شاهد عيان علي مجزرة ومحرقة رابعه Aya - TopicsExpress



          

شاهد عيان علي مجزرة ومحرقة رابعه Aya Alaa Hosni ايه علاء حسني فى ذكرى #مجزرة_الفض ... شهادتى على #المحرقة (1) وصلت للميدان متأخرة فى ذلك اليوم فى حوالي الساعة 12 و نصف مساءا بصحبة صغرتاي #همس و #ها و أختى Alshiffa Alaa ... و ما إن رأيت زوجي حتى أوصاني أن أعيد البنات الى المكان القرب من الميدان الذى كنا نبيت فيه .. لم أوافق فى البداية ظننا مني أنهم يحاولون إثنائي عن المكوث في الميدان بناءا على الأنباء التى تواترت عن إمكانية الفض اليوم .. و لأننا سرت بيننا كلمة #يوم_الفض_مايتعوضش .. رفضت أن أعود حتى أبلغنى عم البنات انها أخبار مؤكدة و هناك إحتمال قوي لاستخدام غاز للأعصاب .. أعدت صغيراتي الى المأمن .. تركتهم بصحبة أمى و أختاي .. و أخبرت أمي و إحدى الأخوات اللواتى كن معنا .. ان هناك انباء مؤكده عن فض الإعتصام اليوم .. فقللت كلاهما من شأن الخبر .. و أكدا لى أنه ككل يوم .. و لن يكون هناك شئ. فى الطريق .. لم أجد أى تحصينات قوية .. و علقت على ذلك مازحة.. لأختى .. "هو دا منظر ميدان هيتفض" عدت للميدان فى حوالي الساعة 2 و نصف بعد منتصف الليل.. و رأيت فى طريقي الدكتور فاضل سليمان .. عائدا للميدان و ليس هاربا منه .. دخلت من مدخل مركز #رابعة_الطبي .. رأيت تحصينات غير مسبوقة و تأهب أمنى رهيب .. حتى أنه كان هناك قناصة فوق مبنى الداخلية الموجود قرب ذلك المدخل .. و لست أذكر إسمة .. كان الإخوه يصوبون عيله الليزر .. فقال أحدهم كاذبا .. "هنصلى الفجر و ننام" .. لا أعرف ماذا سيقول لربه عندما يقف بين يدية ... صلى الفجر ثم استدار يقتل فى اخوانه فى الوطن .. دخلنا المكرز الإعلامي .. قابلنى عمار Ammar Ahmed Gommaa على السلم .. أخبرنى أن الإخوه خصصوا لنا مكان إجتماع #التحالف_الوطني لنرتاح فيه حتى الصباح .. جلست بصحبة اختى و أخت عمار و شيماء عوض و السلطانة سارة بندارى و الشهيدة Habiba Ahmed Abd Elaziz و ثلاث فتيات أخريات لا أذكر أسماءهن .. أحضر الشباب لنا طعام .. كنا فى قمة الجوع .. أجهزنا على ما جاء .. كانت حبيبة تجلس بجوارنا صامته .. و لكنها خرجت عن صمتها و سألتنا فى هدوء .. هل هناك قطعة متبقة من البيتزا .. بالفعل كانت الأخيرة .. أكلتها و انطلقت بكميرتها الى الميدان .. لأنها كانت على موعد أهم من مجرد قطعة بيتزا ! فتحت جهاز و جلست اتابع الأخبار ختى الفجر .. ثم خرجت مع أختى للصلاه فى الميدان .. كنت أتوقع أن نقضوا علنا فى السجود .. و أذكر دقات قلبي و انا فى الركعة الثانية .. و حينها سألت الله فى سجودي الثبات فقط لا غير .. انتظرت فى الميدان حتى صلينا الجنازة على أحد الشهداء .. و رددت الأذكار مع المنشد محمد عباس بصوته الخاشع .. و بدأت السماء فى تلقى النور .. كانت هناك سكينة عجيبة فى الميدان .. الوجوه يعلوها الهدوء .. ما بين مسبح و قارئ للقرءان .. أو بعض اللذين بدأوا يدخلون الخيام طلبا لقسط من الراحة .. حتى انى تعجبت .. أهذا مظهر من هم مهددون بالفض فى ساعات .. و ساورنى شك انه سيكون إنذار كاذب ككل مرة .. توجهت للمركز