بعد بدء حوار الحمقى والأغبياء.... *** - TopicsExpress



          

بعد بدء حوار الحمقى والأغبياء.... *** بحجة إنقاذ البلاد....جماعة ينزلون من على كراسيهم...وجماعة يهرولون نحوها..... *** الكراسي هي هي....والوجوه تغيّرت... لن أعود إلى ما قبل انتخابات أكتوبر والخطأ التاريخي لليسار الذي كان سببا في ما نعيشه اليوم...ولن أعود إلى مسرحية حمادي الجبالي بعد اغتيال الشهيد شكري بلعيد التي لعب فيها كبار مدينة سوسة دورا كبيرا لإخراجه من الورطة وتخدير كل المشهد السياسي، وتحويل الحكم إلى شخص غبي لا يفقه كتابة جملة واحدة من أجل توريطه في كل ما سيأتي لاحقا أقول لن أعود إلى كل تلك الأحداث كما لن أعود إلى الإرباك الذي عاشته النهضة بعد ظهور نداء تونس والعمل المسرحي المحبوك الذي أتاه السبسي بتوتير البيت النهضاوي وإرباكه بالخطب والتحديات اليومية، وتوريطهم في قانون التحصين الذي جعل أتباعهم وأنصارهم يخطئون، وحوّل أيضا وجهة النهضة من العمل على إنجاح المرحلة، إلى العمل على إبعاد السبسي ومشتقاته بكل الطرق والأساليب، وهو الأمر الذي جعل حكومة النهضة تفشل في برنامجها لإنقاذ البلاد وتسقط في الفخّ الذي نصبه لها السبسي بتحويل وجهتها إلى أشياء أخرى وتوريطها مع الشعب ومع ناخبيها...وسأكتفي بالعودة إلى تاريخ سقوط نظام فرعون مصر القذر محمد مرسي وهو تاريخ حاسم فيما تشهده الساحة السياسية اليوم...فما نعيشه اليوم له عدّة أسباب ولولاها لما وصلنا إلى ما نحن فيه...فسقوط مصر وتماسك النظام السوري واعتراف الجانب الأمريكي بارتكابه لخطأ التعويل على الإخوان فيما يسمى بمسرحية الربيع العربي....وعودة العلاقات الجزائرية الأمريكية إلى لون اللبن وتمكّن الجزائر من التحوّل من هدف للإخوان إلى عصا تضرب الإخوان بمباركة من الماما أمريكا....وصولا إلى اغتيال الشهيد محمد البراهمي الذي أسقط قناع حركة النهضة وأربكها وأرهبها إلى درجة تفكير بعض قياداتها في مغادرة البلاد...كل هذه الأحداث وما جرى خلال اعتصام الرحيل جعلت الشيخ راشد يغيّر مواقفه ويحاول إصلاح البيت النهضاوي رغم معارضة جزء هام من قيادات الحركة ومنهم الغبي عبد اللطيف المكي والأحمق عبد الكريم الهاروني وبعض شيوخ البيت الذين فقدوا القدرة على معاشرة زوجاتهم...هؤلاء جميعا لم يقتنعوا بمحاولات الشيخ راشد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من البيت النهضاوي...ثم كان لقاء الشيخ بالسبسي في باريس والذي أسال الكثير من الحبر...فالشيخ حاول بصَمْته عمّا حدث خلال اللقاء إحداث القطيعة بين نداء تونس وقوى اليسار من خلال تركه لسيل الإشاعات دون الردّ عليها فلم يفلح بفضل التماسك بين مكونات جبهة الإنقاذ...والعكس هو الذي حدث من خلال الإرباك الذي شهده البيت النهضاوي على مدى أكثر من شهرين...ففي لقاء باريس اقترح السبسي على الشيخ تلبية رغبة الاتحاد وتشريكه صحبة عديد المنظمات الوطنية في ايجاد حلّ يرضي جميع الأطراف ويخرج البلاد من أزمتها ...وأقنع السبسي الشيخ راشد أن تعنّت النهضة سيفقدها كل شيء وقد تعود من حيث أتت لو واصلت السير على هذه الطريق الوعرة...وفي خضم كل هذه الأحداث خرج علينا العبّاسي وجماعته بالمبادرة التي نعيش أحداثها اليوم...والتي وعد على أساسها الشيخ راشد باستقالة الحكومة...فثارت ثائرة بعض القيادات النهضاوية، وانضمّ العريّض إلى هؤلاء، فدخلت البلاد في مأزق سياسي حاد تزامنا مع مؤشرات اقتصادية أوشكت على ملامسة الصفر...وخوف عام من حدوث انهيار اقتصادي وأمني قريبين...