(إعادة) تسمية المشهد المكاني : تشكيل - TopicsExpress



          

(إعادة) تسمية المشهد المكاني : تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل 1949-1960 ماعوز ازرياهو و ارنون جولان ترجمة : محمود الصباغ العنوان الأصلي : (Re)naming the landscape: The formation of the Hebrew map of Israel 1949–1960 الناشر: Journal of Historical Geography, 27, 2 (2001) 178–195 المؤلف: Maoz Azaryahu and Arnon Golan جامعة حيفا عبر تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل في أعقاب تأسيسها عن تدبير مؤسساتي للهندسة الثقافية وعن إجراء بناء قومي صهيوني يرمي إلى استعادة التسمية العبرية للأرض و تجلى المظهر الجغرافي لإحياء اللغة العبرية الذي هيمن على الإيديولوجيا و المخيلة الصهيونيتين من خلال عبرنة المشهد المكاني . فحلت الأسماء العبرية الملحقةا بمعالم هذا المشهد - على الأقل للناطقين بالعبرية- محل العربية التي اعتبرت أجنبية من منظور صهيوني.وبالتالي, صمم تشكيل الخارطة القومية العبرية لإسرائيل , ليؤكد على الهوية اليهودية لدولة إسرائيل بمزج العديد من الجوانب الثقافية والإقليمية للسيادة اليهودية . و يستكشف الجزء الأكبر من هذه المادة إعداد و نمط هذه العملية في الخمسينيات للهيئة الحكومية للأسماء التي كانت مسؤولة عن عبرنة الخريطة القومية .و ينصب الاهتمام الاساسي هنا على الجوانب الأيديولوجية التي شرعنت و سهلت عمل اللجنة بآن معا . في حين أن الجزء الأخير من هذه المادة يقوم مدى نجاح المشروع و انعكاساته في سياق الصراع بين اليهود والعرب على الوطن المشترك و المتنازع عليه مقدمة عادو ما تشير ,مقولة "عبرنة إسرائيل" إلى إحياء اللغة العبرية, باعتبارها انجازا رئيسيا للقومية اليهودية الحديثة, اضطلعت به و-و عن طريقها-الصهيونية كمشروع تجديدي لبناء الأمة (1) . وعبرنة الخارطة ,عموما,كان الجانب الاقل شهرة "لعبرنة إسرائيل"،باعتباره مشروعا وطنيا هدفه " تهويد" (كذا) خريطة إسرائيل وإلصاق الأسماء العبرية لجميع المعالم الجغرافية في خارطة إسرائيل ". و في الخريطة الرسمية المعتمدة بمقياس 100000 : 1 المعدة من قبل سلطات الانتداب البريطاني في بداية الأربعينيات كانت اسماء الأماكن الرسمية لفلسطين الانتدابية في الغالب أسماء عربية أو اسماء تكرس تقاليد مسيحية .وعلى هذا ,اعتبرت هذه الاسماء أجنبية و غريبة من منظور القومية اليهودية والتزامها الاساسي باللغة االعبرية و بالجغرافيا التاريخية اليهودية للأرض.و كتدبير تجديدي لتصور و شرعنة الخريطة العبرية , فقد تم اعتبار إنتاج اسماء عبرية مميزة للمواقع الجغرافية على أنه طور مهم في التاريخ المكاني لإسرائيل الحديثة. و في العام 1949 ,ابتدأت عبرنة الخريطة القومية كنشاط مؤسساتي، من خلال عملية عبرنة صحراء النقب.كما عبرت صياغة الخارطة العبرية لإسرائيل باعتباره مشروعا قوميا عن تقارب اثنين من أبرز الاهتمامات الصهيونية بوصفها إيديولجية الإحياء القومي اليهودي, الأول هو أرض إسرائيل ( Eretz Israel),كوطن للأمة اليهودية المستعادة و التي قدمت من خلال إعادة استيطانها القاعدة الإقليمية للإحياء القومي اليهودي. الثاني هو تثمين الثقافة العبرية واللغة العبرية على وجه الخصوص كعملية جوهرية للإحياء الثقافي اليهودي. يتناول هذا المقال العبرنة المؤسساتية لخارطة إسرائيل كإجراء توجيه اللغة و مقياس بناء الأمة ضمن سياق الإطار العام "لعبرنة إسرائيل".قامت دراسات أخرى عن أسماء المواقع الجغرافية الإسرائيلية بالتركيز على خصائص إيديولوجية وتصنيفات موضوعاتية لاسماء المستوطنات اليهودية (2) .و ما تحاول -و تحاول- هذه المقالة قوله يتعلق باللغة العبرية كميزة جوهرية و مشتركة لاسماء الأماكن في إسرائيل.و تتناول بصورة خاصة إعادة اختلاق الخارطة القومية و المشهد المكاني الإسرائيلي كنص عبري رسمي. توضح هذه المقالة بالتفصيل عبرنة خارطة إسرائيل كإجراء من التوجه الثقافي يهدف إلى معاملة اللغة العبرية كلغة للمشهد المكاني الإسرائيلي. و تتحرى هذه المقالة على وجه التحديد المشروع وتطوره في مرحلة تكوينه في الحمسينيات , عندما كانت عملية العبرنة تتم بصورة مكثفة سواء من حيث تنسيق الأنشطة أو من حيث تأثير هذه الأنشطة على تشكيل الخريطة العبرية.تسعى هذه المقالة بالاستناد إلى المادة الأرشيفية بالدرجة الاولى ,إلى توضيح السياق التاريخي و الثقافي للمشروع, لتسليط الضوء على معالمه الديناميكية كمجموعة من المبادئ المنهجية والإجراءات الإدارية, وتقويم نجاحه بين المتكلمين بالعبرية فضلا عن آثاره في سياق الصراع اليهودي الإسرائيلي /العربي الفلسطيني القومية واللغة وسياسة أسماء الأماكن يشرح جوشوا فيشمان الأهمية المخصصة للغة في سياق القومية ودورها في تعزيز وحدة أوسع وأصالة أعظم(3) من خلال التأكيد على القومية باعتبارها "إيديويولجية وحدة وأصالة",. ويشكل عامل الاصالة على وجه الخصوص أداة قوية في توجيه البناء القومي كتدبير نهضة ثقافية، عندما يتم تفسير اللغة القومية بمصطلحات التراث التاريخي و الهوية الثقافية .و تخترق مسألة اللغة كل من المسالة الإثنية و المسألة الإقليمية ،و القوميات ما بعد الكولونيالية . و كثيرا ما يأخذ شكل تكوين لغة قومية نوعا من أشكال توجيه اللغة , الذي يعرفه فيشمان بأنه "السعي المنظم لحل مشاكل اللغة "(4). و يكون الهدف لاحقا من توجيه اللغة القومية هو في رعاية هذه اللغة كـأداة للوحدة و الاصالة .كما يركز تعزيز الاصالة أيضا على "تنقية" اللغة القومية من التأثيرات الخارجية ،التي ينظر لها "كشوائب" و بالتالي غير مرغوب فيها(5).إعادة تشكيل أسماء المواقع الجغرافية في سياق قوموي هو مثال هام على إجراء توجيه اللغة .