عمروش فلسطين - أبو علي اياد أبو علي - TopicsExpress



          

عمروش فلسطين - أبو علي اياد أبو علي إياد الملقب بـ " عمروش فلسطين " : هو وليد أحمد نمر نصر الحسن شريم، من مواليد مدينة قلقيلية في 12 / 1 /1935 م. أتم تحصيله الثانوي في قلقيلية حيث حصل على شهادة المترك عام 1953، عمل مدرساً بعد المترك مباشرة ولمدة وجيزة في مدارس قلقيلية وعزون، أنهى دورة تدريبية لإعداد المعلمين في بعقوبة - العراق عام 1954. كما عمل مدرساً في المملكة العربية السعودية منذ عام 1954 وحتى عام 1962 ولم يكن عمله في السعودية بعيداً عن العمل العسكري إذ كان مدرساً في دورات إعداد الجند وتثقيفهم. في عام 1962 وفور إعلان استقلال الجزائر انتقل إليها ليعمل مدرساً ويسهم في حركة التعريب في هذا البلد العربي. إنضم إلى العمل الثوري الفدائي منذ الاعلان عن انطلاق الثورة الفلسطينية في الفاتح من كانون الثاني عام 1965. في عام 1966 انيطت به مهمة الاعداد للعمليات العسكرية في الأرض المحتلة انطلاقاً من الضفة الغربية، وقد اسهم في هذه الفترة مع القائد ياسر عرفات في تجنيد الكثير من أبناء فلسطين لحركة فتح. وفي هذه الفترة النضالية قاد الهجوم على "بيت يوسف" في 25/ 4/ 1966 وكان هذا الهجوم باعتراف القادة الإسرائيليين، من أعنف ما تعرضت له المستعمرات الإسرائيلية حتى ذلك التاريخ. وفي الفترة ذاتها قاد عدة عمليات منها الهجوم على مستعمرات هونين، المنارة، كفار جلعادي. في عام 1966 غادر إلى سورية ليقوم هناك بتدريب واعداد قوات العاصفة، وأخذ بإعداد قوافل الاشبال ورعايتهم في إطار الثورة الفلسطينية المسلحة. وفي سورية، في معسكر الهامة المشهور أصيب إثر انفجار لغم أثناء التدريب بإحدى عينيه وبساقه التي استعاض عنها بعصاه التي ما زال لها ذكريات عند رفاقه الفدائيين. عاد إلى الأردن عقب حرب حزيران عام 1967 واوكلت اليه مهمة قيادة الثورة الفلسطينية في عجلون. نفذ خلال فترة وجوده في الأردن عدة عمليات عسكرية عبر نهر الأردن استهدفت معسكرات الاحتلال ومستعمراته في 27/7/1971 استشهد أبو علي اياد في أحراش جرش عجلون. اقامت قيادة الثورة الفلسطينية والقيادة العامة لقوات العاصفة جنازة رمزية للشهيد في 17/ 8/ 1971 انطلقت من مستشفى الهلال الاحمر الفلسطيني في المزة إلى مسجد فلسطين في مخيم اليرموك. من الالقاب التي اطلقها القائد ياسر عرفات عليه " عمروش فلسطين" وكان اللقب حبيباً إلى قلبه شأنه شأن اللقب الآخر"بطل الجبل", انتخب عضواً في اللجنة المركزية لحركة فتح في مؤتمر الحركة الثاني مع انه كان موجوداً خلال المؤتمر في المستشفى، كذلك كان عضواً في القيادة العامة لقوات العاصفة. شارك إلى جانب عمله العسكري بنشاطات سياسية فكان ضمن الوفود الفلسطينية التي زارت الاقطار العربية والاشتراكية وكان آخر زياراته مع وفد الثورة وعلى راسهم القائد ياسر عرفات إلى الصين. اسهمت علاقاته الودية مع القادة العراقيين في تسهيل امداد الفدائيين في الكرامة بالسلاح. كما واسهمت علاقاته الوطيدة بالسوريين في ظهور ما عرف باجازة فتح وهي الورقة التي كانت الدائرة العسكرية في فتح تصدرها لتسهيل التحرك بين الاقطار العربية. كان الشهيد أبو علي اياد متحمساً، حيث كان يدرك ان مهمته الأساسية التدريب والتحضير والاعداد، ليشكل بذلك الرصيد الأساسي للقواعد الارتكازية والعمليات البطولية. كما كان صاحب نظرة اسبارطية للتربية، حيث توجه بحسه ووعيه إلى تربية الاجيال، الذين أصبحوا الآن قادة عسكريين. شهد أبو علي الوقائع والمعارك الكبيرة، فقد قاد الهجوم على بيت يوسف يوم 25/4/1966، وكان هجوماً عنيفاً، لم تتعرض المستعمرات الإسرائيلية لمثله حتى هذا التاريخ، كما قاد هجومات عديدة على مستعمرات هونين، المنارة وكفار جلعادي. وكان أبو علي اياد، رجل العمل والممارسة، يحضر لدوريات القتال والاستطلاع ودوريات العمق، ويشرف بنفسه على التفاصيل والاهداف، وكان يجسد بنضاله وحركته الدؤوبة الفكر الوطني الذي اطلقته حركة فتح، فكان مع المقاتلين منذ انطلاقة الثورة وحتى سقط شهيدا، بعد أن قرر ورفاقه الموت واقفين على الا يركعوا. وعندها مضى إلى جوار ربه، ترك تاريخاً حافلاً بالتضحيات والامجاد، وظل امثولة حية في نفوس الرجال، الذين يستمدون منه ومن ذكراه استمرار المسيرة النضالية نحو تحقيق النصر. عمروش فلسطين أصدرت القيادة