هذا مخيم اليرموك في أحضان دمشق .. وهذه بقاياه .. سينهض من تحت الرماد .. في كل زاوية لنا ذكرى .. وفي كل حارة لنا أثر .. في كل بقالة لنا قصه .. , وفي كل فرن وقفنا لساعات لنشتري الخبز ,, وكان دائما ما يأتي شخص يقف بعيدا عن الناس وبصوت حهوري متصنع يقول 3 كيلوا بسرعه .. تلتفت الناس للوراء ... والكل يعرف انه رجل دولة أو أمن أو مخابرات ... فيقول له البائع تكرم عيونك ... ثم يأتي دورنا .. 5 كيلوا عمو .. وكنا نأكل من أطراف الخبز أثناء العودة للبيت ... ونأكل 5 كيلو في يوم واحد .. فقد كنا عشرة أولاد في زوايا ذلك البيت.. في مخيم اليرموك .. . وأثناء الأكل تتكرر على مسامعنا .. الله يرضى عليكوا كبـروا الخبزة وكلوا شوي شوي ميشان الأكل يكفي ... ونأكل شوي شوي .. .. وما زلنا حتى هذا اليوم لا نشعر بلذه الأكل إلا مع الخبز ... في الصباح وفي مدرسة صرفند كانوا يوزعوا علينا الحليب صباحا .. وكذلك حبوب زيت السمك ... , وأثناء الفسحة يقرع الجرس الأول ... فالكل يتوقف مباشرة .. بمعنى لعب اليوم Freez , وكأنها دقيقة صمت ..ثم يقرع الجرس مرة ثانية نسرع للوقوف في الطابور .. ثم نتوجه للصفوف .. وأكثر ما كنا نتعرض للمشاكل أثناء التوجه للصفوف ..فهذا يشد زميله .. وزميله يضع رجله أمام الآخر ليقع .. فيراه الأستاذ ويبدأ الولد والله مو بقصدي ..... وينال عقابه وجزاءه .. وفي طريق العودة من المدرسة نشتري عنبر من الشيخ عنبر .... وفول .. وعصير .. ونسير أفواجا أفواجا عائدين للبيت .. بينما أفواجا أخرى تذهب للمدرسة ... فالمباني غير كافية.. وهناك دوام صباحي حتى 12:30 ظهرا ودوام بعد الظهر حتى الخامسة مساء ...... كل هذا يتوارد للذهن عند رؤية صورة للمخيم .... ويقتلنا الحنين .. وستنهض من تحت الرماد دمشق لتزهر حقول حوران والدير .. ويجري في العروق بردي .. ويتحدى العاصي من عصوه .. وتزهدر الحضارة في مهد الحضارة من جديد .. ولينبض قلب المخيم وتسري الدماء في شرايين أبناء المخيم الذي تشردوا من جديد في كل زاويا الأرض ..
Posted on: Fri, 15 Nov 2013 11:58:27 +0000
Trending Topics
Recently Viewed Topics
© 2015