ويسلط تعريف قاموس و بستر لكلمة toponymy بأنها " اسم مكان لموقع او لغة " الضوء على المدى الذي تلتحم فيه اسماء المكان باللغة و الجغرافيا . فلأسماء الأماكن مكانا بارزا في البناء الثقافي للمشهد المكاني .وهذه الاسماء لا يعثر عليها في القواميس , بل في الخرائط و الموسوعات,التي تدلل على أماكن محددة تعتبر جديرة بالذكر.وتشكل أسماء المواقع الجغرافية بوصفها تسميات خاصة نوعية فرعا من معرفة العالم. ومع ذلك ، وعلى النقيض من التسميات النباتية و الحيوانية و الفلكية وغيرها من مثل هذه التسميات " المتخصصة" ,تنتمي أسماء الأماكن أيضا إلى مجال الجغرافيا الشعبية وهي متأصلة في لغة قياسية .وينتج مفهوم اسماء الأماكن نصا ثقافيا مشتركا. على اعتبار أنه مجموعة شاملة من الأسماء و اسماء المواقع الجغرافية بوصفها نصا أصبحت واضحة في الخرائط, حيث يفهم من وراء التكوين المكاني للأسماء أن يقوم بإعادة إنتاج التوزيع الجغرافي للأماكن.و ترمي الخرائط إلى أن تكون موضوعية وممثلة بصورة نهائية للمشهد المكاني , و تكون سلطتها متصلة بإضفاء الطابع المادي على اسماء أماكن كجانب من المشهد المكاني و تقديم شرعنة لاسماء مواقع محددة .و حين ينظر إلى أسماء المواقع,كنص,حينئذ تكون تعبر عن نظام مزدوج للدلالة.فعلى المستوى الأول , و الذي هو مباشر و غير عكوس ,يدل كل اسم مكان على مكان موقع جغرافي. وعلى صعيد آخر,تدل اسماء المواقع على ايديولوجيا تجيز و تشرعن استخدامها كتسميات مناسبة. و باقتباس من أمبرتو إيكو, يمكن القول بأن أسماء الأماكن دلالة على أماكن وتشير ضمنا إلى إيديولوجية معينة حول استخدام هذه الأسماءوطبيعة هذه الأماكن.(6) قراءة أسماء الأماكن جزء لا يتجزأ من قراءة المشاهد المكانية و الخرائط كممارسة اجتماعية وإجراء سيميائي يحدث في سياقات ثقافية محددة.وقد لاحظ كل من جيمس ونانسي دنكان بأن قراءة المشاهد المكانية تتم بصورة غافلة ضمن إطار عام إيديولوجي / ثقافي خاص للتاويل تساعد في تطبيع العلاقات الاجتماعية المدرج فيها (7) نظرا لأن المشاهد المكانية هي "ملموسة ، مألوفة. . . و لا جدال فيها" وفي سياق مماثل, القراءة المغفلة لاسماء الأماكن تحدد الأفكار الأيديولوجية /الثقافية التي تنتمي إلى النص الفرعي لأي اسم مكان معطى. و تكون الإشارة إلى الاماكن ,و في سياق قومي, باسماء معينة ليس فقط إقرارا بان هذه الاماكن هي جزء مكونا من العالم المادي والواقع الاجتماعي ولكنه أيضا إثبات للافتراضات القومية والحجج. فأسماء الأماكن تنتمي أيضا إلى لغة القومية. لاسيما عندما تتنافس اسماء متشاركة الوجود ينظر لها كاسماء شرعية و نهائية , كما هو الحال في منطقة تكون فيها الهوية القومية أو الإثنية موضع نزاع,وجود واستخدام أسماء الأماكن (ورفض اسماء أخرى ) هو سمة من سمات الصراع. على سبيل المثال, تعيين اسم مكان مثل يارزوم Yarzum (في اللغة الإسبانية) أو اويارتزوم Oiartzun (في لغة الباسك) عبارة عن حالة سياسية لا لبس فيها في سياق النضال من أجل استقلال الباسك(8). قراءة أسماء الأماكن وفك رموز خصائصها الثقافية ورسائلها الأيديولوجية هما قضية واحدة. و القضية الأخرى هي أن كتابة وإعادة كتابة أسماء المواقع الجغرافية, يتجلى بوضوح في تسمية و إعادة تسمية أماكن و معالم المشهد المكاني. إن فعل التسمية ,و بعيد عن كونه مقياس تصنيفي, هو في كثير من الأحيان تعبيرا عن سلطة تنطوي على مفهوم الاستيلاء.التسمية ليست مجرد إيماءة ألسنية , بل هي في كثير من الأحيان تأكيد لعلاقات قوة محددة. إن تسمية الأماكن هي مظهر استكشاف(9) بالإضافة إلى نشاطات إعادة الاستيطان. ومن الأمثلة على ذلك تسمية مونتانا بعد بناء السكك الحديدية في العام 1908 :تنطلق السكة الحديدية في مونتانا مثل مسير يوليوس قيصر في إقليم الغال,تنطلق بحرية في الأرض التي تحتلها و التي تجري فيها .ومثلها مثل بلاد الغال,تمت تسمية هذا الجزء من مونتانا منذ فترة طويلة–من قبل الهنود,و جيش الولايات المتحدة و مربي الماشية [....].و لكن,السكة الحديدية تجاهلت الاسماء الموجودة, مفضلة زخرفة المشهد المكاني بكلمة جديدة مستحدثة مشرقة تخصها .لقد طافت على المدراء و كبار الموظقين للتعرف على الاسماء التي أعطوها لبناتهم . . . (10) وكما هو الحال غالبا, فإن فعل التسمية يصل إلى حد إعادة تسمية في كثير من الأحيان. وتشكيل وإعادة تشكيل أسماء المواقع الجغرافية مثالا للعلاقة بين العمليات السياسية والثقافية التي تؤثر بشكل مباشر على الإجراءات السيميائي. وهذا ، على سبيل المثال ، هو الحال في إعادة تسمية الشوارع بعد حدوث تغيرات راديكالية في النظام السياسي(11). كان يعد البناء المنهجي لاسماء الاماكن "القومي" في القرن التاسع عشروالقرن العشرين جانبا من جوانب بناء الأمة وتكوين الدولة. و تطلب عصر القومية الحديثة الاستخدام الحصري للغة القومية ، وإعادة تسمية المشهد المكاني مترافقا مع حالات تشكيل الدولة حيث كان موضوع " النهضة القومية" عنوانا بارزا لها. و قد كان هذا هو الحال في اليونان بعد 1830 ، حيث تمت "هلينة" الأسماء التركية ، والايطالية والسلافية ؛ و الامر ذاته كان في هنغاريا بعد العام 1867 , كما كان الامر نفسه ايضا بعد العام 1918 في الدول الجديدة التي تأسست في أوروبا الوسطى والشرقية. و بعد احتلال الرايخ الالماني لبولونيا في العام 1939 فقد تمد "جرمنة " الاسماء البولونية في المناطق التي تم ضمتها ألمانيا ,في حين ترافق طرد السكان الالمان بعد العام 1945 مع استبدال اسماء الاماكن التقليدية الألمانية باسماء روسية أو بولندية أو تشيكية في المناطق المطهرة عرقيا.