فلسفة وسايكولوجيا الدعاء و البكاء في مدرسة اهل البيت (ع) لماذا ابكي حسينا ؟؟؟ 1-تعودت وانا طفل صغير الاصغاء الى قصة ماساة كربلاء ,عندما يهل شهر محرم الحرام من كل عام .ثمة امران كانا يدعوانني الى البكاء بمرارة,مظلومية الحسين (ع) واهل بيته واصحابه ,وكان وعقلي ووجداني واحساسي يرفض الا ان يقف مع الحسين في تلك المعركة, وكان شعاري :ان لم اقف مع المظلوم ضد الظالم فانا لا أستحق لقب انسان. هذا أذا كان الحسين انسانا عاديا تعرض للظلم الفادح , كيف و مكانة الحسين المعروفة من رسول الله (ص واله) لاتخفى على احد. :ان السؤال الذي يزيدني بكاءا في تللك المرحلة :كيف تجرأ هؤلاء الوحوش البرابرة وهم من امة محمد كما يزعمون على قتل شخص مثل الحسين(ع) واهل بيته بتلك الصورة المؤلمة وهم اعرف بمكانته من رسول الله (ص واله) ؟؟ 2- في مرحلة لاحقة من طفولتي ..اكتشفت اني بحاجة ان استمع الى واقعة كربلاء او الى الوقائع التى تلتهها , ليس فقط في شهر محرم ,او في صفر وانما كلما شعرت اني مظلوم ومضطهد في الحياة اليومية من قبل الاقرباء او الغرباء ,كلما شعرت بحزن او كابة , او خوف , او احباط,,,,,الخ ذلك من ضغوط او منغصات نفسية تخلق عندي الشعور يعدم الراحة والضيق.....حينها كنت اخذ ( جهاز التسجيل وكاسيت واقعة الطف او الاربعينية ) فأنزوي في غرفتى واغلق الباب , او اجد لي خلوة بعيدة عن انظار المتطفلين , لأصغي لمظلومية الحسين واهل بيته, وعند مشهد عاطفي( يختلف من حين لأخر) تجدني اطلق لدموعي العنان ….بعدها احس براحة نفسية وجدانية عجيبة , وكأن احزاني ومخاوفي قد غسلتها عني مظلومية الحسين … لقد اكتشف وجداني وعقلي (الصغير) في تلك الحقبة من طفولتى المتقدمة … أن البكاء طريقة مثالية لتفريغ الشحنات النفسية او الضغوطات الضارة المؤذية من داخلي ومن ثم خلق راحة وجدانية خاصة . 3- في مراحل لاحقة من شبابي اهتممت (بعلم النفس) فوقع بين يدي يوما كتاب مثير للاهتمام , أفرد فيه المؤلف فصلا خاصا عن اهمية البكاء في حياتنا المعاصرة , حيث الاجهاد والضغوطات النفسية تبلغ اوجها احيانا , الى درجة ان تصيبنا بأمراض نفسية دون ان نشعر ( في اللاوعي) , واقتبس المؤلف عبارة مشهورة للطبيب النفسي البريطاني ( هنري ماودسلي) : الحزن الذي لايجد له منفذا بالدموع يجعل احشاء الجسد تبكي ونصها الانكليزي The sorrow which has no vent in tears may make other organs weep.(Henry Maudsley- British psychiatrist) هذا الكتاب وهذا الاقتباس (بالذات) فتح امامي الباب واسعا لافهم الان مالم اكن افهمه في طفولتي , بل كانت مفتاحا نحو بحثى هذا في فلسفة الدعاء والبكاء في مدسة اهل البيت (ع) وها قد صرت الان افهم بعض افاقه في دعاء كميل مثلا ( ارحم من راس ماله الرجاء وسلاحه البكاء) . هكذا بنيت لنفسي نظرية مضمونها : من رحمة الله تعالى بنا , انه خلق لنا نظام حماية ذاتي لمنظومة (العقل -الجسد) تحفظ النفس والجسد في توزازن واستقرار , في حالة الاجهادات النفسية المتوسطة او حتى فائقة الضرر , وذلك عن طريق تفريغ هذه الأجهادات عن طريق الدموع. تلعب العين في نظام الحماية هذا دور صمام الامان Safety Valve” مثلما تلعب صمامات الامان في اجهزة المراجل الحرارية مثلا,دور المنظم الذي يقوم بالتنفيس او التفريغ بشكل تلقائي(اوتوماتيكي ) في حالة وصول الضغظ الى قيمة فائقة قد تهدد كامل المنظومة بالانفجار. ويفهم المهندسون او مصمموا مثل هذه الاجهزة المعنى الذي اشير اليه بشكل اكثر تقنية من غيرهم.
Posted on: Sat, 09 Nov 2013 09:44:56 +0000
Trending Topics
Recently Viewed Topics
© 2015