كل هذه الأحداث جعلت العريّض يسرع الخطى نحو إيجاد حلّ للقضايا الأمنية العالقة ومنها وجوبية الكشف عن قتلة الشهيد شكري بلعيد والشهيد محمد البراهمي فالعريّض وبعد أن يئس من إيجاد كبش فداء لجرائمه انضمّ إلى قافلة المحاربين للإرهاب وغايته إرضاء المجتمع الدولي وإبعاد التهم عن حركة النهضة التي تأكد للجميع تورطها في كل ما وقع بالبلاد من عمليات اغتيال وقتل وتخريب...أقول بعد يأسه من إيجاد كبش فداء لجرائمه أقرّ بأن أنصار الشريعة هو تنظيم إرهابي وهو من قام بكل الجرائم التي وقعت بالبلاد وهو من خطّط ونفّذ جريمتي اغتيال الشهيدين شكري والبراهمي...وبهذا التصنيف أشعل العريض فتيل الحرب بينه وبين أبو عياض في محاولة يائسة منه لاستدراج الجميع إلى التفاف حوله من أجل محاربة الإرهاب...ونسيان الخلافات الداخلية التي تعصف بالبلاد...وبعد محاولات شاقة من الشيخ راشد أمكن له اقناع جزء كبير من قياداته بمبادرة العباسي وجماعته وكان على رئيس الحكومة أن يختار التوقيت وأن يخفّف وطأة القرار على الأنصار والأتباع بالمماطلة والتمنّع وهذا ما حدث فعلا....لكن ما الذي غيّر من مواقف العريّض وبعض القيادات النهضاوية؟ الأمر بسيط للغاية فالشيخ راشد عرف من خلال اجتماعاته مع التنظيم العالمي للإخوان أن تونس ستشهد نفس ما شهدته مصر لو واصلت على نفس النهج السياسي ولم تغيّر من مواقفها ...وكان القرار بالإجماع هو أن لا يسقط الإخوان في تونس ولو تطلب الأمر عملا سياسيا جنونيا بالتخلّى وقتيّا عن الحكم...وهو الأمر الذي رفضه العديد من القيادات النهضاوية في أول الأمر ثم تراجعت وانضمّت إلى قافلة الشيخ...فالعريّض وبعد جلسات طويلة اقتنع أن النهضة قد تخرج تماما من المشهد السياسي لو واصلت تعنّتها ورفضت مبادرة الرباعي بقيادة الاتحاد...وبعد دراسة للوضع الاقتصادي والأمني بالبلاد تأكد العريض والشيخ راشد أن الوضع الاقتصادي متأزم وقد يصل إلى الانهيار قريبا...وأن الوضع الأمني سيشهد مزيدا من الاضطرابات وقد يتأزم إلى درجة عدم القدرة على السيطرة...وكل هذه الاستنتاجات هي من جعل العريّض يرضخ إلى الأمر الواقع ويقرر التخلّي عن الحكم لغايتين أولهما إبعاد حركة النهضة عن إسقاطات الفشل الذي منيت به حكومة النهضة خلال سنتين وتسليم الحكومة بفشلها وتراكمات أزماتها إلى حكومة أخرى ستتحمل تبعة تواجدها على كرسي الحكم وبالتالي كل الفشل سيحسب عليها...وثانيهما هو تفرّغ الحركة لتضميد جراحها وتآكل قواعدها بعد فشلها في التجربة الأولى للحكم...وترتيب البيت الداخلي ومصالحة الأنصار والأتباع وكسب عديد النقاط والعودة من جديد للمشهد السياسي خلال الانتخابات القادمة...لكن ماذا عن ما وقع خلال فترة حكم النهضة وهل ستحاسب قياداتها عن كل ما ارتكبته؟ هنا يمكن القول أن مماطلة العريض وكرّه وفرّه كان لغاية ضمان خروج آمن من السلطة فالنهضة ومقابل تخلّيها عن الحكومة كسبت ضمانا من الرباعي الراعي للحوار يقضي بعدم محاسبة أعضاء الحكومة الحالية وكل من تحمّل مسؤولية سياسية خلال حكم النهضة ووقع استثناء القيادات الأمنية التي قد تحاسب بعد تسليم الحكومة لاستقالتها...لكن كيف ستكون المرحلة القادمة من الحوار الوطني؟ قد تحاول حركة النهضة عرقلة عديد النقاط في خارطة طريق الحوار لكسب الوقت والوصول بخاتمة الحوار إلى مشارف السنة القادمة...والغاية هي خلق إحباط عام قد يؤثر على كل المسار ويربك المعارضة ويجعلها تقبل بأشياء كانت ترفضها سابقا....