العامة لقوات الثورة الفلسطينية البيان التالي : تنعى قيادة الثورة الفلسطينية وحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) إلى الجماهير العربية والفلسطينية قائداً من قادتها، ومناضلاً من رجالها، وبطلاً من أعز بنيها، الشهيد البطل (وليد احمد نمر) والمشهور باسمه الحركي (أبو علي اياد) عضو اللجنة المركزية لحركة (فتح) وقائد قوات الثورة الفلسطينية في منطقة عجلون... والقيادة العامة للثورة إذ تنعى البطل الشهيد (أبو علي أياد) الذي سقط ضحية التواطؤ الأمبريالي الهاشمي وضحية التآمر العربي العميل تقدم لجماهيرنا وأمتنا قصة استشهاد المناضل الشهيد... ففي يوم الاثنين 27/7/1971، وعلى أثر الحشود العسكرية الأردنية التي بدأت تتجه من الشمال إلى منطقة عجلون جمع القائد الشهيد قادة السرايا في المنطقة، وأصدر لهم تعليمات واضحة بعدم التعرض للأهداف المدنية في حالة المعركة وألاّ تساء معاملة الأسرى من الجنود، كما أوصاهم بالقتال دفاعاً عن كرامة الثورة ووجودها.. وبدأت المعركة صباح اليوم التالي، وكانت شرسة وقذرة، استعملت فيها القوات المهاجمة، كل أساليب الدمار والقتل والهمجية. ولكن القائد الشهيد (أبو علي أياد) كان يصرخ في رجاله (الصمود الصمود أيها الرجال، الثورة غرم وليست غنما، فادفعوا ضريبة الصمود). وأرسل برقية للقيادة العامة يقول فيها : (قررنا أن نموت واقفين ولن نركع والله معنا). واستمر الشهيد القائد يقاتل حتى وصلت آخر برقياته إلى أخيه أبو عمار يقول فيها.. (المعركة قاسية وعنيفة والقتال وجهاً لوجه ونقاط التعزيز قد قطعت وسنقاتل حتى الشهادة). وهكذا كان للشهيد ما أراد حيث كانت دوريات كبيرة ومتعددة من سرايا الفرقة الثانية تفتش الجبال والوهاد والقرى المجاورة بحثاً عن (أبو علي أياد) وقد رصد مبلغ كبير لمن يلقي القبض عليه حياً أو ميتاً.. وبينما كان الشهيد القائد يحاول عبور منطقة جبلية مع بعض رفاقه صادفتهم دورية للجيش الأردني، واشتبكت معهم إلى أن نفذت ذخيرتهم، واستشهد الجميع عدا أبو علي اياد, وقد احاطت بالبطل الجريح ثلة من العسكر بقيادة الملازم أول نادر الخالدي، من كفر يوبا، قضاء أربد، الذي اقتاده فوراً إلى قيادة الفرقة الثانية وجراحه تنزف. واستقبل البطل الجريح قائد الفرقة المجرم السفاح عطا الله غاصب ومعه عدد من ضباط وجنود الفرقة، وبعد أن أجرى المجرم عطا الله غاصب اتصالاً لا سلكياً بالملك حسين شخصياً، تلقى أمراً من الملك بالإجهاز على البطل الجريح، وتم على الفور تنفيذ الأمر الملكي وإطلاق النار على البطل الشهيد (أبو علي أياد) ثم صدر الأمر بإرساله إلى عمّان إلى رئاسة الأركان الأردنية لأن القيادة العامة للجيش الأردني لم تصدق خبر قتل أبو علي اياد.. وفعلاً أرسلت جثة الشهيد إلى رئاسة الأركان حيث كان في استقباله الملك حسين ووصفي التل الذي أخذ عصا الشهيد القائد (أبو علي اياد) التي كان يتوكأ عليها من ألم في ساقه أصابه من خلال معارك مع العدو الصهيوني كونه كانت تربط الرجلين علاقة صداقة قديمة فرقتها السياسة. facebook/love.jordaan برنامج حكاية ثورة (أيلول الاسود) 5/13 youtu.be/dGzLJ7k7RuM احداث ايلول 1970 =1971 ========================= وصفي التل ============== الأب الروحي للأردن والأردنيين وصفي مصطفى وهبي صالح المصطفى التل سياسي ورئيس وزراء أردني. شكل حكومته الأولى في 28 يناير 1962 قدمت الوزارة ثم حكومتين الثانية في 1965 والثالثة من 28 أكتوبر 1970 حتى 28 نوفمبر 1971. تقلد مناصب أخرى حتى اغتياله في العام 1971 في القاهرة على أيدي أعضاء من منظمة أيلول الأسود. ولد في 1919، أبوه شاعر الأردن مصطفى وهبي التل الملقب بعرار وأمه منيفة إبراهيم بابان.انضم إلى الجيش البريطاني ثم سرح من الخدمة بسبب ميوله القومية العربية التحق بجيش الجهاد المقدس بقيادة فوزي القاوقجي، وحارب في حرب فلسطين في 1948 م. تزوج سعدية الجابري ذات الأصول الحلبية وتوفيت السيدة سعدية عام 1995م وكانت قد أوصت بتحويل بيته إلى متحف وهذا ما حدث بالفعل، يذكر أن التل لم ينجب أطفالا.000 في سبتمبر 1970 حدثت المصادمات بين السلطات الأردنية و منظمة التحرير الفلسطينية فيما عرف بأيلول الأسود. وفي 28 نوفمبر 1971 اغتيل وصفي التل في القاهرة، وقد ذكر بعد ذلك مدير المخابرات الأردنية وقتها الفريق نذير رشيد بأنه قام بتحذير وصفي التل "بأن