سيكولوجية النفاق النفاق من الظواهر - TopicsExpress



          

سيكولوجية النفاق النفاق من الظواهر السيكولوجية التي تنجم عن البُعد عن مظلة الإيمان، وعن التمسك بآداب الدين الإسلامي الحنيف وقيمه الإنسانية الرفيعة في الخلق الحسن، والأمانة والصدق والإخلاص والوفاء، وتحمل المسؤولية، وتوجيه النصح والإرشاد، والأمر بالمعروف، بُعد بعضهم عن هذه المنظومة الأخلاقية الإنسانية التي يربي الإسلام أبناءه عليها، يؤدي إلى رذائل منها: النفاق والرياء والكذب والغش والمداهنة والضلال والبعد عن آداب العفة والفضيلة والتمسك بالشرف وبالصدق في القول والعمل· ويظهر النفاق لدى من يرغب في الوصول إلى تحقيق أهداف غير مشروعة، فيتخذ من النفاق سلاحاً يخدع به الناس وبخاصة الرؤساء في العمل فيشبعهم مديحاً زائفاً وإعجاباً كاذباً ويؤدي أعمالهم مهما كانت بعيدة عن الصواب أو عن المصلحة العامة ويمتاز بالوصولية والتخطيط الدنيء لتحقيق مصالح ذاتية، وبذلك يرقى على حساب زملائه وعلى حساب المصلحة العامة فيضر بصالح العمل الوطني ويضر بزملائه ويهدر حقوقهم ويتسلق فوق رؤوسهم بل إنه يضر الشخص الذي ينافقه ويضلله عن إدراك حقيقة أعماله الصالح منها والطالح· النفاق لغة النفاق هو ضرب من الكذب والخداع والمكر والغش والرياء، وفيه يظهر المرء خلاف ما يبطن، أي إظهار المرء خلافاً لما هو عليه في داخله، فهو يكتم أو يخفي شيئاً ويُظهر شيئاً آخر، فينطوي موقفه على شيء من النفاق، والعمل النفاقي المتسم بالنفاق والدال عليه حين يقف المرء موقفاً نفاقياً، فالمنافق يُظهر خلافاً لما يضمر أو خلافاً لما هو عليه في واقع الحال، ويتعين ألا ينخدع أحد بنفاق المنافق وألا يصدقه، والمنافق في الدين هو من يخفي الكفر ويُظهر الإيمان ويتظاهر بالتقوى والورع والتدين، وهو يُظهر خلافاً لما يبطن، كالسياسي المنافق والمرائي والمخادع والكاذب والماكر والذي يتظاهر على خلاف ما في باطنه، وقد يكون صديقاً منافقاً· النفاق اصطلاحاً النفاق اصطلاحاً في علم النفس قد يكون سمة ملاصقة من سمات شخصية الفرد Personaliyt trait وقد يُطلق النفاق على حال ممارسة النفاق State، وقد يشير إلى الفعل أو السلوك Behaviour الذي يظهر فيه الإنسان خلافاً لما يُبطن بداخله Hypocrisy بمعنى التظاهر الكاذب بالفضيلة والتمسك بالدين· وفي علم النفس هناك حال من حالات الحيل الدفاعية اللاشعورية أو العمليات العقلية اللاشعورية Unconscious defense mechanism وتقوم بها الذات الوسطى في الإنسان Ego بقصد حماية الإنسان من الشعور القاسي بالقلق والانزعاج· وهذه الحيل أو العمليات العقلية اللاشعورية كثيرة ومتعددة منها الإسقاط والتبرير والتقمص أو التوحد والإزاحة والعكسية والإبطال والإنكار والأحلام والعدوان والكبت والنكوص، أي العودة إلى الوراء إلى مراحل نمو سبق للإنسان أن تخطاها· وحال النفاق تنطبق على حيله العكسية أو التكوين العكسي Reaction - formation حيث يظهر الإنسان خلافاً لما يبطن، فالشخص الملحد يتظاهر بالتدين الشديد، والرجل شديد البخل في داخله، يتظاهر بالكرم والعطاء والسخاء الزائد، والموظف المرتشي، يتظاهر بالأمانة المطلقة، والأم المهملة في شؤون أولادها وزوجها تتظاهر بأنها أم مثالية· ويبدو النفاق في سلوكيات كثيرة، وخصوصاً في هذه الأيام عند من غابت