ماحدث في مصر ليس حلاً ، انه بداية - TopicsExpress



          

ماحدث في مصر ليس حلاً ، انه بداية المشكلة لن أستخدم المصطلحات التي استخدمها مرسي وانصاره وهم يرددون شعارات الشرعية ، والدستور ، والانتخابات ، والديمقراطية ، فليس هذا هو المهم في المحاججة، المهم في رأيي هو أمن المجتمع المصري . لان الانتخابات والشرعية والدستور ليست هدفاً بحد ذاتها وانما هي وسيلة غايتها توفير اقصى قدر من الاستقرار للمجتمع كي يتحقق في ظله النمو والرخاء والعدل . هذه هي الاولوية وليس اي شئ آخر . فهل ماجرى في مصر مؤخراً سيحقق ذلك ؟ قطعاً لا . هذا رأيي . فالمجتمع المصري مقسوم لفريقين ، بغض النظر عن حجم كل فريق . فريقان هما الاخوان المسلمون في جانب ، وخصوم الاخوان على اختلاف توجهاتهم وبضمنهم سلفيون وأسلاميون ، وقد إجتمعوا لهدف وحيد هو اقصاء الاخوان عن السلطة . أما الجيش فقد انحاز لطرف تجاه آخر ، الجيش دخل لعبة السياسة وكان يفترض به ان يبقى خارج تفاعلاتها التفصيلية ، فلو كان ماحدث انقلاب عسكري ربما لكان أفضل ، ان يمسك الجيش بزمام السلطة لفترة وجيزة يعد اثناءها لإنتخابات برلمانية كما فعل سوار الذهب او نموذج جمهورية مالي ربما لكان ذلك أخف وطأة ، لكن ماحدث هو انحياز سياسي لطرف دون آخر ، وهذا الجزء الاهم من المشكلة . دخول العسكر معترك السياسة ، وفقدانهم الحياد . ولكن هل اخطأ الاخوان فيستحقون ماحدث لهم ؟ أعترف مسبقاً باني لاأؤيد أي نموذج ديني للحكم ، الا اذا كان ذلك خياراً للامة . وعيب الاخوان المسلمين هو رغبتهم في الاستحواذ على الدولة وأخونتها ، انه جوع قديم للسلطة في كل اقطار امتنا ، الامر الذي اشعر المنافسين بالقلق من ابتلاع الاخوانيبن منظومة الحكم . وهو مرسي نفسه لايمتلك الكاريزما والخبرة التي تجعله مقنعاً لشعب اعتاد على كاركتر خاص للزعماء ، وهو وطأة تدخل المرشد في السياسة التي أظهرت مصر وكأنها امام نموذج الولي الفقيه ولكن السني ، وهو عنادهم الذي لم يجعلهم يرون دوران عقارب الساعة من حولهم داخلياً وخارجياً ، فيظهروا قدراً اكبر من المرونة في استيعاب الآخر . لكن الاخوان فعلوا أقل بكثير مما فعله غيرهم عندما وصلوا للسلطة ، ولم تتح لهم الفرصة ليثبتوا مهارتهم أو عجزهم ، لم يأخذوا وقتهم ليطبقوا برنامج النهضة الذي وعدوا به الناس ، لاتوجد ملفات جدية عن فسادهم ، ولم يتخذوا قرارات فيها مخالفة صريحة للقانون . الاتهام القديم والمعروف بان الاخوان ليسوا ديمقراطيين وبانهم لو وصلوا للسلطة سينقلبون عليها ، غير صحيح ، فخصوم الاخوان من العلمانيين والقوميين هم الذين انقلبوا على الديمقراطية التي مايزال مرسي الى الان يتحدث عنها ولو باسلوب منفر . لكنهم سببوا قلقاً لخصومهم ، وقلقاً أكبر لدولٍ عدة لديها خشية من نمو التيار الاخواني العابر للحدود . والأخوان لو تتاح لهم الفرصة يتحولون الى بلدوزر يكتسحُ كل ما أمامه بفضل التنظيم المحكم وخاصية النفاذ المجتمعي ، وهو ماينقص خصومهم ، الذين قد تكون لديهم القدرة العالية على التعبئة الشعبية لكن تعوزهم المطاولة كالاخوانيين . إجراءات التحقيق والإبعاد والحظر والملاحقة الاخيرة التي اتخذها العسكر بحق الاخوان المسلمين كقيادات وقواعد ومؤسسات واعلام ، لن تجعل الاخوانيين مكتوفي اليد وسيدافعون عن خيارهم وجمهورهم ، وهم عقائديون صلبون ، جربوا العيش في ظل الملاحقة لاكثر من نصف قرن ، واعدوا انفسهم لها . كان يمكن ان يبقى مرسي رئيساً لحكومة تكنوقراط لتصريف الاعمال لأمدٍ محدد تجري بعدها الانتخابات ، لكن قرار السيسي تحت ضغط حركة تمرد ، جاء منحازاً ، فاقصى الاخوان من سلطةٍ جاءتهم عبر آليات ديمقراطية . السيسي مسيس ، ولم يتصرف كراعٍ ، ورئيس المحكمة الدستورية أخطأ بقبول العرض ، والمصريون موزعون ، العلمانيون والقوميون شامتون ، والاخوان متأهبون حانقون ، والجيش مستنفر ، والكل دخل في مرحلة استعراض عضلاته الواحد تجاه لآخر . ومصر تبدو لي وكأنها مقبلة على رياحٍ لو ثارت فستعصف بها، أو نكون بانتظار حلٍ عبر مبادرة تحفظ للاخوان المسلمين وضعهم الاعتباري بمشاركة اوسع للشركاء الآخرين ، مصر تحتاج لمبادرةٍ عاجلة ، مبادرةٌ نرجو ان لاتتأخر فتضيع الفرصة على مصر وعلى أُمتنا .
Posted on: Fri, 05 Jul 2013 10:18:16 +0000

Trending Topics



Recently Viewed Topics




© 2015