التصور المنتصر الآن في أروقة دولة - TopicsExpress



          

التصور المنتصر الآن في أروقة دولة الظلم والقمع والفساد المسماة بالدولة المصرية التي يحكمها العسكر والعسس وسارقي الأقوات هو أن الطريق إلى هزيمة الثورة وروح التمرد يكمن في استخدام عصا الأمن الغليظة بلا هوادة وبلا تردد. هذا هو طريق انقلاب 3 يوليو الذي بُني على فكرة أن الخطأ الكبير الذي ارتكبه المجلس العسكري بقيادة طنطاوي هو التهاون والمساومة مع القوى المناوئة الساعية إلى إسقاطنا. هذا التصور وجد لنفسه فرصة للهيمنة بسبب ظروف الصراع السياسي والطبقي التي أدت إلى 30 يونيو. وهو قد أطاح بالبرادعي خارج الحلف الحاكم، وربما سيطيح بآخرين في الأيام القادمة. وغالبا مع ظهور علامات على فشله، سيزيد أنصاره في سعارهم وجنونهم، وبالتالي سيراق دم إضافي وسيسقط شهداء آخرون. لكنني أظن أن نهاية هذا الطريق هي الهزيمة والانتكاس. فدولة الظلم لا تملك الأدوات التي تمكنها من إنهاء التفكك والتعفن الذي يتخلل أوصالها، ولا تملك كذلك القدرة على تصفية الحركة الشعبية ذات الروافد المتداخلة المتعددة المتوقع تصاعدها في المرحلة القادمة. الخبر السيء في كل هذا، طبعا غير الألم الذي سيصيبنا جميعا من جراء الدم المتوقع إراقته، هو أنه لا بديل! الدولة متعفنة لم ولن تقدر على إزاحة شبح الثورة. كذلك فإن أنهار الحركة من أسفل ستتسع وتتعمق، لكن لا بديل. وبالتالي فإن ما نحتاج إليه، إلى جانب رباط الجأش والصبر، هو التفكير في إشكالية البديل بوصفها هي مفتاح تحويل المعادلة الراهنة من معادلة صفرية إلى مسار تحرري يصنع من الأزمة أملا ومن البؤس الراهن ثمنا ندفعه راضين من أجل بناء مجتمع العدل والحرية.
Posted on: Fri, 29 Nov 2013 18:36:59 +0000

Trending Topics



Recently Viewed Topics




© 2015