النظام الناصري يعد لاغتياله" فقال له (ما حدا بموت ناقص عمر والأعمار بيد الله). وقد تم الاغتيال في ردهة فندق شيراتون القاهرة حيث كان وصفي التل يتجول فتقدم منه عزت رباح وأفرغ رصاصات مسدسه في جسده وسط ذهول حراسه والوزراء العرب الذين سارعوا بالاختباء، وعلى الفور اعتقل الأمن المصري المنفذين وشرع في التحقيقات معهم، واعلنت منظمة أيلول الأسود عن مسؤوليتها عن العملية، حيث توجهت أنظار الأمن المصري إلى أبو يوسف النجار وهو الأمر الذي نفاه التحقيق وأعلنت صحف القاهرة وعلى رأس الصفحة الأول أن(المتهم الأول والعقل المدبر للعملية وقائد المجموعة هو المتهم الفار فخري العمري). ومنذ ذلك اليوم بقى فخري العمري مطلوبا للنظام القضائي الأردني حتى تاريخ موته عام 1991، بينما قامت السلطات المصرية بالإفراج عن المنفذين للعملية دون عقاب ولا محاكمة[بحاجة لمصدر] فيما يمكن اعتباره دليلاً على تورط النظام الناصري والأهم من ذلك أن هناك من يؤكد أن السلطات المصرية سمحت للمنفذين بإدخال أسلحتهم بعد نزولهم من الطائرة آنذاك في هذا العمل وتجدر الإشارة هنا إلى أن المدعو محمد داود عودة (أبو داود) والذي أرّخ لبعض عمليات أيلول الأسود في كتابه من القدس إلى ميونخ لم يأت على ذكر هذه العملية ومسؤولية أيلول عنها، وأقر دائماً بأنه لا يعرف منفذيها. كان وصفي التل أول من أطلق شعار "عمان هانوي العرب"، أي جعل عمان عاصمة النضال الفلسطيني، ولكن تدخلات إسرائيل والأنظمة العربية وشذوذ بعض المنظمات الفدائية شوه العمل الفدائي ما نجم عن مصادمات عنيفة وصلت إلى ما يعرف بأيلول الأسود في العام 1970 facebook/love.jordaan برنامج حكاية ثورة (أيلول الاسود) 5/13 youtu.be/dGzLJ7k7RuM احداث ايلول 1970 =1971 ========================= في الزنزانة “مع رمضان” كانت الفسحة الأولى و(رأيت الله /2//منذر أرشيد Posted on 10/09/2008 by misralhura في الزنزانة “مع رمضان” كانت الفسحة الأولى و(رأيت الله ) بقلم :منذر ارشيد الحلقة الثانية (( مقدمة )) أخواني اخواتي القراء …ذهب البعض إلى القول أن سرد مثل هذه الأحداث مُضر بالعلاقات العربية ” وهونبش لمئآسي الماضي ” فأقول : إن ما أسرده يكاد يكون مذكرات شخصية رغم أنها تدخل في سرد أحداث تاريخية ” وهل في هذا السرد ما يَضُر ونحن نحاكي التاريخ بحقيقته ..!! كل ما في الأمر أننا نريد ان نضع هذه التجربة لكي نقيم ماضينا ونجعله عبرة لحاضرنا ومستقبلنا ” وما مرَ من أحداث قد مرَ وانتهى ” ولا يمكن أن تعود ولو إجتمع كل الكتاب على سرد ما حدث فالظروف إختلفت والنفوس استيقنت أن الفتنة ما كانت إلا ولها أسبابها ودوافعها “نسأل الله أن يمكننا ان نتجاوز كل ما يضر بشعبنا وأمتنا العربية والإسلامية بعد أيام دخل علينا أول أيام شهر رمضان المبارك في اليوم التالي للحادثة شعرت بألم فظيع في صدري وكنت أكح بقوة وينقذف الدم الحي من فمي “بدأت أصرخ صراخاً مراً كان يمر بعض الجنود وينظرون إلي ويقول بعضهم روح الله لا يقيمك بركي بتموت وبتريحنا من شرك كنت أشعر ان أضلاعي تتحرك داخل رئتي تذكرت أمراً حدث أثناء ضربي ” تذكرت أنه جاء رجلً ضخم له كرش كبير وعرفت بعدها انه الطباخ كان ينظر الى عملية االضرب من بعيد وكنت رغم الضرب أقول فقط لا إلاه إلاالله “شعروابغيظ وكانوا يصرخون ….وقال أحدهم بيفكر حاله بلال واحنا قريش ما ظل إلا يقول( أحد أحد ) …ولك عيط إبكي ” فجاء الرجل الضخم وقال إبعدوا عنه فجني بجانب درج وصعد ألى الدرج وقفز على صدري “ولم أشعر بعدها إلا وانا في الزنزانه أعتقد أنه قد تكسرت أضلاعي أخيراً نقلوني إلى المستشفى العسكري في ماركا وأجروا لي صورةأشعهة فكان أن وجدوأربع أضلاع مكسورة وبينما كنت على السرير وإذا بطبيب يقول ..