وكمثال على ذلك ، وبغية اقتراح منظور مقارن,فما يلي هو مناقشة موجزة عن " التسمية البولندية" للمناطق الالمانية شرقي أودر – نيسي بعد الحرب العالمية الثانية. اختيار اسماء بولندية بديلا للاسماء الألمانية السابقة بالتنسيق من خلال وكالة خاصة دعيت ياسم " لجنة تحديد أسماء الأماكن و الموضوعات الطبوغرافية"التي تأسست في العام 1946(12) و مسألة اللغة الموجه و إضفاء الاسماء البولندية على الخارطة كانا وفقا لمبادئ توجيهية واضحة المعالم. وكان الخيار المفضل هو منح أسماء الاماكن البولندية الصفة الرسمية أو إحياء أسماء بولندية كانت موجودة في العصور الوسطى.و عندما لا توجد مثل هذه البدائل المتاحة,فقد كان هناك أربع خيارات :الأول : اتخاذ الاسم الألماني بتهجئة بولندية . الثاني : ترجمة الاسم الألماني إلى اللغة البولندية,الثالث: وضع اسم بولندي على غرار الاسم الألماني . و الخيار الرابع إنشاء اسم بولندي جديد تماما . إحياء العبرية : السياق العام هيمن الارتباط بأرض إسرائيل Eretz Israel التي تم الحفاظ عليها في الكتب المقدسة والشعائرو الطقوس الدينية على المخيلة اليهودية وقدم لليهود في الشتات وطنا رمزيا لم يكن متطابقا مع الأنماط الفعلية لاماكن الاستقرار اليهودي. وكان الفصل بين الموئل اليهودي الفعلي وأرض إسرائيل مصدرا للميسيانية الاساسية والذي كان قد تشكل,قبل عصر الصهيونية السياسية بعبارت دينية و أفكار ميسيانية . لقد كان الجانب التجديدي للصهيونية الحديثة ذو مغزى عالي المكانة بوصفه إيديولوجية للإحياء القومي للوطن القديم. .و قد ظهرت إحياء اللغة العبرية كعلامة بارزة في هذه العملية.و قد ذكر في العام 1931 أن " إعادة تكريس اللغة العبرية كلغة حية ومحكية كحقيقة لا جدال فيها ,كان أمرا استثنائيا و غير عادي كمايبدو "(13)وقد مثلت اللغة العبرية ,كلغة العهد القديم, اختيار تاريخي ثقافي أصيل يقدم ايضا أكبر قدر من الوحدة ,آخذين بعين الاعتبار التنوع اللغوي الذي ميزالحياة اليهودية في الشتات.و سعى مشروع إحياء اللغة العبرية من خلال تركيزه على اللغة من أجل خلق هوية عبرية. وكان هذا أيضا واضحا ايضا بأن مصطلح " عبري" لم يكن يدل فقط على اللغة بحد ذاتها و لكن ايضا على متكلميها ,الأمر الذي عزز تمايز المجتمع الصهيوني في فلسطين الانتدابية كمجتمع متمايز واضح المعالم:فكل شيء تم إنشاؤه , أو تم القيام به من خلال التفكير في و بالعبرية قد اصبح عبريا , المستوطنات "العبرية" و الاقتصاد" العبري" و المواصلات "العبرية" و الأدب"العبري" و التعليم" العبري" (14). وظهرت الأهمية الممنوحة للعبرية كلغة و ثقافة إحياء قومي بصورة واضحة من خلال التشديد على نقاء العبرية و على إجراءات العبرنة. وشملت العبرنة إدخال التسميات العبرية في مختلف مجالات المعارف العلمية مثل علم النبات أو الحيوان.كما كان لعبرنة اسماء و ألقاب المهاجرين اليهود مظهرا سياسيا خاصا و عواقب شخصية ذات أهمية قصوى .ومثل هذا التدبير كان يعود لبناء هوية عبرية جديدة (15)وقد استخدم بنو غوريون ,الأب المؤسس للدولة الحديثة منذ سنوات الاستقلال الأولى , سلطته للترويج للأسماء العبرية ,و بصفته وزير الدفاع, فقد قرربأن عبرنة الاسماء و الكنى للموظفين الإسرائيليين هوأمر إجباري لأولئك الذين يخدمون في مناصب تمثيلية كالضباط من ذوي الرتب العليا و الدبلوماسيين. إنشاء الخريطة العبرية : فترة ما قبل الدولة و قد عبرت اسماء المستوطنات اليهودية التي وجدت في إطار الانشطة الاستيطانية الصهيونية عن حالات رمزية لصدى مادي من خلال تجسدها خطاب تجديد قومي ومتجدد,.واسماء المستوطنات اليهودية التي تأسست حديثا كانت إما استعادة لاسماء اماكن كتابية و تلمودية أو بمثابة و سيلة للاحتفاء برموز و زعماء صهيونيين و قادة سياسيين و ذلك من خلال لجنة خاصة أنشئت في تموز 1925 كان مهمتها التنظيم المركزي لهذه التسميات.وفي كلتا الحالتين,ادرجت الاسماء الجديدة في عملية الإحياء القومي و التجديد إلى الخارطة و دمج التاريخ اليهودي و الذاكرة الصهوينية مع جغرافية الإحياء الصهيوني . و قد حددت اللجنة ,خلال 26 سنة من عملها,415 اسما لمستوطنات تاسست حديثا , منها 215 اسما يعود الى عصر ما قبل الدولة. من بينهم 108 "أسماء تاريخية" ، بمعنى أسماء قديمة تم استعادتها , و 120 اسما "ذو صفة احتفائية تذكارية" و 187 " اسما ذو طابع رمزي "(16) . و حيث أن اللجنة لم تعد موجودة منذ آذار 1951 ,فإن هذه العدد من الأسماء يتضمن ايضا اسماء اعطيت لمستوطنات أنشئت بعد قيام دولة إسرائيل.بينما أعلنت العبرية كلغة رسمية من فلسطين الانتدابية في العام 1922 ، إلى جانب العربية والإنجليزية(17) فإن وضعية اسماء الاماكن العبرية في ثبت المنشورات الرسمية لحكومة الانتداب كانت على درجة من الحساسية من الناحية السياسية.و قد ركزت الحساسية الصهيونية على استخدام اسماء الاماكن العبرية (كلما سنحت الفرصة بوجود نسخة عبرية) جنبا إلى جنب مع اللغة العربية و / أو الإنجليزية في التسميات الرسمية للمنشورات الحكومية(18) .و طالبت الصهيونية بشكل جوهري بالاعتراف باسماء الاماكن العبرية من خلال ضمها إلى الثبت الرسمي في سعيها للحصول على اعتراف رسمي بالروابط التاريخية والثقافية لليهود بالوطن القديم . و من الجدير ملاحظة أن الطلب الصهيوني,لم يكن في اقتصار ان تكون أسماء الأماكن عبرية-يهودية, بل بأن تكون وضعية هذه الاسماء على قدم المساواة مع التسميات العربية والانجليزية. مثلت الخرائط بمقياس 1:100000 التي تم إعدادها في الاربعينيات من قبل مسح سلطات الانتداب البريطاني لفلسطين خارطة رسمية للأرض المقدسة باعتبارها وحدة إدارية (وإن لم تتضمن هذه الخرائط النقب جنوب بئر السبع ).و اللغة الجغرافية لفلسطين الانتدابية ,كما تظهر هذه الخرائط ,عبرت عن هيمنة العربية بصورة ساحقة من خلال 3700 اسم عربي تم تعيينها للتضاريس المحلية .