فالنهضة لا تريد مراجعة التعيينات التي وقعت في عهدها كما لا تريد أن يقع تغيير على رأس وزارة الداخلية ، فإعلان الحرب على الإرهاب وطريقة مكافحته والتغييرات الأخيرة على بعض القيادات الأمنية والأصوات النقابية الداعية للوقوف خلف الوزير بن جدو ومؤازرته في الحرب على الإرهاب كلها جزء من عمل مسرحي يهدف إلى توسيع دائرة الرضاء عن هذا الوزير ولإظهاره في صورة الوزير المحايد جدا وتمكينه من كرسي ضمن كراسي الحكومة القادمة بحجة أن الملفّ الأمني يلزمه دراية ومعرفة بكل خفايا المؤسسة الأمنية ولا يجب المغامرة بتسليمه لشخصية ليس لها دراية بهذا الملفّ....وفي هذا الخصوص تمكنّت النهضة ومن خلال علي العريض من ايجاد البديل في صورة فشلها في الحفاظ على كرسي الداخلية لبن جدو وعلى القيادات الأمنية التي تعمل اليوم في دفّة تسيير الأسلاك الأمنية...فالعريض وبمساعدة مديره العام للأمن الوطني ومديره العام للحرس الوطني أفرغوا الساحة الأمنية من كل الكفاءات وأبقوا في الصفوف الخلفية للقيادة الحالية كل من أعلن لهم الولاء واغلبهم لم يحلموا أبدا بأن يكونوا في المواقع المتقدمة التي كسبوها اليوم بفضل علي العريّض....وهو ما يجعلهم على ولاء تام لولي نعمتهم حتى وإن أصبح خارج الحكم...والنقطة الهامة التي تفطنت إليها الحركة هي إنهاء نقاش ميزانية سنة 2014 قبل تسليم الحكومة فالنهضة تريد فرض مخططها التنموي للسنة القادمة لإرباك الحكومة القادمة وتوريطها في برامج قد لا تتوافق مع برنامجها لإنقاذ الوضع الاقتصادي من الانهيار...خلاصة القول ستحاول النهضة والعريض بالذات تلغيم كل الساحة خلال ما تبقى من وقت قبل تسليم الحكومة والغاية هي إقناع الرأي العام وأتباعها وأنصارها أنه لم تفشل خلال فترة حكمها وأن من جاء بعدها هو من أغرق البلاد وهو ما سيساعدها على ترميم البيت بسرعة والعودة بأسبقية مريحة تضمن لها التواجد مرة أخرى في الحكم...وقد تضطرّ النهضة إلى الخروج والهروب من الحوار قبل نهايته لو نجحت في الإيقاع بين مكونات المعارضة وتشتيت المشهد السياسي وإعادته إلى ما كان عليه قبل انتخابات أكتوبر، فالأمر اليوم أصبح ممكنا بسبب غباء بعض مكونات المعارضة وعدم قبولها لبعض الحساسيات الأخرى فبتغذية الفرقة والخلافات أثناء الحوار يمكن للنهضة الإيقاع بين الجميع وقد بدأت فعلا النهضة في ذلك حتى قبل الحوار من خلال ترويج بعض صفحاتها إلى اتفاق بين السبسي والغنوشي من أجل تقاسم الحكم وقد صدّقه بعض الأغبياء من اليسار...والغاية واضحة للجميع...إرباك جبهة الإنقاذ وتشتيتها والعودة إلى نقطة الصفر...والخروج من الحوار بحجة الخلاف القائم بين مكونات الطرف المقابل... وهذا لن يكون إلا في صورة دخول البلاد في هدنة كاملة خلال هذه الفترة وهو ما سيترك للنهضة إمكانية المناورة والمسك ببعض خيوط اللعبة...فخلاف مكوّنات المعارضة وتشتت مواقفهم وعدم توافقهم قد يقرّب وجهات نظر الرباعي الراعي للحوار مع حركة النهضة ...وبالتالي تحميل مسؤولية فشل الحوار لمكونات المعارضة وعودة وزراء حكومة النهضة إلى كراسيهم سالمين...وانتحار بعض النواب العائدين إلى حضن محرزية أمام المجلس التاسيسي ....وتصدير الأزمة برمتها إلى الطرف المقابل في الحوار....ويا دار ما دخلك شرّ... وفي كل الحالات والفرضيات النهضة ستخرج من الحوار سواء تواصل حتى يومه الأخير أو لم يصل إلى خاتمته بمكاسب لم تكن تحلم بها...والسبب هو الحمق والغباء...فمجرّد الدخول في الحوار هو إنقاذ لحركة النهضة....والخروج منه قبل خاتمته هو كسب كبير أيضا للنهضة.... سلامة حجازي
Posted on: Sat, 26 Oct 2013 11:53:10 +0000

Trending Topics



Recently Viewed Topics




© 2015