فلاش - TopicsExpress



          

فلاش باااااااااااااااااااااك...... المشهد الأول: غرفة العناية المركزة بستشفي ضخم بوسط المدينة بعض الضجيج الذي يخفت قليلا قليلا و لا يتبقي سوي أصوات أجهزة قياس النبض المتواجدة بكثرة داخل الغرفة... انها الساعة تدق الرابعة عصر يوم الخميس الموافق 14/9/2000 معلنة نهاية موعد الزيارة اليومي و آن الآوان للجميع أن يرحل ليتركوا المرضي ينعموا –نظريا- ببعض الراحة..!! تغلق الستائر و ينشغل طاقم التمريض و أمن المستشفي في صرف الزوار التواجدون بصالة الانتظار المجاورة لغرفة الرعاية... و بينما الجميع مشغول يتسلل صبي صغير لا يتجاوز عمره الخامسة عشر الي الطرقة المؤدية الي بوابة غرفة العناية المركزة. بتردد يفتح الصبي الباب ليسترق النظر و عينيه متعلقة بزاوية معينة في الغرفة... غرفة ذات اضاءة خافتة يرقد فيها كل المرضي محاطين بأنواع أجهزة كثيرة و أسلاك و خراطيم... يرقدون في سكوت مرعب لا يكسره سوي تأوهات بسيطة تصدر بين الحين و الآخر من أحد أركان الغرفة... يقترب الصبي من سرير ترقد عليه امرآة في أواخر العقد الرابع, و علي الرغم من صغر سنها النسبي الا أن المرض قد تمكن من جسدها المسكين بشكل جعلها غير قادرة علي الحركة ولا النطق ولا حتي التأوه..!! يقف الصبي متسمراً أمامها لثواني يفكر فيما يمكن أن يقوله و لكن هربت من رأسه كل الكلمات و معانيها و كأنه قد نسي النطق....كان يتمني لو انها تشعر بوجوده و لكنه فضل أخيرا أن يتركها لتنعم ببعض الراحة فقرر أن يعود ليلحق بأبيه و باقي أفراد العائلة, و لكن قبل أن يتحرك لم يستطع أن يمنع نسه من أن يقترب منها و يمسك بيدها و ينحني و يقبلها برفق شديد و تخرج منه كلمة واحدة خافتة:... "ماما"..., ثم يخرج مسرعا لئلا يلاحظ أحد غيابه... لم يكن يعلم انها ستكون المرة الأخيرة التي يري فيها أمه, لم يكن يعلم انها المرة الأخيرة التي ستتلامس فيها يديهما, , لم يكن يعلم انها المرة الأخيرة التي ستسمعه فيها و هو يقول لها (ماما), نعم هو يعلم تماما انها كانت تسمعه و تشعر به حتي و ان بدت غير ذلك... لم تمر سوي ساعات قليلة الا و قد توقفت الأصوات المتقطعة الصادرة من حهاز قياس نبضات القلب معلنة النهاية المنتظرة لترتاح هذه الأم المسكينة من كل معاناتها و آلامها تاركة ورائها قلوب تنزف و ذكري لا تنضب و مشاعر لا تعوضها السنين و لا يعوضها انسان مهما كان... وحشتيني اوي يا "ماما" 13 سنة و يظل المشهد أمامي و كأنه حدث بالأمس...... أذكريني في السماء أمام عرش المسيح :)
Posted on: Thu, 12 Sep 2013 08:44:40 +0000

Trending Topics



Recently Viewed Topics




© 2015