أو ماتت ضمائرهم الأخلاقية الحية، وعند راغبي الوصول إلى الأهداف حتى وإن كان على حساب الآخرين، وعلى حساب المصلحة العامة، ومصلحة الوطن والأمة، فنرى المنافق يتمسح برئيسه في العمل وينافقه ويمتدحه ويثني عليه في كل كبيرة وصغيرة، ويوافق على كل آرائه وتعليماته وقراراته ويضعها · ويبالغ في المجاملة والاحترام الزائد عن الحد والخضوع وقد يلجأ إلى الوشاية بزملائه ورفاقه حتى يرقى على أكتافهم ويترك المدير يخطئ كيفما يشاء ولا يوجه إليه النصح والإرشاد بالصدق والأمانة التي يعلمنا إياها إسلامنا الحنيف· وبذلك يستمر المدير في ارتكاب الأخطاء ويتمادى في ارتكاب المزيد منها دون أن يدري، فتفسد المؤسسات، وتضيع الحقوق، ويهبط الأداء والإنتاج، وتُهدر حقوق الصامتين الذين يتمسكون بالحق ولا تزلف ألسنتهم بقول الباطل، إنهم بطانة السوء يحيطون بالرئيس في العمل كالأخطبوط ويسدلون ستارة سوداء على عينيه حتى لا يرى الحقيقة ويغرسون فيه غرساً مشاعر الغرور والعظمة التي قد تصل إلى حد · الهدي الإسلامي في ذم الرياء والنفاق ويصف الدكتور أبوبكر جابر الجزائري في مرجعه الرائد: جملة أخلاق ذميمة تشمل: 1 ـ الظلم· 2 ـ الحسد· 3 ـ الغش· 4 ـ الرياء· 5 ـ العجب· 6 ـ العجز· 7 ـ الكسل· وللظلم مظاهر كثيرة، منها ظلم العبد لنفسه، وذلك بتلويثها بآثار أنواع الذنوب والجرائم والسيئات من معاصي الله ورسوله، قال تعالى: (وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) البقرة:57· فمرتكب الكبيرة من الإثم والفواحش هو ظالم لنفسه، إذ عرضها لما يؤثر فيها من الخبث والظلمة، فتصبح به أهلاً للعنة الله والبعد منه تعالى· (ص183) وإيذاء المسلم لغيره يرتد إليه كما في قوله تعالى: (ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله) فاطر: 34. وينهي الإسلام عن كل السمات الذميمة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: · ولقد مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على جرة طعام فأدخل يده الكريمة فيها فنالت أصابعه بللاً فقال: ؟ قال أصابته السماء ـ المطر ـ يا رسول الله، قال: رواه مسلم· فالمسلم منهي عن الكذب والرياء والخيانة والغش والغدر والفجور في الخصومة، وبالنسبة لذميمة الرياء، فإن المسلم لا يرائي، إذ الرياء نفاق وشرك، والمسلم مؤمن موحد فيتنافى الرياء مع إيمانه وتوحيده مع خلق الرياء والنفاق، فلا ينبغي أن يكون المسلم بحال من الأحوال منافقاً ولا مرائياً، ويكفي المسلم لبغض هذا الخلق الذميم والنفور منه والبعد عنه، أن يعلم أن الله ورسوله يكرهانه ويمقتان عليه، إذ قال الله تعالى متوعداً المرائين بالعذاب والنكال: (فويل للمصلين· الذين هم عن صلاتهم ساهون· الذين هم يراؤون· ويمنعون الماعون) الماعون:5ـ7· وقال الله تعالى فيما رواه عنه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: رواه مسلم· وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: متفق عليه· والرياء ضرب من الشرك بالله والنيل من وحدانيته، ففي التصور الإسلامي الله واحد أحد لا شريك له· وفي هذا الهدي يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: رواه أحمد والطبراني والبيهقي·
Posted on: Sun, 23 Jun 2013 08:35:58 +0000

Trending Topics



Recently Viewed Topics




© 2015