ولك مش إنت السفاح الي طلعت على التلفزيون ..!! فقال الحارس المرافق لي : نعم يا سيدي هذا هو فخرج الطبيب وعاد ومعه بعض الممرضين وانهالوا علي ضرباً وحتى الحارس شاركهم بعدان وضع ((((بندقيته بجانب الحائط )))) ..!!! (حدثت أشياء رهيبة أثناء ذلك لا أريد سردها لأنها لاتُصدق ) إستمرت زهاء نصف ساعة حيث دب الرعب في المستشفى إلا أن تدخل … مدير المستشفى الدكتور داود حنانيا بحنكته ” وجه الله له كل خير” ولا أنسى الدكتوره ( نوارحسني فريز) والتي سميت إبنتي بأسمها لما قامت به من عمل إنساني رائع المهم عدت إلى السجن مع بعض الأدوية والإبر للألتهابات وانتهى الأمر بسلام إلامن آلام بدأت تخف تدريجياً بعد تناولي للعلاجات بانتظام . بعد أيام لاحظت أن تغيراً حدث في السجن تغير الحراس وما عدنا نرى الجنود من الشباب الصغار” وكأن الحادثة غيرت في الأمر شيئاً ما .!! أو لأن رمضان هل علينا بنفحاته الطيبة بفضل ٍ وكرم ٍ من الله سبحانه وتعالى … في اليوم الثاني من رمضان وفي جوف الليل يفتح جندي طاقة الزنزانه التي أقيم بداخلها وبصوت عالي يقول : شو أسمك يا مخرب….. هل أنت فلان.!! قلت : نعم أنا فلان ولكن مش مخرب قال : يخرب شرك يا زلمه ” قاتل خمسة عشر واحد وقالع عين جندي وبتقول مش مخرب .! هاظا كيف لو إنك مخرب ”"”كان خربت العلم . إعتقدت في بداية الأمر أنه يريد أن يصب حقده ونكده علي كسابقيه من بعض الجنود كالعادة ” ويسهرني للصبح في نكد وبهدله وشتائم وممكن ضرب .! فكنت جافاً معه ولم أعره أي إنتباه في بداية الأمر قلت :إسمع إنت جاي ترمي بلاك علي” روح يا عمي شوف لك شغلة إشتغلها أفضل لك مني وانا مش ناقصك قال: أي هو في شغلي ليه إلا إنتَ .! أي أنا ما صدقت إني أصل السجن حتى أشوفك ”كنك مش داري عن حالك ..! ما أنت حديث الناس (السفاح الكبير) قلت انت غلطان وكلامك غير صحيح لم أقتل أحداً والجندي لم أقلع عينه هو اللي اعتدى علي دون أي سبب قال: ول ول ما أكذبك يخرب شرك ” هذا كيف لو إنك في بلد ثانية ..!! اللي بيسمعك بيقول أنه هو اللي قالع عينك ” هييييي ولك يا مخرب اسمع تا اقول لك أنا شفت بعيني ما أحد قال لي …أنا شفت الجندي اليوم في المستشفى العسكري وحالته حاله .! ولك عينه رايحة …من شروشها ” بس بدي تقول لي وتعلمني (ظرب البوكس ) وكيف الواحد يضرب البوكس و يخلي الثاني ما تقوم له قايمه” ترا في واحد في البلد إزعر ومغلبني وبدي أشمطو بكس بس خايف يناولني بعدها شبرية …..لأنه دائما حامل شبرية وبيضرب ما بهمو حدا وبخاف يجيب آخرتي بويش ظربته ها.. وكيف …بيقولوا هاي فيها فن وتدريب !! قول لي إنت ملاكم ومصارع مثل ما بقولوا عنك ..! بس والله ما هو مبين عليك ..!! ما انت مثل الفَسيخه وإذا بنفخ عليك أنا يا هالعبد الفقير…. بطيرك…. ( نزل وزني ما يقارب عشرين كغم خلال فترة اعتقالي الأولى ) وأعتقد أني لم أتجاوز ال 55 كلغم حينها بينما كان وزني75 كلغم… الرجل يتحدث بسجيته دون تكلف وبأخف دم للبشر” ويصلح أن يكون على خشبة المسرح كأي فكاهي كبير… ((لم أكتشف أنه من النوع المرح جداً إلا بعد يومين عرفني على نفسه بإسم ابو حسين المومني ………عمره في بداية الخمسين قال …بتعرف إن الجندي أبو عين مقلوعة كل ما زاره واحد بيقول : إنه لو بيطلعلك في المي ِ إلا يقتلك “” وترا دير بالك …ممكن ييجيك متخفي لا تستقبل احد…… ترى أنا بنبهك ها قلت : وين أستقبل يارجل أي أنا عندي دار أستقبل أحد .! قال :ولك يا عمي لع ممكن يجيك من الباب للطاقة مثلي ” و انت ما تعرفه أو يبعث لك واحد من قرايبه ما هم كلهم بالجيش بيجيك هيك مثلي … ويقول لك قرب جاي ما تقرب خليك متداري ولاتوقف مقابل الطاقة يعني هان هان (وأشار إلى الزاوية المخفية) ترا ما بتسعى والا طاخك قلت: يا عمي الموت واحد والرب واحد وبعدين بدي اقول لك ما انا محكوم إعدام وخالص يا عمي أنت بتفكر أن راح أعيش تا يطخني وبعدين الطخ أحسن من الشنق قال أبا يييييه هاي إنت قلتها وانا ما كنت حابب أقولها إلك حتى ما أخوفك مادام إنت قلتها بلسانك معناها نودعك من هَسَع يا عمي …. الحقيقة… كان كلامه مضحكاً وتعابير وجهه مريحة وفيه برائة وتشعر بصدق نواياه ” يتحدث على السجية كفلاح بسيط لا يعرف الغش ولا الخداع مما أراحني منه طبعا هذا كله و كنا دائماً نشك بأي جندي أو أي شخص يحدثنا على اعتبار أنه مخبر لأ خذ معلومات حيث كنا ما زلنا في مرحلة التحقيقات أعاد طلبه وقال بدي تعلمني الضرب بالبكس قول لي …وعلمني كيف ضربته ..!!! قلت :: صدقني لا بعرف بوكس ولا غيره أنا إنسان عادي وكل ما هنالك إني عملت كذا وكذا ورويت له حكاية الطاقة وما ادراك ما الطاقة قال : أباييي بتعرف أني لما بفتحها وجهي يبقى ملزق بيها ” وشو بدريني يوم من الأيام الله يبعث لي واحد مجنون مثلك يروح ملبسها في وجهي ترا انا بطلع خالص ما بتحمل دفشه ومش مستغني عن عيني قال: اسمع تا اقول لك وبجد …وما بمزح معك ….بيني وبينك ترا …كل المعسكر هون بيقولوا الله لا يرده ….