيل (الذين هاجروا من مصر في عهد عبد الناصر) للعودة إلى مصر لكي تعوضهم الدولة المصرية على "كل ما أخذه عبد الناصر منهم"، منتهزا الفرصة لإنتقاد سياسة و"مضالم" عبد الناصر تجاه اليهود كرسالة موجهة لإسرائيل مفادها أن للقيادات الإخوانية ولليهود عدو مشترك وهوعبد الناصر!!ـ وبالتالي فإن القيادات الإخوانية ذهبت أبعد من السادات ومن مبارك ومن السيسي فى تبعيتها لإسلرائيل!ـ فلا عجب إذن للصدمة ولخيبة الأمل التي أصابت كل الإسلاميين الثوريين ـ وأنا واد منهم ـ وكل الذين صوتوا لمرسي لمنع نجاج منافسه شفيق، عندما إكتشفوا، فيما بعد، أنهم ضحية نصب وإحتيال سياسي وإنتخابي و أن مرسي لا يختلف كثيرا عن مبارك أو عن شفيق!ـ
Posted on: Thu, 29 Aug 2013 22:10:29 +0000
Trending Topics
Recently Viewed Topics
© 2015