وما يزيد قليلا على 200 أسما عبريا تم تعيينهم للمستوطنات اليهودية , في حين أن بعض اسماء الأماكن الكتابية تم إعادة صياغتها في شكلها الإنجليزي ,مثل أورشليم و حبرون , فإنه لم يرد ذكر المقابل العربي لها ( القدس و الخليل),أو المقابل العبري ( يروشالايم و عفرون )(19). كانت الأسماء العربية تعبر بوضوح ,من وجهة نظر السكان العرب المحليين,عن سمة من سمات الحياة.و على كل حال و من أجل أغراض البحث الحالي فسيتم دراسة وجهة النظر اليهودية .بالنسبة للغالبية من المهاجرين اليهود,وبغض النظر عن التزامهم في الأثر الصهيوني للنهضة القومية,فقد كانت اسماء الأماكن العربية سمة من سمات المشهد المكاني المحلي و هي بالتالي سمة مساعدة في البناء الذهني (للوطن) العبري .وعلاوة على ذلك, فإن استخدام المصادر العربية تؤكد في أغلب الأحيان على معرفة وثيقة و على علاقة مع المشهد المكاني المحلي . و حيث أن اسماء الأماكن هذ دوال ثقافية لشرط كونها أصيلة للأرض,فمثل هذه الاسماء تنضح بالاصالة . وعلى النقيض من هذه المفاهيم السائدة ، برز موقف وطني خالص مفعما بمشاعر الأسى بسبب الهيمنة العربية على لغة المشهد المكاني .و من منظور الالتزام بالعبرية كواجب وطني,فقد اعتبرت أسماء الأماكن العربية أجنبية ,كما أن انتشار هذه الأسماء واستخدامها يشكل إدراكا غير متناغم :وبسبب هذا (عدم وجود أسماء الأماكن العبرية) فالارض هي أيضا أرض غريبة على أبنائها الذين ولدوا وترعرعوا هناك. فهم يمشون في طول البلاد و عرضها , ويسافرون على طرقاتها , يتسلقون قمم الجبال الجميلة ويهبطون الى الوديان الخضراء, و ينسابون منحدرين نحو الوديان الوعرة و يعبرون الانهار,دون ان يعرفوا أسماء هذه المعالم الجغرافية,التي لايمكن للشخص بدونها أن يقيم رابطة روحية مع ما تراه عيناه (20). وقد استند الموقف الدقيق بناء على قناعة أنه على الرغم من أن 174 مادة اسمية فقط ذكرت في العهد القديم بصورة خاصة و المصادر اليهودية التاريخية اللاحقة ,فقد كان هناك ثمة موجود أسماء مواقع عبرية شاملة. اصطبغ تحقيق أسماء الأماكن في الأراضي المقدسة ,في القرن التاسع عشر, بوجود شكل علمي حديث ,لاسيما المطابقة التاريخية و على وجه الخصوص المطابقة الكتابية ,و اصبح موضوعا للدراسات التاريخية واللغوية ، فضلا عن المسوحات الجغرافية والأثرية.ومنذ بدايات النصف الثاني من القرن 19,أنتجت الدراسات التي أجريت في إطار استكشاف فلسطين من قبل الجمعيات و المؤسسات الأوروبية المختلفة خرائط ذات وثوقية ووسعت المعرفة في الجغرافيا التاريخية للبلاد بشكل عام وأسماء المواقع الجغرافية التاريخية على وجه الخصوص. وفي هذا السياق, كان تحديد أسماء الأماكن التوراتية مع المعالم المعاصرة للمشهد المكاني مسالة ذات اهمية قصوى و مع نهاية القرن التاسع عشر كانت قد تشكلت النظرية التقليدية عن الديناميات التاريخية لأسماء الأماكن المحلية في فلسطين (21).و قد خلصت هذه النظرية إلى نتيجة مفادها أنه على الرغم من التغيرات في أنظمة الحكم و دروات الاستطيان ,فإن الكثير من اسماء الاماكن العربية المعاصرة حفظت ولو في صورة معدلة ,على اصل الاسماء السامي ,و بعض منها يعود للأزمنة الكتابية (22) . وبالتعبير عن ذلك من خلال التحولات في النطق ,فإن هذه النظرية لم تفسر فقط بأن العديد من أسماء الأماكن القديمة يعود لاصل عبري , تم تعريبه خلال و بعد الفتح العربي لفلسطين في القرن السابع , بل شرحت أيضا الآلية اللغوية التي حكمت هذه الإجراءات. و من الناحية العلمية , فإن فكرة استمرارية التسمية المكانية كانت أداة فعالة لإعادة بناء خارطة سامية-عبرية لفلسطين القديمة . و أيدت هذه النظرية ,من منظور صهيوني,التسمية العبرية للمواقع كمكون من الجغرافيا التاريخية لفلسطين. كما قدمت أيضا الشرعية للآلية ( الألسنية) و لاستخدام هذه الآلية لاستعادة الاسماء العبرية السابقة . كان الموقف الصهيوني الصارم إزاء لغة المشهد المكاني متعلقا و سائدا بذات الوقت بين مجموعة من الناس رغم كونها صغيرة إلا أنها ومع ذلك ملتزمة و مكرسة لاستكشاف الجغرافيا التاريخية لفلسطين اليهودية.وحتى قبل تأسيس لدولة إسرائيل, اقترحت بعض الأسماء العبرية لمعالم أخرى من المشهد المكاني خلافا للمستوطنات الصهيونية الجديدة, و مع ذلك حث تكريس السيادة الإسرائيلية على إمكانية توسع إحياء اللغة العبرية نحو الفضاء المكاني. و قد تم تصور إنشاء خارطة عبرية شاملة في رسالة أرسلت في كانون أول 1948 إلى وزير الداخلية :يتوجب الاستعاضة عن الأسماء التقليدية بأخرى جديدة... و حيث أننا منذ ذلك الحين و في استشراف لتجديد ايامنا كحياة حيوية و قديمة لشعب سليم يضرب يجذوره في تراب بلدنا , يتوجب علينا أن نبتدأ في عبرنة جوهرية لخريطة بلدنا ظهور و نشأة هيئة الاسماء الحكومية (23) منحت المقاربة الدقيقة للغة الخارطة القومية تفويضا رسميا عندما قام بن غوريون في تموز 1949 ,باقتراح تسمية هيئة مهمتها " تحديد اسماء عبرية للاماكن كافة, الجبال والوديان والينابيع, والطرق وما شابه ذلك في منطقة النقب" (24) .و كانت مهمة هذه الهيئة محددة جغرافيا في منطقة النقب فقط ,أي النصف الجنوبي من اسرائيل. وفي أيلول 1949 ,طرح اقتراح توسيع عمل لجنة النقب إلى بقية البلد من بين مهماتها تحديد اسماء المستوطنات.(25) بناء على اقتراح من رئيسها في تشرين ثاني 1950,استدعيت اللجنة و منحت مهمة عبرنة الخريطة القومية بأكملها ,وهو ما يعني عمليا تمديد عملها السابق في شمال البلاد ذو الكثافة السكانية العالية نسبيا , نصف إسرائيل .و قررت الحكومة في جلستها المنعقدة في 8 آذار 1951 , إنشاء هيئة الأسماء الحكومية, التي دمجت مع اللجنة المسؤولة عن تسمية مستوطنات جديدة.و مما له مغزى , لم تكن الهيئة مسؤولة عن اسماء المواقع الجغرافية القومية بأكملها ,و الاستثناء البارز كان اسماء الشوارع التي كانت من صلاحية السلطات المحلية المنتخبة وكان واضحا أهمية الجانب الجغرافي لمشروع العبرنة من خلال اندماج هيئة الاسماء الحكومية مع أكاديمية اللغة العبرية,وو كما يوحي المنطق الإداري الصرف ,لم يكن الأمر قط مجرد أجندة بيروقراطية.