وكان شايف حاله عليهم ومش معجبوا احد لأن زوج أخته مسؤول وقائد كبير” وهو إبن شيخ وكان يغلط على الرتب اللي أعلى منه وعمره ما تحاكم رغم مشاكله الكثيرة ……. يا عمي واسطات ..!! والله ما في واحد قال سلامته… الكل بيقول الله لا يقيمه ” كان مغرور وقليل أدب ولسانه مثل المبرد وزفر ما بيهدأ ولا بيسكت لكن بتعرف إنت بعملتك هذه , إنك ريَحِتنا ..! قلت : كيف ريحتكم ..!! قال : بس أنت وقعتك كبيرة …وقعتك مع حامولة كبيرة وهو مدلل عن أهله وأبو شيخ كيف عاد بدك تقطبها ….لازم أهلك يلفوا على أهله يا عمي ويوخذو عطوه وتصير صلحة …مش قليله المسألة ..هاي (عين) مش مزحة والعين بتعادل الروح قلت له : يا عمي انا ما كنت أقصد وبعدين انا دافعت عن نفسي قال : اسمع تا أقول لك ” وما تقول لأحد ترى “ ونظر حوله حتى لا يسمعه احد وقال هامساً ترى إدارة السجن قلبت السجن من يومها وغيروا كل الجنود الصغار …وجابونا نحن الكبار بعد قلعان عين صاحبك ترى بقولوا الدكاترة بعد اسبوع أن ما تحسنت عينه راح يشلعوها .! قلت : شو اللي يشلعوها ..! قال : يعني مش عارف عينه …. عينه يا زلمة… يا الله …. حَظِر حالك انت الثاني وحَظِرْ عينك قلت : عيني… ليش ..!! قال: سمعت بدهم يطبقوا قانون( العين بالعين ) على دورك بس عِنِدْنا في عَدل أكثر وقانون مليح ” بخيروك … بيقولوا لك : بَدنا نخلع عينك ….أي عين بتريد نخلعها إلك …..الشمال أو اليمين “ شايف ما أحلى العدل عندنا … أفضل منك إنت ..! رحت خلعت عينه بدون ما تشاوره أي كان شاوره يا زلمه …” بركي كان بَدو يِِِشلَع عينه الثانية ..! كان سألته بالأول الله لا ويجسلك ….. لأول مرة أضحك من قلبي وبصوت عالٍ منذ اعتقالي ، حتى أن زملائي وقفوا على طاقات زنزانتهم وبدأوا يتسائلون شو الحكاية ..!! وقال محدثي الجندي هو ( برتبه شاوييش )……… قال الشاويش : ناموا ناموا ما في شيء هذا صاحبكم إنجن بيتخيل المشنقه نظر إلي وقال: متى بَدهم يعدموك قلت : أنت أدرى مني بالك متى ..!! قال : خلين أقوللك بأيش انت خدمتنا ..!! قلت : نعم صحيح …ما قلت لي بأيش خدمتكم ..!! قال : انا واحد من الناس كنت اتمنى اخدم في السجن وترى الخدمة في السجن أحسن للجندي اللي مثلنا” بدل المعسكرات والشقا ولعانة الوالدين …ترى هان في ( فَيَيِ ومَيه ِوراحة بال ) ما تفكر مين ما يكون بصح له السجن بدك واسطات تا تنتقل للسجن قلت : يعني أنا واسطتكم قال: هي وانت مش داري ..!! وِلا..! لويش أنا جاي لعندك من دون المساجين .!! انت ما لاحظت إني من أول مناوبتي ما طليت على أحد غيرك ” اولاً من شان أشوف هالنضوي اللي جابني هان واقول ألله يسعدك ” وأستدرك قائلاً …كيف بدو يسعدك وانت رايح على المشنقة ..! وشو بيدرينا تروح على الجنة ..! ما هو أعلم بيك شايف …من يوم ما قالوا لي أني منقول على السجن والكل يقول لي راح تشوف السفاح الكبير” وحتى أهل البلد وقرايبي وصوني عليك قلت : شو وصوك علي… معقول ..!! قال : اسمع اللي قال لي…. جيب لنا أذانه “ واللي قال لي ظلك جِدْ بيه جدِْ بيه واسلخ جلده عن لحمه ( بالمناسبة تم عرضي على التلفزيون الأردني ) وفي الصحف وكان العنوان في احدى الصحف ( السفاح الخطير …..) وقد تم وصفي بابشع الأوصاف قال أبو حسين : يا باييه قديش الناس ناقمة عليكم يا مخرين قلت : يا رجل والله اننا مظلومين يا رجل هذه دعايات قال: لا مش دعايات والله انكم كنتم تمروا من قدامنا وانتم مثل العناتر وما أحد معبي عينكم “”" كنا نخاف نلبس الملابس العسكرية واحنا رايحيين على المعسكرات ” أي كيف لعاد ما قتلتوا وذبحتوا جنود في أكثر من مكان.. ما تقول لي شيء أنا بعرفه !!! قلت : يا ابو حسين كان بيننا مدسوسين وكانوا يعملوا هيك حتى يخربوا العلاقات بيننا وبينكم قال: مدسوسين..!! طيب ليش ما كنتم تتخلصوا منهم .! اي ما هم معروفين وكانوا عينك عينك يسرقوا وينهبوا ويقتلوا طيب إنت إنت مش كنت تدق المسامير برؤوس المساجين ..!! قلت : الله اكبر يا ابو حسيين أنا..!! والله هذا ما هو صحيح قال : والله كل العالم ما الها حكي الا بيك وكل يوم بتسمع خبر عنك ويا عيني لما سمعوا عندنا بالقرايا عن الجندي اللي إنقلعت عينه “ترا هو من قرية بجنبنا وكل الحديث عنه قلت شو بيقولوا: بتعرف أول أمس شو قال إمام في جامع ..!!! وخطبة الجمعة كانت كلها عنكم ترى ….المخربون ….السفاحون ….اعداء الله …..الكفار ….. السكرجية ….الشيوعيون …..