طلاسم الثورة المصرية غدا الأحد يوم أهم حتى من يوم 30/6 ..... العالم كله مازال محتارا و مشوش فى كيفية الحكم على ما حدث فى مصر: إنقلاب أم إرادة شعبية أم شيئا ما بين هاتان الظاهرتان؟ الكثير منا يغطاظ حينما يسمع وكالات الأنباء أو تليفزيونات العالم الخارجى تسمى ما حدث بإنقلابا أو شبه إنقلاب...... فى الواقع و لكى نكون موضوعيين يجب أن نتفهم موقفهم (و إن لم يكونوا كلهم مجمعين على ذلك و لكن الكم الأكبر منهم) لأن ما حدث منذ 30/6 حدث فوق العادة و لا يتبع أى من النماذج التاريخية أو العصرية فى قاموس السياسة أو الثورات أو حتى الإنقلابات العسكريى إذا ما سرنا معهم و لو قليلا فى هذه التسمية! 25 يناير كانت حدثا إستثنائيا فى تاريخ ثورات العالم المعاصر (و القديم) .... و كما شهد له الكثيرون بأنه يجب أن يدرس فى المدارس و الجامعات و مراكز الأبحاث...... 30 يونيو أيضا حدثا إستثنائيا ..... بل أنه أكثر إستثنائية من 25 يناير و تفسيره و فهمه بالذات من قبل العالم الخارجى , و لا سيما الغرب و الولايات المتحدة على وجه التحديد, أمر بالغ الصعوبة و إن لم يكن مستحيلا..... ليس فى أى من ذلك تبريرا لمن يصرون على أن ما حدث هو "إنقلاب عسكرى" أو "إنقلاب عسكرى بمباركة الشعب" أو إنقلاب شعبى بمباركة الجيش" ..... (و السيناريوهات الثلاثة كلها تصر على كونه "إنقلابا" و ليست "ثورة" أو إمتداد و تكملة للثورة الأولى. و هذا يشكل معضلة للشعب المصرى ذاته و للعالم الخارجى و إن كانتا معضلتين مختلفتين و على النقيض من بعضهما..... الواقع الصعب فهمه و إدراكه أن 25 يناير و 30 يونيو ليسا إلا غلافين لكتاب واحد بدأنا فى كتابته فى 25 و تعثرنا فى تكملته حتى 30 يونيو (الذى هو فى الواقع 12 يناير 2011) ...... كلا الحدثين بهما عنصر "عسكرى" ...... كلا الحدثين حركهما جموع غفيرة من الشعب و إن كانت الكتلة الحرجة ل 30 يونيو فاقت بكثير مثيلتها فى 25 يناير كما و نوعا.....و هناك فارقا جوهريا بين فاتحة الكتاب و خاتمته: الأولى حركها "الضمير الجمعى" و الثانية أنتجها "الوعى الجمعى" للمصريين..... كل هذه الظواهر تجعل الثورة المصرية شديدة التركيب و صعبة الفهم و الفك لرموزها و طلاسمها ...... تبدو على السطح شديدة البساطة و فى العمق و الجوهر مركبة معقدة متناقضة مع ذاتها..... تماما مثل الشخصية المصرية ذاتها...... و للحديث بقية....
Posted on: Sat, 06 Jul 2013 06:39:56 +0000