الإعلامي مره أخرى .. و واصلت عملى فى متابعة الأخبار ... و بدأت الأنباء تتوالى من بعض المتواجدين على المداخل .. بأن هناك تحركات مكثفة باتجاه الميدان من مدخل الطيران الذى كانت تحرسة محافظة المنوفية ... و أخر من مدخل #طيبة_مول .. و انقطع الإتصال عبر الإنترنت .. فأغلقت جهازي .. و بدأت أستعد .. (2) بدأت أستعد للدور الذي أقوم به فى كل مجزرة .. حين تنقطع الإتصلات و يتعذر علي ممارسة دورى كإعلامية ... بدأت أستعد لدورى كإنسانة .. توظف ما تبقى لديها من ثلاث سنوات قضتهم فى كلية الطب .. و كإمرأه تشد من أزر الرجال فى هذه المواقف .. كنت دائما يحضرني هذا المقطع من النشيد "و تعلمى ضمد الجراح فربما كنت ضحية" ... و موقنة دائما أنا دور المرأه لا بقتصر على البيوت .. بدأ المصابين و الجرحى فى التوافد على قاعة #المركز_الإعلامي التى تحولت الى مستشفى ميداني ... كانت قد استلمتها إدارة المستشفى تحسبا .. و وضعف فيها أربع أسره لا غير !! .. لم يكن أحد يتصور أن آله القتل ستعمل بكامل وحشيتها و إرهابها و إجرامها .. حتى أن هذه الأسره لن يكون لها دور فعال .. و فى أول ربع ساعه من بداية توافد #الشهداء و الجرحى كانت القاعة قد إمتلئت .. ليس على الأسره الأربعه .. بل على الأرض .. تختلط دماء المصابين و الشهداء .. و كنا بدأنا نحاول بأقصى سرعه ترتب بعض الأدوية التى نقلناها من المستشفى الميدان الرئيس .. نقص حاد فى المسكنات .. و فى التخدير .. و حتى فى المشارط و الخيوط .. كنا ننصح الطيب الذى يأخذ مشرطا أن بقيه معه حتى يستخدمة على نفس المريض مره أخرى .. و كذلك الإبر .. أخذنا فى تجهيز الإبر بالمضادات الحيوية و المسكنات القليلة التى بدأت ترد إلينا .. نرتب الأقطان و الغيارات على طاولات المركز الإعلامي التى خلت من إجهزة الكمبيوتر و الكميرات .. حيث كدسنا كل الأجهزة فى مكان ضيق صغير فوق بعضها البعض .. حتى أننا تركنا هذه الأجهزة خلفنا عند إخلاء الميدان .. رأيت الأهوال فى هذا اليوم .. لأول مره أرى مخ إنسان مفتت و ملقى على الأرض .. و ليس محفوظا فى الفورمالين كما كنت أرى فى المشرحة التى كنت اعتبر مشاهدها بشعة .. و لكن اتضح لى أن كثرة مذابح و جرائم #السيسي ضد المسالمين العزل و منظر الدماء و الجراح .. لم يدع متسعا من الوقت للبكاء او الإنهيار أو حتى البقاء بدون دور ... كانت تأتى الفتاه .. لا تعرف أى شئ عن أبجدات الطب .. تتوسل إلى أنها تود أن تساعد .. فأجبها .. إن تمكنت من أداء أى دور .. ففعلية .. حتى أن العديد من الفتيات كن يقمن بدور حامل المحلول ليس إلا .. قد يظن البعض أنه دور بسيط .. و لكن و الله .. من كانت تبلل قطع القطن بالخل و توزعه على الموجودين كانت تقوم بدور يعجز أشباه الرجال عن القيام بمثله .. رأيت العجوز النحيل الذى كان العظم و الدم فيه أكثر من العضلات التى يمكن أن تحمل -عبثا- #سلاحا .. مستهدفا فى قدمية الإثنين .. نزيف لا يتوقف .. و قد استسلم للقدر .. رأيت كمية الجرحى الذى استهدف القناص ظهرهم فى المنتصف بالظبط .. فى محاولة واضحة جدا لشلهم .. بل رأيت إستهداف الرأس و الرقبة .. فى عدد مهول من الشهداء .. رأيت