فأكاديمية اللغة العبرية تأسست في العام 1952 ,وكان من بين مهامها تحديد البدائل العبرية للكلمات الأحنبية , بما في ذلك الاسماء الخاصة بعلم الحيوان و العلم النبات . كان الفصل الإداري و العملياتي لكلتا الوكالتين المسؤولتين عن العبرنة , رغم أنه كان مرتكزا على الظروف التاريخية ( تم تعيين هيئة الاسماء الحكومية في العام 1950) , بمزيد من تميز الجانب الجغرافي لمشروع العبرنة كتدبير خاص لبناء الأمة . كانت قرارات الهيئة تقدم بصورة رسمية من خلال نشرها من قبل الحكومة. ونشرت النتائج الأولى لعمل الهيئة في كتاب الحكومة السنوي في العام 1951. السلطة الرسمية لهيئة الأسماء الحكومية كانت ارتكزت في قرار الحكومة و انتسابها إلى مكتب رئيس الحكومة .و لجهة التحديد التاريخي فالصلة مع مكتب رئيس الحكومة لم تكن فقط واضحا من خلال الاهتمام الشخصي لبن غوريون في عبرنة الخارطة القومية, بل أيضا من خلال تقديم أنشطتها وقراراتها الرسمية. كما كان هناك مصدرا آخرا إضافيا لسلطة الهيئة تجسد في شهرة أعضائها ,فقد ضمت قائمة الأعضاء المرشحين خبراء بارزين في مجالات الجغرافيا ورسم الخرائط والتاريخ وعلم الآثار,و اللغة العبرية و الثقافة اليهودية. نشرت قائمة أعضاء هيئة الاسماء الحكومية في الاعلان الرسمي لسكرتير الحكومة في الثاني من ايار 1951 (26) وشملت أ. بيران (عالم آثار), م. آفي-يونا (الجغرافيا التاريخية),أ. برافر (رسم الخرائط),ز. فيلناي (جغرافيا وتاريخ أرض إسرائيل),ش . يفين (الجغرافيا),ي.كلوسنر (التاريخ اليهودي والأدب العبري),ب. ميسلر (عالم الآثار,و لاحقا رئيس الجامعة العبرية ),ي. فايتس ( مسؤول بارز في لصندوق القومي اليهودي) و ي. بن تسفي ( زعيم صهيوني والرئيس الثاني لإسرائيل ). الخبراء في ميادين متخصصة,مثل الهيدرولوجيا و الاورولوجيا كان يتم استشارتهم عند الضرورة. وكان من بين الأعضاء شخصيات مرموقة على الصعيد القومي الأكاديمي من الجامعة العبرية في القدس , في الخمسينيات و التي كانت الجامعة الوحيدة في إسرائيل [ آنذاك] . استثمرت مشاركتهم في عمل الهيئة مع الشهرة الأكاديمية وأظهرت أيضا التزاما أكاديميا في المسعى القومي . المرحلة الأولى : النقب ، 1949-1950 استغرقت عملية عبرنة النقب ثمانية اشهر للانتهاء منها ,وتكمن أهية هذه الخطوة في اعتبار أن الشروع في عبرنة المشهد المكاني الإسرائيلي كمشروع تم الترويج له رسميا ,و قدم لاحقا المخطط التفصيلي لتوسيع المشروع في ما بعد ليشمل كامل الأراضي في البلاد. و كونه ملتزم شخصيا "بعبرنة إسرائيل" بوصفه جانبا من جوانب التجديد الصهيوني ,أصبح اهتمام بن غوريون في البعد الجغرافي لهذه المشروع واضحا فقط بعد قيام دولة إسرائيل, وذلك في إطار رؤيته لصحراء النقب باعتبارها عملا صهيونيا رائدا.و قد استنتج بن غوريون بعد اول زيارة له كرئيس للوزراء للنقب في حزيران 1949 ,بأن الأسماء العبرية لمعالم المشهد المكاني هي ملمح أساسي . وأشار في مذكراته قائلا : "من الضروري اعطاء اسم عبري لهذه الأماكن, اسم عبري قديم , إن وجد ,و إن لم يوجد –فيجب إعطاءه اسم جديد " (27). و كما استذكر سكرتيره العسكري لاحقا , صمم بن غوريون "على توقف التقليد القاضي بدعوة المعالم الجغرافية باسماء عربية" (28).كانت "عبرنة النقب" ,بالنسبة لبن غوريون شرطا ضروريا كخطوة أولى في اندماجها في نطاق السيادة الإسرائيلية .كما ينبغي أن تقهم عملية عبرنة النقب أيضا في سياق المحاولات السياسية التي قامت بها بريطانيا في 1948-1949 لفصل النقب من حيز السيادة الإسرائيلية.و في هذا السياق كان المشروع يعني ايضا تأكيد الحضور والسيطرة الإسرائيلية على المنطقة .و انصبت جهود أولئك الذين انخرطوا بنشاط في تشكيل اسماء المواقع العبرية,مباشرة على تحويل النقب إلى تضاريس صديقة: كان النقب , الذي يشكل نصف بلادنا, مهددا من غربة اسماء اماكنه ,عربية في معظمها , وكانت هذه أيضا مشوهة ومربكة,وبعضها لا معنى له, و البعض منها ذو دلالات سلبية بل مهينة أو مستنكرة .هذه الاسماء تنضح بروح أجنبية. و مع فتح إيلات و رفع العلم الإسرائيلي عليها ,أصبح هناك حاجة ماسة لتغيير وضعها جذريا , و تحديد الاسماء العبرية , وإلغاء الأصوات الأجنبية وإثراء خريطة النقب باسماء أصيلة , قريبة من قلب العبري المدافع عنها و المستوطن في النقب (29). و قد خلصت الهيئة في عملها ,بعد ثمانية أشهر من إنشائها, إلى تحديد نحو 560 اسم مكان عبري في منطقة تقارب نصف مساحة الأراضي ذات السيادة الإسرائيلية,وتمتد من إيلات في الجنوب و خط غزة -عين جدي في الشمال.و في آب 1950 طبعت خريطة عبرية بمقياس 250000 : 1 .و نشرت قائمة اسماء في كتاب الحكومة السنوي عام 1951 , الأمر الذي جعلها متاحة للجمهور و أكد وضعها الرسمي على حد سواء . علق رئيس الهيئة مستذكرا بأن قائمة الاسماء قدمت" باكورة جهد الهيئة : خريطة عبرية للنقب , نقية من الاسماء الأجنبية, حيث في كل مكان فيها كانت تمتلك اسما عبريا "(30).تم تقسيم عمل اللجنة بين لجنتين فرعيتين و هيئة تنسيق (عرفت باللجنة المركزية). اللجنة الفرعية الجغرافية جمعت أسماء الأماكن وفقا لخرائط بريطانية في مقياس بمقياس 250000 : 1 ( المسح البريطاني لفلسطين لم ينتج خرائط بمقياس 100000 : 1 للمناطق التي تقع جنوب بئر السبع ) كما قامت بترجمة الاسماء العربية. أما اللجنة الفرعية التاريخية فقد اعدت المادة المتعلقة بتعريف و تحديد هذه الاسماء و ذكرها في المصادر التاريخية المختلفة, مثل العهد القديم و التلمود و النقوش المصرية والآشورية والمصادر الادبية اليونانية و الرومانية. وقررت اللجنة أيضا طريقة اختيار الأسماء من خلال تحديد مجموعة من خمس أولويات (31) المطابقات التاريخية, باستخدام الاسماء الكتابية ( العهد القديم) ( ليس بالضرورة اسماء اماكن ) ؛ ترجمة الأسماء العربية ، وإعطاء شكل عبري للاسماء العربية وفقا للتشابه الصوتي ؛ واسماء رمزية جديدة .