سمك .....لبن ..... تمرهندي قراءة في زمن - TopicsExpress



          

سمك .....لبن ..... تمرهندي قراءة في زمن اللخبطة Fish…. Milk…. Tamarind Reading the time of confusion سمك .....لبن....تمرهندي , هو مثل شعبي مصري يرمز الي الامور المتداخلة التي لا يوجد فيما بينها اي شى مشترك اي بالعامية لخبطة .بحكم ان هذة الامور الثلاث لا تجتمع علي مائدة واحدة واذا اجتمعت تخيلوا كيف ستكون الوليمة. نقول " سمك ,لبن , تمرهندي " عندما يتسم سلوك الافراد داخل المجتمع بسمات سلبية كانت بعيدة كل البعد عن مجتمعاتنا.نقولها عندما تختفي الظواهر الاجتماعية الايجابية ليحل محلها سمات وسلوكيات اجتماعية سلبية ومتدنية في اصول التعامل مع الناس بعضهم البعض , حيث سادة الفوضى والعشوائية والبلطجة والعنف والمحسوبية في تواصلنا الاجتماعي بدلا" من الرحمة والمودة والانسانية. نقول "سمك لبن تمرهندي" عندما نجد النقيضين معا" .ففى قضية ما نجد المؤيدين والمعارضين كل فريق متمسك برأية والكل يسئ الي الكل ,والكل يهدد الكل , ولكل طرف رأية ولا تعرف انت ايهما علي حق .فاين نحن من مبدا التسامح والتفاوض والتفاهم مع الاخرين , حيت كان كثيرا" ما تحدث مشاكل اجتماعية بين الناس لاسباب متعددة ولكن مبدا التسامح كان كفيلا" بالوصول الى التوافق الجميل بين كافة الاطراف داخل المجتمع . اين نحن الان من هذا المنطق حيث صار التسامح ضعفا" وهوانا" ولا ينبغي احترامه بالمرة. نقول "سمك لبن تمرهندي" عندما يختلط الامن بالخوف , ويتوه الانسان في زحام الدنيا لا يعرف له اتجاة .اين نحن الان من الامان في الحياة وفي الشارع وفى البيت وفي السوق ومعدلات السرقة والبلطجة تزداد يوما" بعد يوم ؟ ترتفع الاسعار يوما" بعد يوم ولا احد يعرف السبب لانه ليس هناك حسيب او رقيب .اين نحن من اسلوب التعامل اللا اخلاقي في الشارع والاماكن العامة وعدم احترام الصغير للكبير بلاضافة الى التلفظ بالالفاظ النابية الخادشة للحياء والمخلة بالادب والذوق العام. اين الضمير الحى , فهل يمكن للضمير ان يصحو بعد ان يموت او يغيب عن صاحبة فترة من الزمن؟ .من المسئول عن كل تلك الظواهر الفوضوية الملخبطة التى تسيطر على حياتنا الان وتقود بنا في مرحلة قريبة الي الانهيار التام.هل جلست يوما" علي مائدة الطعام ووجدت امامك سمك ولبن وتمرهندي؟ اذا وجدت ذلك فهل ستاكل السمك وتبلع باللبن وتحلي بالتمرهندي ؟ ولو فعلت ذلك كيف يكون الحال؟ حقا" اننا نعيش في زمن اللخبطة. بقلم الدكتور/ رضوان السبكي استاذ الادب الانجليزي جامعة المنوفية
Posted on: Tue, 16 Jul 2013 13:00:48 +0000

Trending Topics



Recently Viewed Topics




© 2015