أم الشهيد خالد الديب عندما أتت لتودعة .. و رأيت له أخوان .. أحدهما بدى عليه الحزن .. و الأخر بدى عليه الفرح و الثبات بشكل لم أتصوره .. رأيت الدكتور محمد البلتاجي و هو يتلقى خبر استشهاد ابنته .. #الشهيدة_أسماء_البلتاجي .. برغم الدموع فى عينيه .. كان يتحدث مع أحدهم فى الهاتف .. يسأله .. هل بإمكاني أن أراها .. و عندما انهى الماكلمة .. توجهت إليه قلت له .. "مبروك يا دكتور" .. تبسم .. و هز رأسه لي .. عندها بكيت .. ثم تمالكت نفسي و جففت دمعى لأواصل المسير .. أكثر ما كان يؤلمنى منظر #الأطفال .. أتذكر فيهم صغيرتاي .. اتذكر أنى قد لا اعود لهم .. اتذكر ماذا لو كانتا معى الآن .. رأيت الطفلة ذات القميص الأحمر ذات الفيديو الشهير .. التى أتت إلينا مختنقة من الغاز .. ليست معها أحد من أهلها .. أحضرها أحد الإخوه لنا .. محاولات مضنية لإسعافها .. كتب الله لها عمر جديد .. لتشهد على جرائم #جيش كان من المفترض أن يحميها .. و ترى نفسها فى الفيديو الذى وثق إنقاذها .. و رأيتها فيما بعد مع أمها فى مركز رابعة الطبي رأيت "علي" ... ذلك الطفل الصغير الذى وجدته فى المركز الإعلامي .. ليس معه أحد .. و حول معصمة التف بلاستر لاصق عليه اسم والده و رقمة .. حاولت الإتصال عليه كثيرا و لكن لم أفلح فى الوصل اليه .. كان صامتا .. صامدا .. هادئا .. لست أدرى أمن هول ما يرى .. أم من تسليمة بأنه هالك لا محاله .. رأيت الأطفال الملقاه على الأرض بين أرجل الأهل المصابيين .. أنهكم التعب فناموا على الأرض الملوثة بالدماء .. فخضبت وجنتهم التى خطف لونها الخوف و الرعب .. و برغم جراح الأب .. أمسك بكرتونه فى يده .. يهش بها عن طفلتيه من الحر بعد أن قطعت عنا قوات الإنقلاب الدموي الكهرباء .. رأيت ..... رأيت ذلك الأب .. الذى مات له إبنه الأكبر فى ريعان الشباب .. يختضنه و يبكية بحرقة .. دنوت منه .. قلت له .. هنيئا لك يا ابوا #الشهيد .. سبقك على الجنة .. بالله عليك لا تبكى .. لا تقلل من ثوابه .. فتخف وتيرة بكاءه و يقول "ضنايا يا ناس البكرى يا ناس .. صابر يا رب ... مش معترض يا رب" ... و ظلت مشاهد الجرحى و الشهداء تتوالى .. يعجز لسانى عن حكايتها .. و تعجز كلماتى عن تسطيرها لكثرتها ... لم اتخيل يوما انه بإمكانى لمس شخص قاب قوسين أو ادنى من الموت .. ناهيك عن أن يكون جريحا أو شهيدا .. كنت أقف عاجزة أمامهم .. فتمتد يدي لهم .. لست أدرى لماذا كنت أمسه على وجوههم و جبهاتهم .. أكنت اتبرك بهذه الدماء الزكية .. اعلم ان هذا ليس فى ديننا فى شئ .. و لكن شئ بداخلى كان ينمو و أنا المس هذه الدماء الطاهرة .. شئ بداخلى كان يشمخ و يكبر غير قابل للإنكسار ... اتذكر أنى رفعت الغطاء عن أول شهيد جاء إلينا متهتك الجمجمة .. و جلست بجوارة اتأمل ملامحه التى شوهت .. و أتأمل مخه الملقى بجانبة .. و تختلج المشاعر و التسؤلات بداخلى .. و كأنى أحدثة .. رأيت زوجته الصابره بعدها عندما أتت لتتعرف عليه .. لم تبك كثيرا .. مسحت على وجهه و على الغطاء الذى كان يواريه .. توالى الجرحى و الشهداء على المركز الإعلامي .. و اكتظ المكان .. و زاد الوضع سوءا على ما هو