و رغم أنه تم اعتبار استعادة و تجديد الاسماء العبرية التاريخية , الخيار الأفضل ,إلا أنه كان من الصعب تحقيقها للافتقار إلى وجود تقاليد تاريخية موثوقة . و قد قدم العهد القديم 40 تحديدا , بينما قدمت المصادر التاريخية غير اليهودية بعض الاقتراحات , التي كانت وفقا للهيئة " تخفي بلا ريب اسماء عبرية ". تم إحياء 70 اسما عبريا في المجمل من قبل الهيئة بتعيين أسماء مناطق أثرية ( خرب) و ينابيع و آبار و أنهار و مستوطنات .بالإضافة إلى أسماء اماكن عبرية التي لا يمكن ان تكون اسماء جغرافية ,فقد تم استخدامها عادة للدلالة على الأنهار الكبيرة الجافة في النقب. وثمة خيار آخر لتسمية المعالم الجغرافية باستخدام اسماء رموز كتابية ( كاسماء الآباء البطاركة و الملوك ) أو أبطال من التاريخ اليهودي. وهكذا ، على سبيل المثال, فالمعالم الطوبوغرافية لمحيط مسعدة سميت باسماء الابطال اليهود الذين ناضلوا ضد حكم الإمبراطورية الرومانية. أما بالنسبة للأسماء العربية,فقد كانت تترجم عندما تعكس شروطا طبوغرافية محلية , مثل اسماء النبتات و الحيوانات أو الظواهر الطبيعية و في رسالة بعثها إلى أعضاء اللجنة,مشيدا بأعمالها :باسم حكومة إسرائيل, يسرني أن أنقل شكر و عرفان و تقدير الحكومة لهذا المشروع الثقافي والتاريخي الذي تضطلعون به, لتحديد أسماء جميع مناطق النقب ، جبالها ، والتلال والوديان والأنهار والممرات والينابيع ، و الممرات التلال والآبار والحفر. لقد ابعدتم عار التغريب و اللغة الأجنبية عن نصف الأراضي الإسرائيل و استكملتم المهمة التي بدأها جيش الدفاع الإسرائيلي :لتحرير النقب من الحكم الأجنبي. وآمل أن تواصلوا عملكم حتى تسترجعوا المنطقة بأكملها لارض اسرائيل من حكم لغة اجنبية.(32) المرحلة الثانية : نحو خريطة بمقياس 100000: 1 للخريطة القومية , 1950-1960 بين كانون أول 1950 وآذار 1951, وسعت هيئة النقب عملها شمالا . في هذه المرحلة,تم اقتراح 170 اسما جديدا , 25 منها ارجعت لاسماء تاريخية(33) .و مع إنشاء هيئة الاسماء الحكومية ,اصبح عبرنة المشهد الإسرائيلي مشروعا قوميا . اعتمدت الهيئة من الناحية الإدارية مبادئ توجيهية وضعت من قبل هيئة النقب. وفقا لمسودة مشروع تألفت مهمتها بـ"منح الأسماء العبرية إلى جميع الأماكن التي تحمل اسماء عربية و ايضا تحديد اسماء لاماكن ليس لها اسم في الخريطة ". و بالنسبة للاسماء العربية , ووفقا للمنهج المتبع ,كان يتوجب و بصورة كلية إلغاء و شطب كل اسماء الاماكن التي تحمل اسماء شخصية او اسماء مستعارة. و الاسماء التي تدور حول "ظواهر طبيعية , معالم مكانية , خصائص مكانية " ينبغي ان يتم ترجمتها , في حين الأسماء المماثلة للناحية الصوتية العبرية ساعدت كاساس لاختيار اسماء عبرية مناسبة (34).اسماء القرى و البلدات و الواقعة ضمن السيادة الإقليمية الإسرائيلية و التي كانت ماهولة من قبل العرب لم تعبرن , في حين أن اسماؤها العبرية التاريخية , إذا وجدت مثل هذه الاسماء ,اقترحت كخيار.و في حين كان التصور عن عبرنة النقب كمشروع محدود جغرافيا و زمنيا , فإن التصور المتعلق بعبرنة الخارطة القومية كان واجبا غير محدد و ذو نهاية مفتوحة .تم تتقسيم عمل الهيئة من الناحية الرسمية إلى مرحلتين. المرحلة الأولى و قد انجزت عملها في العام 1955 ,أنتجت خريطة بمقياس 250000 : 1 لإسرائيل,و التي ألحقت أسماء عبرية على الأنهار والجبال والتلال الهامة .و السنوات الثلاث التالية كانت مكرسة لإعداد خريطة عبرية بمقياس 1 : 100000 .ووفقا لتقرير من العام 1958, هيئة الاسماء الحكومية حددت 3000 اسم موقع طبوغرافي 3000.(35) في هذه المرحلة, شمل الثبت العبري للخارطة 780 أسما لأنهار و روافدها.و حيث أن الكتاب اشار إلى 16 نهرا فقط غربي الأردن, فإن جزء صغيرا من الاسماء كانت أسماء مستعادة . ومع ذلك أعطي 220 نهرا اسما كتابيا , الامر الذي منح صدى كتابيا كبيرا للخارطة المائية لإسرائيل الحديثة .و من بين الاسماء الممنوحة لـ250 ينبوعا , كان هناك فقط 60 اسما بتسميات كتابية أو ما بعد كتابية.و شملت القائمة 720 تلا و خرائب , كان 170 منها معرفا بلا شك تاريخيا.و تالفت الخريطة العبرية الجبلية من 560 اسما لجبال و هضاب. و في تقرير يعود إلى أوائل الستينيات يقول بأن الهيئة ألحقت نحوا من 5000 اسم عبري لاماكن (36). و من المظاهر الهامة لعمل هيئة الأسماء الحكومية كان منهجة الجغرافيا الإسرائيلية وفقا للقواعد العلمية الحديث,كما كان حال سابقتها ,اي هيئة النقب.واكتسى هذا الأمر أهمية خاصة في حالة الأنهار, حيث الأقسام المختلفة لها تحمل اسماء عربية مختلفة .ومن ناحية أخرى , اعتنت الهيئة بإنتاج التوافق بين الاعتبارات الجغرافية وترتيبات المواقع الجغرافية ,و بالتالي استثمار الخارطة القومية بنظام و اتساق جغرافيين . كانت الهيئة,بوصفها وكالة ذات سيادة,هي السلطة الوحيدة المخولة بإجراء التسمية .إلا أنها كانت في بعض الحالات تجري تشاورا مع الجمعيات الجغرافية الجهوية ( الإقليمية ) .والتعاون مع الجمعيات المحلية , وهذا لم يكن سوى استثناء في كل حال, وممكنا فقط في مناطق الاستيطان اليهودي الأقدم.(37) . تجاهلت الهيئة تماما الأسماء العامية التي كانت مستخدمة من قبل السكان المحليين. مما يعني ,على المستوى القومي ,فقدان الخبرات المتراكمة والذكريات التي ارتبطت مع و تاكدت من اسماء الاماكن العامية تقيدت الهيئة بنقاء العبرية . فعندما توضع معالم المشهد المكاني في الاعتبار يكون موضوع نقاء العبرية مسألة غاية في البساطة.