أعداء الله بيقول عنك وذكرك بالأسم يا عمي اسمك صار علم قاااال الشيخ ….. هذا السفاح ….. لازم نطلب من الدولة تعجل بإعدامه وشنقه في ساحة الزرقاء أو إربد هذا المجرم يا ناس هذا مش إنسان” بتعرف بيفكروك مارد ضخم لا وقال الخطيب هؤلاء المخربين الكفار المجرمين وهذا السفاح الوحش الكاسر وهو في السجن يخلع عين جندي من أبنائنا ” وهونموذج لهؤلاء الوحوش وشو قال كمان ….قال …. يمد أصابعه التي مثل السكاكين وبخطفة سريعة يغرس أصابعه في عين الجندي ويشلعها ويأكلها وهو يضحك ..! قلت : معقول هذا الكلام يا ابو حسين انت بتتخوت وبتمزح مش هيك..! قال : وأقسم بالله ان هذا الكلام سمعته من الشيخ وأضاف يا عمي الناس أخذت عنكم فكرة يا لطيف “ بتعرف ….لو تعدمكم الدولة كلكم ما حدا بيزعل نظر إلى يدي وقال : خليني أشوف اصابعك ” صحيح مثل السكاكين ..!! يخرب شرك والله اصابعك مثل أصابع البُبُو ياخيار…… يخرب شره هالشيخ ما أكذبه قلت : حتى تعرف أنهم كذابين وأنها دعاية يا ابو حسين قال : طيب الشيخ بيكذب مش هيك .! و إنت طلعت على التلفزيون صح .!! وقلت انك طخيت أربعة ….طيب لويش طخيتهم …!!! قلت : جواسيس يا ابو حسين جواسيس واعترفوا” اثنين منهم أب وإبنه إعترفوا بقتل فدائيين كانوا جرحى بعد اشتباكهم مع العدو في الأغوار دفنوهم أحياء “ واللي اشتكى عليهم الزوجة وابنتها “ وهم فلسطينيين ولم يكن أي أردني يا ابو حسين…. صدقني وأقسمك لك اننا لم نؤذي أي أردني كل ما هنالك كان عندنا مساجين خونة منا وفينا وتم إعدام بعضهم وإطلاق سراح الباقي يوم المعركة وبعدين حتى تعرف أني بريء من كل هذا الكلام ” في جندي من عجلون كان عندنا في السجن متهم أنه عميل مزدوج كان منضم للثورة وشى عليه بعض من كانوا معه وتم التحقيق معه مع بداية الحرب واخذته من بين أربعة تم إعدامهم وأخرجته من بينهم بالقوة وتحت القصف رفض أن يُعدم ” لأنه أردني” وقلت ما يهمنا الفلسطينيين فقط . أخذته الى خارج المنطقة بنفسي وأوصلته إلى أطراف عجلون بيدي “وهو الذي تعرف علي في معتقل المفرق ولولاه لما عرفني أحد “ قال : يا عمي شو بينفعك إن صدقتك او ما صدقتك خلاص راحت عليك أنت معدوم معدوم شو بدي أقول لك ..!! مش حرام عليك وعلى شبابك .! قلت: شوف يا أبو حسين رغم أن الأعدام حاصل ولكن عندي ثقة بالله بأنه سيحميني، لأني والله لم أقتل لغاية أو هدف شخصي بل دفاعاً عن الوطن وكما أني أنقذتشخصا ً إعتقدت أنه بريء ” ألم تسمع قول الله تعالى (ومن أحيا نفساً فكأنما أحيا الناس جميعاً ) فقال: طيب ليش ما قلت الكلمة إلي قبلها (من قتل نفسا فكأنما قتل الناس جميعاً ) قلت: وأنت كمان حذفت من الآية (بغير نفس) وهذا يعني البريء وليس المجرم وهؤلاء كانوا قتلة ومجرمين وخائنين لله والوطن قال: اسمع تا اقول لك ربنا أعلم بينا وبيك يا عمي” وأنا شو دخلني تصبح على خير ذهب بعد حديث استمر إلى الفجر في اليوم التالي وفي المناوبة الليلية ..وإذا بالطاقة تُفتح ويطل خلالها رجل جميل الوجه أشقر وقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يتبع ……..إلى اللقاء منذر ارشيد أحداث الأردن ( 70—71 )في زنزانة الإعدام ….. رأيت الله Posted on 10/09/2008 by misralhura أحداث الأردن ( 70—71 )في زنزانة الإعدام ….. رأيت الله بقلم : منذر ارشيد هي ذكريات ربما مؤلمة جدا ً ولكنها ومن وحي هذا الشهر العظيم سجلت عندي نقطة تحول كبيرة في حياتي حيث عشت لحظات رهيبة ولكنها كانت عظيمة جدا ً ولا يستغربن أحد منكم بقولي…. رأيت الله…!! فانتظروا حتى أنهي القصة وهي قصة تروي جزءً من معاناة شعبنا العظيم في فترة من الزمن الذي دفعنا فيه من أرواح أخواننا ومن دمنا نتائج عبثية لاعبي السياسة الكبار وتداعيات الزمان والمكان الذي لا ذنب لنا نحن الثوار فيه إلا أن ذنبنا أننا أبناء فلسطين الطامحين للحرية والإستقلال والعودة كان هذا عام 1971 وبعد معارك طاحنة في أحراش جرش وعجلون فرضت علينا رغم أنوفنا مع الجيش الأردني والتي استمرت أربعة أيام ٍ بلياليها وانتهت بسم الله الرحمن الرحيم أحداث الأردن ( 70—71 )في زنزانة الإعدام ….. رأيت الله المناضل: منذر ارشيد هي ذكريات ربما مؤلمة جدا ً ولكنها ومن وحي هذا الشهر العظيم سجلت عندي نقطة تحول كبيرة في حياتي حيث عشت لحظات رهيبة ولكنها كانت عظيمة جدا ً ولا يستغربن أحد منكم بقولي…. رأيت الله…!! فانتظروا حتى أنهي القصة وهي قصة تروي