عليه عندما تم إخلاء المستشفى الميدانى و مبناه الى المركز الإعلامي .. لم يعد هناك نفس فى الغرفة .. الهواء ساخن بالمعنى الحرفى .. جاءت إلينا النساء و الأطفال الذين كانوا يحتمون فى مبنى المستشفى .. و عندها قابلت "علي" .. كان بصحبة أبيه الطبيب فى المستشفى .. و خرج مع الذيين خرجوا .. و تاه عن أباه .. و عندما وجدته يقف صامتا فى ركن الغرفه منذ فتره سألته .. أين ابوك .. قال تهت عنه .. فأخذت على نفسي الإعتناء به حتى أعيده لأبوه .. و بالفعل الحمد لله سلمته لأبوه الذى وجده قدرا معى فى مركز رابعه الطبي عندنا نقلونا إليه فى حوالى الواحده ظهرا .. أتى إلي مصعب نبيل الأسقيلي .. و أخبرنى أن هناك مكان آمن يمكن أن نحتمي فيه نحن النساء مع الأطفال .. ظننت أنها شقة فى مكان مجاور .. و لم أشئ أن أذهب بأى حال .. و اترك زوجى Hassan Elkabany خلفى .. لكنه أصر على .. ودعته .. شددت على يده .. قد تكون المره الأخيره .. خرج بنا مصعب .. فوجدت أننا نتجه الى مركز #رابعة الطبي .. من الباب الخلفى الذي يقع داخل سور المسجد .. دخلنا ووجدنا مجموعة من النساء و الأطفال قد سبقنا .. فى جزء من صالة العيادات جلسن على الأرض أو الكراسي .. لا فرق كبير .. يهدئن من روع أطفالهن .. و يحملنهن على النوم .. فى عز المحنة .. شباب فى ريعان الشباب يحضرن العصائر و يوزعنها على الجالسين و الأطفال .. فى عز الإرهاب .. فتيات يقرأن القرءان بصوت عال .. و أخ يبث العزيمة فينا .. بكلمات من نور .. ثم أرى الشيخ الدكتور صلاح سلطان .. يمر بين الجرحى .. يقبل رؤوسهم و أيديهم .. حاولت من جديد أن أعاود عملى الإعلامي .. فلم أجد شبكة مجددا .. كان #السيسي الإرهابي مصر أن لا يرى العالم فظاعة جرائمة لأنه يعرف تماما أنه الخاسر الوحيد .. و إمعانا فى الطغيان .. كانت قوات #القاتل تطلق النار على باب المركز الطبي الخارجي و تتقدم .. يصدها الإخوه بالحجارة فتعود للوراء قليلا .. ثم تزداد شراسة فى التقدم .. و يزداد تساقط الشهداء و الجرحى أمامي .. حاولت المساعدة فى الإسعاف .. و لكني كلما سألت أحد الأطباء ماذا أفعل .. سألنى هل أنت طبيبة ؟ أقول لا .. يقول اذا ليس بإمكانك عمل اى شئ .. ماعدنا نحتاج إلا أطباء الجراحة .. ! لم يرضيني مكوثي فى مكاني بلا دور .. فخرجت مره أخرى للمركز الإعلامي .. منحنية تحت زخات #الرصاص .. و لكن فى طريقي .. رأيت الفتيات يجلسن على الأرصفة يقرأن القرءان .. أو يمسحن على رؤوس الأطفال .. او يكسرن الطوب و يجمعونه .. و لم ينحن منهم أحد .. فعدلت قامتى .. و اشرأبت عنقي .. و أيقنت أكثر من أى وقت مضى .. أن ما أصابك لم يكن ليخطأك .. و لا عاصم اليوم من أمر الله .. إلا من أتى الله بقلب سليم .. عدت للمركز الإعلامي .. أصطحب النساء و الأطفال اللواتى احتمين به الى مركز رابعة الطبي .. الذي ظننت أنه أكثر أمننا .. و لكن على الأقل .. كان به تكييف .. فالمركز هو الوحيد الذي لم تقطع عنه دولة الظلم الكهرباء ... و قررت أن أخذ جولة فى الميدان .. خارج الأسوار ..
Posted on: Fri, 23 Aug 2013 00:00:49 +0000

Trending Topics



Recently Viewed Topics




© 2015