كان الوضع أكثر تعقيدا مع أسماء المستوطنات التي قصد منها احتفاليات و تخليد ذكرى معينة. و لم تسمح الهيئة باستخدام اسماء اجنبية كاسماء احتفالية لتسمية المواقع , حتى لو كان ذلك يقضي بحجب المرجع التاريخي في كثير من الأحيان : لم نقم حتى الآن بتحديد اسماء اجنبية للمستوطنات الإسرائيلية, حتى عندما يكون الأشخاص ( المحتفى بهم ) لهم أهمية في اعيننا..... ولا مكان للاستثناء وليس هناك ما يستوجب تسويغ وجود اسم أحنبي على خارطة إسرائيل(38) .و بإدراكها بصعوبة تغيير العادات القديمة,كانت الهيئة ايضا معنية بنشر الاسماء التي اقرت رسميا و غرسها في الاذهان (39). و أصدربن غوريون تعليماته للجيش الإسرائيلي لترويج و استخدام الاسماء العبرية الجديدة. و تابعت القيادة العليا للجيش ذلك و أرسلت قائمة جديدة للاسماء المعرفة وزعت بين وحدات الجيش .و كما أقرت الهيئةبذلك ,فقدكانت علامات الطرق وسائل فعالة لإشهار الأسماء الجديدة, لا سيما اسماء المستوطنات الجديدة.و في العام 1951 ناشدت الهيئة وزارة التربية والتعليم إلى" التأثير على المدارس و المعلمين والتلاميذ, ليأخذوا على عاتقهم مهمة اقتلاع الأسماء الأجنبية و زرع الاسماء العبرية بدلا منها "(40). وبصرف النظر عن نشر القوائم المرتبة في الجريدة الرسمية ,فقد تم إرسال قوائم جهوية للاسماء للمكاتب العسكرية , السلطات الجهوية والحكومية,بما في ذلك مصلحة البريد ’ دائرة المسح الإسرائيلية و الاشغال العامة , والمؤسسات التعليمية والشركات المختلفة المسؤولة عن مشاريع التنمية.وكانت إذاعة اسرائيل,و هي فرع من الحكومة[آنذاك], تدعو إلى الانخراط في نشر الأسماء الجديدة. (41) أدركت اللجنة أن الخريطة ليست هدفا فقط ولكنهه أيضا وسيلة جبارة لا غنى عنها في جهودها الرامية إلى نشر وترسيخ الأسماء:"طالما لم تظهر أسماء في الخرائط,،فإنهم لن يتمكنوا من الحصول على الحياة ".(42) : على الرغم من التعاون مع مسح إسرائيل. فإن طباعة الخريطة العبرية وإتاحتها للجمهور العام جرت بوتيرة أبطأ من تحديد أسماء المواقع الجغرافية العبرية. . وكانت الامور مختلفة مع الخرائط العسكرية, والتي حظيت بسرية و لم تكن في متناول الجمهور العام. و قد اعدت اول خريطة عسكرية إسرائيلية في كانون اول 1948 للنقب و لكنها كانت ما تزال تصور الاسماء العربية للاماكن. و نسخة 1952 من هذه الخريطة نفسها اصبحت عبرية بالفعل. أول خريطة شاملة(100000 : 1 ) لإسرائيل التي تم طباعتها من قبل مسح اسرائيل في 1958 كانت هجينة من منظور أسماء المواقع الجغرافية. و في حين كانت الأوراق تصور بالفعل النقب المعبرن , فإن تلك الاوراق التي تصور النصف الشمالي من إسرائيل قد طبعت فوق خرائط إنجليزية معدة من قبل المسح البريطاني لفلسطين في الاربعينيات.و هذا يعني ان تلك الخرائط استنسخت الاسماء العربية .و تحديث هذه الخرائط من خلال عبرنتها احتوي على اسماء يهودية جديدة للمستوطنات التي تاسست بعد العام 1948 كما تم إضافة ملاحظات ( بين قوسين) عن القرى العربية المهجورة "كخرائب" .أو ما اصطلح على معرفته باسم "سلسلة جديدة" وتم طباعة الخارطة العبرية الشاملة لإسرائيل بمقياس 100000 : 1 .و كما كان مقررا في الاصل , كان الهدف من المرحلة الثالثة من عمل اللجنة هو إنشاء خارطة بمقياس 20000 : 1 (43)ولكن , تغير نمط عمل الهيئة تدريجيا . وعلى النقيض من تاريخها السابق ,عندما بدأت الهيئة بإجراء و محاولة إنشاء خارطة عبرية بصورة منهجية ,ففي تاريخها المبكر تم تحديد أسماء جديدة كاستجابة لاحتياجات و متطلبات محددة . وتسمية معالم المكانية التي لم تسمى بعد كان أحد جوانب عملها .و بمقاربتها للأفراد و المؤسسات , حددت الهيئة أسماء عبرية للينابيع و التلال و الطرق و التقاطعات ( مفترقات الطرق) .و أسلوب العمل هذا يعني التوسع المستمر للأسماء العبرية للمواقع الجغرافية,بصرف النظر عن الحجم و الترتيب الجغرافيين . وثمة جانب آخر مهم من العمل اللاحق للهيئة , يتمثل في تحديد أسماء المستوطنات اليهودية الجديدة ,حيث أنشا العديد منها في الأراضي التي احتلتها إسرائيل بعد حرب العام 1967 (44) . التفويض الأصلي للهيئة كان مقتصرا على الأراضي الإسرائيلية فقط , ووفقا لذلك لم يتبع ذلك عبرنة جغرافية شاملة و متسقة للأراضي التي تحت السيطرة الإسرائيلية.و قد طبقت العبرنة لإنتاج إتساق طبوغرافي للاسماء على كلا جانبي الخط الأخضر الفاصل بين إسرائيل و الضفة الغربية. وطبقت في مناطق ذات كثاقة سكانية يهودية حيث لا يوجد نظام منهجي لأسماء المواقع . و بعد قرار ضم الجولان إلى إسرائيل في العام 981 , التي وصلت إلى مستوى الإلحاق بحكم الأمر الواقع , فقد تم عبرنة أسماء المواقع للمنطقة بأكملها . التقييمات والاستنتاجات إحياء العبرية : وجهة النظر الاسرائيلية تم تصوير مشروع عبرنة الخارطة القومية لإسرائيل و التي ابتدأ في العام 1949 و تم الترويج له من قبل الدولة , على أنه مشروع وطني .و كان لاستعادة الجغرافيا العبرية للماضي اليهودي في الأرض و أسماء المواقع الاحتفالية لتاريخ الصهيونية مكانا بارزا في تشكيل الخريطة العبرية القومية . ومع ذلك, فالأولية الموضوعية للمشروع كانت بدمج لغة المشهد المكاني في فضاء إحياء العبرية و في حراسة نقاءها: كانت الهيئة متأكدة تماما من عدالة ممارستها في تحديد اسماء عبرية فقط و عدم إتاحة المكان للغة أجنبية لأن تكون موجودة في اسماء المستوطنات الإسرائيلية,و سوف تقف حارسة للاسم العبري في خارطة إسرائيل(45).إنتاج أسماء عبرية شامل للمواقع كان فعلا جليا لرمزية الاستيلاء على الأراضي القومية.و قد ظهرت عملية عبرنة اسماء الاماكن في مراحل سابقة من التاريخ اليهودي في البلاد .