جزءً من معاناة شعبنا العظيم في فترة من الزمن الذي دفعنا فيه من أرواح أخواننا ومن دمنا نتائج عبثية لاعبي السياسة الكبار وتداعيات الزمان والمكان الذي لا ذنب لنا نحن الثوار فيه إلا أن ذنبنا أننا أبناء فلسطين الطامحين للحرية والإستقلال والعودة كان هذا عام 1971 وبعد معارك طاحنة في أحراش جرش وعجلون فرضت علينا رغم أنوفنا مع الجيش الأردني والتي استمرت أربعة أيام ٍ بلياليها وانتهت بمحاصرة من تبقى منا في منطقة الأغوار . بعد أن تم أعتقالي مع الآلآف من المقاتلين ” وضعونا في معسكر( القرن ) في منطقة المشارع وبعدها تم نقلنا بشاحنات عسكرية وبمسيرة طويلة مهرجانية استعراضية (للفرجه) مررنا من معظم قرى شمال الأردن ومدنها والتي ما أن كنا نصلها حتى يتجمع الأهالي في الطرقات والميادين العامه ويرشقوننا بالحجارة (طبعاً لا نرى شيء لأننا مُغَمَيي الأعين ) وبعد أن تم جمعنا في معسكرات وقواعد كبيرة… وكنا في قاعدة واحدة ما يقارب الثلاث آلاف مقاتل في منطقة المفرق….وقد تمت عملية فرز للعشرات من خلال معرفة الأسماء والرتب والوظائف وقد تعرف علي جندي أردني كان معتقلاً عندنا في منطقة اشتفينا .. وتهمته أنه كان مدسوس بين صفوف الثورة تم نقلي وعدد ليس قليل من المقاتلين إلى سجن الزرقاء العسكري كان حظي في زنزانة مع أخي الشبل في ذلك الوقت (عمار بن ياسر) و الان هو في رام الله / متقاعد برتبة لواء / وشخص إسمه نزيه علي عبد الله من طلوزة / لم اكن أعرفه / أما عمار فهوشبل شجاع جدا عرفته في معسكر التدريب في العراق وكان لي مع قصة حينها .! كان الوضع رهيبا ً جداً / صيف حارجدا ً ووضع أشد حرارة يكاد يوحي بأننا داخلين جهنم بعد حرب ضروس تحقيقات… ضرب … شبح… صراخ في كل مكان …عسكريين متهمين بأنهم منضمين للثورة سرا ً …هم أكثر عذابا ً منا نحن الفدائيين … وكان الحقد جراء النزاع والفتنه سيد الموقف وبامتياز فالجندي الذي يحرسك وينقلك من الزنزانة إلى الحمام أو إلى التحقيق” يمارس عليك كل صنوف الإهانة من ضرب وركل وصفع وشتم “ زنزانات وأبواب حديدية تفُتح وتُغلق في جوف الليل وأكثر ما يرهبك صوت الأقفال وهي تنفتح أو تنغلق كمقدمة لسماع أصوات الصراخ .! وربما تكون أنت من سيصرخ لاحقا ً ..! لا أبالغ إذا قلت أنني كنت أشعر وكأننا في يوم القيامة سبحان من خلق البشر وخلق معهم الصبر والتأقلم والتحمل (الله يا ربي ما أعظمك ) أكثر ما كان يؤلمنا جميعا ً هو هذا الشعور العدائي من بني جلدتنا وديننا ونحن لا نحمل أي حقد ولم نكن كذلك ” فوجهتنا كانت وما زالت أعداء الله الذين اغتصبوا أرضنا ” وإلا ما كنا قد حملنا السلاح وتشردنا في الجبال والوديان بعيدين عن دفء بيوتنا وأهلينا .! ولكن كيف تقنعهم وقد وقعت في فتنة كبرى وحرب لم يكن لك يد بها ..!! أول أسبوع كان من أقسى ما مر علي في حياتي ” الجوع ليس له مكان رغم شح الطعام ولكن حتى لو كان أشهى الطعام ” فمن كان يشعر بشهية للأكل والخوف هو عنوان الليل والنهار..! ولكن العطش والبعوض في زنازين وغرف مكفهرة مع صيف يشبه هذه الأيام التي نعيشها وربما أكثر قيظا ً وحرا ً .! أما الذ هاب إلى المرحاض فهو المصيبة الكبرى….وكان أقسى أنواع العذاب حيث كان لدقيقة واحدةر فقط ويا ويلك إن زادت عن الدقيقة ” ففي كل ثانية بعدها عصاة تنزل على رأسك بعد أن يُدفش الباب” فتقع أرضاً على الأوساخ وتعود إلى الزنزانة وأنت تحمل بنطالك الذي تخشى أن يتلوث بما علق بمؤخرتك جراء السقوط على القاع والعصى تلاحقك حتى تدخل زنزانتك…. (حبيبتك ) وهي الأكثر أمنا ً وحنانا ً من أي مكان آخر . ولا تسأل عن الجنود المراهقين من الشباب الصغار الذين كانوا يتفننون في ممارساتهم القذرة ” وهو يتسابقون في من يكون أكثر شراسة ً وحيوانية وإيذائا ً ، مخربين مخربين مخربين لا تسمع إلا هذا القول والصفة بعد كل هذا لا ترتاح حت وانت في زنزانتك ….ممنوع النوم …ممنوع الهدوء ولو للحظة واحدة …… فيأتي من يناديك عبر الطاقة الصغيرة ويقول لك…. تعال خذ كاسة شاي ، وعندما تقترب لتأخذها يدلقها على وجهك بحرارتها الحارقة “أو يبصق في وجهك ويضحك مع زميله / أو يأتيك بكوب مليء بالبول ليرشقه على وجهك ” أو ليطفيء سيجارة في وجهك .! حتى أصبحنا نتحاشى الوصول إلى هذه الطاقة اللعينة وفي إحد الليالي جاء أحد الجنود وهو من أشدهم سوءً وحقدا ً وقسوة ً وقلة أدب وقال ………. شو يا خنازير…يا كلاب …. سمحو لكم بالشاي … كان بجانبه من يحمل إبريق شاي ” قال له : صب صب يجعلهم ما يذوقوا لم يتحرك أحد منا لأننا لا نثق بهم صب كأسا ً وارتشف رشفة حتى يثبت لنا أنه شاي وليس شيء آخر أغلق الطاقة بحركة مصطنعة “” فاقتربت من الطاقة واختلست النظر عبر شقوقها فوجدتهما يبولان في إبريق الشاي ويضحكان ” فأشرت إلى رفيقي في الزنزانة بأن لا يبديا أي حركة وقد صممت على الإنتقام ولو كلف الأمر حياتي نظرت حولي فكانت ليفة حمام نستعملها أحيانا ً معلقة على مسمار على الحائط …. ودون أي تفكير أخذت الليفة وأدخلت يدي بداخلها حتى أصبحت كقبضة الملاكم وأرجعت يدي إلى أخر ما يمكن وبينما كان يفتح الطاقة ووجهه ملاصق لها وما أن سحب يد الطاقة وبكل قوتي ضربت الطاقة ضربة …. أعتقد أنها أقوى ضربة خرجت مني في حياتي وإذا بالدم يعفر في وجهي ” حيث حدث نزيفا ً كبيرا ً وصرخ صراخاً رهيباً ووقع على الأرض وهو يتلوى لم أكن إدرك ما يمكن أن يكون نتيجة الضربة فقد دخل لاقط الطاقة بين طرف أنفه و جحر عينه تماماً وكما علمت مؤخراً أنها فتحت ثغرة بين عضمة الأنف وجحر العين ووصلت إلى العين وكانت ليلة من ليالي العمر التي لا يمكن أن أنساها في حياتي وقد إجتمع علي أكثر من عشرة جنود وبكل ما يمكن أن يستعملوا من عِصِي وأدوات مجدلة (أسلاك) …وقد تم تقييدي بجنازير وعلقت كالذبيحة وانهالوا علي ضرباً …. لا يتحمله حمارقبرصي ، حتى فقدت وعيي تماما ً . إستفقت بعد وقت فوجدت نفسي في زنزانة أخرى ولوحدي ولم يكن في جسدي أي مكان ليس متورماً أو مدمياً عدا عن كسر يدي اليسرى وأنفي الذي كان ينزف دماً وحلقي الذي يخرج منه قطع الدم المتجلط …( عانيت مدة طويلة ) الحقيقة أن إدارة السجن ورغم ما حصل للجندي فمدير السجن ….رجل شهم …وقدعرفته من خلال مقابلة معه إثر الحادثة وقد أخبرني بان ما قمت به هو عمل سيء جداً “وأني سأمثل في المحكمة من أجل هذه القضية ورغم أنه كان عسكريا ً صارماً قال : نحن هنا ليس لنا علاقة بقضيتك التي أنت بسببها هنا في السجن” ولكن مسألة ضرب الحارس هو ما يهمنا وقال : حتى يكتمل الموضوع أريد أن أفهم منك ما الذي حدث ..!!لماذا فعلت هذا ..!! الا يكفي ما بك من بلاء ..!! كيف تضرب جندي يقوم بحراستك وبمساعدتك واطعامك ..!! رويت له ما حدث بالضبط وكان المحقق الذي حقق معي يقف بجانبه ويبدوا أنه لم يذكر ألسبب الذي دعاني للقيام بما قمت به فنظر إليه وقال : لماذا لم تذكر هذا …!!! فقال : كذاب يا سيدي …هذا قاتل ….مجرم يا سيدي إنت بتصدقه..!! لكن وحسب ما رأيت فقد صدقني لأني سمعته يقول له وبصوت منخفض (والله ما هو كاذب….. ولكن الحقد أعماكم ) صرخت وقلت : يا بيك والله إنهم يعاملونا كالحيوانات ” الضرب مش مهم … والشتم مش مهم… والتعذيب مش مهم ….ولكن هل ترضى أنهم بيضربونا ونحن جالسين في المرحاض….!!! ويجبرونا أن نجلس على أوساخنا …..!!! وقف وقال هذا الحكي بيصير معكم كثير أو مرة واحدة ..!! قلت : كل يوم …كل ما ندخل الحمام ….حتى أننا بطلنا ناكل شيء نحن نخاف من المرحاض أكثر من الضرب أظهر قرفه وامتعاضه وقال : أنا لا أسمح بمثل هذه التصرفات أبداً “ وأصدر أمراً بمنع أي تصرف لا أخلاقي مع المساجين وقد لمس الجميع هذا التغير المفاجيء في اليوم التالي تم تربيطي بقيود بارجلي ويدي واخذوني الى المحكمة وتلى المدعي العام بيناته الإدعائية وقال أني قمت بما قمت نتيجة أحقاد تربيت عليها في معسكرات التخريب وهذا نتاج سوء التربية والتخلف والكفر وأننا عبارة عن وحوش ضارية نفتقد الى اي إحساس بالإنسانية تم الحكم علي خمس سنوات على هذه القضية بعد أيام دخل علينا أول أيام شهر رمضان المبارك وكنت ما زلت في الزنزانة منفرداً وهي مقابل للزنزانة التي كنت بها سابقا ً حيث كنت أتحدث مع إخواني عمار ابن ياسر … ومحمد لطفي جرادات رحمه الله والذي كان في زنزانه أخرى وهوصديقي من جنين وأخي الحبيب و رحمه الله تغير الحراس وما عدنا نرى الجنود من الشباب الصغار” وكأن الحادثة غيرت في الأمر شيئاً ما .!! أو لأن رمضان كان له ترتيب آخر .. لا ادري ..!! (( بعد ثلاثة أسابيع من إعتقالنا ….كانت المفاجئة )) يتبع …………..منذرارشيد The spark that lead to Black September in Jordan 1970 (Translated) youtu.be/o16-I-LCf04
Posted on: Sat, 27 Jul 2013 12:05:40 +0000

Trending Topics



Recently Viewed Topics




© 2015