فالعهد القديم يربط إعادة تسمية مدينة كنعانية بعد الغزو (القضاة 1:17), و قد قام الحشمونيين الذين استعادوا الاستقلال القومي اليهودي في القرن الثاني ق.م بعبرنة اسماء الاماكن الهلنستية في الأراضي التي سيطروا عليها (46).مثل هذه السوابق التاريخية , و إن لم تذكر صراحة في سياق العبرنة لخارطة إسرائيل ,إلا أنها قدمت الشرعية التاريخية و الوطنية لمشروع العبرنة الصهيوني.كانت الخارطة القومية مساهمة كبيرة للاسس الجوهرية الرمزية للأمة الإسرائيلية في إنتاج هندسة و توجيه ثقافي رسمي,و لأن تصبح هذه الخارطة في حقيقة الامر جزء لا يتجزأ من اللغة اليومية, ولكن هذا يعني أيضا ارتفاع المنسوب الرمزي للأسماء العبرية للمواقع في مرحلة تقديمها , حتى لاحقا بسبب السياق الدنيوي الواضح لاستخدامها المستمر.و القصد من دمج اللغة العبرية مع جغرافية السيادة الإسرائيلية , نجاح مشروع العبرنة لم يكن في توافر التسميات العبرية أوفي البراعة المستثمرة في إنشاء تسميات خاصة, بل في القبول الشعبي للاسماء المنشاة حديثا . و قد نظرت الهيئة إلى أن غرس الاسماء العبرية الجديدة على أنه جزء اساسي من عملها.و أدى تضافر جهود متعددة لوكالات و منظمات رسمية و غير رسمية إلى تعزيز الخارطة العبرية بوصفها النص الرسمي للوطن القومي .وعلى هذه النحو , كانت الخريطة العبرية أداة هامة للتنشئة الاجتماعية,و نجاحها بين المتحدثين باللغة العبرية قد تأمن على المدى الطويل,حتى لو اشار الإسرائيليون المخضرمون إلى الاماكن باسمائها السابقة , اي الاسماء العربية . وبوصفها مشروعا قوميا , نتيجة عبرنة الخريطة في الخمسينيات ينتمي لمرحلة بناء الأمة ,عندما تاسست و بصورة إيديولوجية صورة النقاء الألسني ( اللغوي) ضمن إطار إحياء اللغة العبرية.لقد كانت العبرنة واضحة في مختلف مجالات الثقافة.و حتى نهاية الستينيات , فقد تم عبرنة اسماء الفرق الموسيقية البريطانية و الأمريكية ( مجموعات الروك) .و في وقت لاحق , هدأ ضغط العبرنة تدريجيا , ففي ايلول 1995 ,مثلا , الغت وزارة الخارجية الإسرائيلية التعليمات المتعلقة بضرورة أن يعبرن المسؤولين الرسميين اسمائهم (47) ,وعلى النقيض من تآكل الأهمية المعطاة لنقاء اللغة العبرية باعتبارها واجبا وطنيا ,فالنجاح و في نهاية المطاف, للاسماء العبرية للاماكن كان بقبولها من قبل المتكلمين بالعبرية بوصفها جانبا من البداهة الوطنية للخريطة القومية و الاستخدام غير المعكوس كلغة للمشهد المكاني. لغة المشهد : العربية مقابل العبرية فاق عدد الأسماء العبرية للمواقع المكانية التي قدمت من قبل هيئة الأسماء الحكومية عدد الأسماء العربية للمواقع التي كانت موجودة في أربيعينيات القرن الماضي . المنهجية الجغرافية و تسمية المعالم التي ليس لها اسم بعد , على الرغم من ذلك, إنتاج الخريطة العبرية القومية تألفت إلى حد كبير من إجراء إعادة تسمية,و نتيجة لذلك , على الأقل بالنسبة للمتحدثين باللغة العبرية, فقد حلت العبرية محل اللغة العربية بوصفها المهيمنة على المشهد المكاني القومي . ومع ذلك, الأسماء العربية للمواقع مثل القرى والبلدات التي يسكنها العرب في إسرائيل, سادت في الثبت الرسمي لاسماء المواقع . ظاهرة أخرى, وإن كانت نادرة,تمثلت في استخدام الأسماء العربية كمراجع تاريخية. وكان هذا ينطبق خصوصا على ساحات القتال في حرب عام 1948 , و المثال الابرز على هذه هو "باب الواد" .على الطريق بين تل أبيب والقدس, كان باب الواد مكانا لقتال شرس خلال حرب الاستقلال الإسرائيلية. و كإشارة إلى تاريخ وأسطورة,باب الواد معلما بارزا في للمعارف الوطنية الإسرائيلية .الاسم العبري للمكان ( ترجمة عن اللغة العربية) يشير إلى الظروف الجغرافية المعاصرة. الأسماء العبرية و العربية للاماكن مترابطة لغويا إلى حد كبير.و قد اهتمت بصورة مباشرة هيئة الاسماء الحكومية باستعادة الاسماء التاريخية القديمة ,لاسيما العبرية منها , في حال وجودها . استنادا إلى مفهوم أن العديد من الأسماء العربية تظهر استمرارية في المواقع , وأخذت الهيئة باعتبارها الاسماء العربية كمعطى افتراضيا عند تحديد الاسماء العبرية,إما عن طريق الترجمة الدقيقة للمعنى أو الحفاظ على الخصائص الصوتية (48) . ومن المثير للاهتمام, أن استعارة الكلمات العربية,لبناء كلمات عبرية كان يضع في حسبانه التدبير المناسب المستخدم من قبل اليعازر بن يهودا, الذي يعرف بأنه " مجدد اللغة العبرية". ذكر بن يهوذا التقارب في " الجوهر و الطابع و الروح " بين العبرية و العربية و اعتبار هاتين للغتين الساميتين " كلغة واحدة تقريبا"(49) .و بالنسبة له, هذا " سوف يفسر و يسوغ كبداهة المبدأ الذي استخدمته للاقتراض بأريحية من اللغة العربية كي اسد أوجه القصور في لغتنا في كل مرة لا يمكن للكنز اللغوي أن تزودنا بجذر و التي يمكن أن يتم منها اشتقاق الكلمة المطلوبة " كانت لغة المشهد المكاني ,في إطار الصراع القومي اليهودي-العربي ,قضية جوهرية نظرا لأنها تلامس الحجج المجردة و تحولها إلى واقع بخصوص المزاعم الإاقليمية والحقوق التاريخية. و كلما تم الإدعاء من قبل هذين المجتمعين القوميين ,مشيرين له باسم عبري أو عربي فإن ذلك سوف يتعزز كشعار . فالحي اليهودي,على سبيل المثال,والمتنازع عليه في القدس الشرقية االذي بدأ بناؤه في ربيع عام 1997, و الذي يشار له باسم هار حوما ( بالعبرية) أو جبل ابو غنيم ( في العربية) ليس مجرد تلميحا جغرافيا أو لغويا بل وصل به الأمر ليكون بمثابة بيان سياسي و السؤال المطروح ,في سياق النزاع اليهودي (الاسرائيلي)- العربي (الفلسطيني) حول الأرض ,هو : إلى اي لغة أصلية للمشهد المكاني ينتمي كانت موضع استثمار ذو دلالة سياسية استثنائية و شحنة عاطفية .وجهة النظر الإسرائيلية السائدة مستندة على اساس المعرفة العلمية التقليدية , و بالتالي فهي مبالغ فيها و غير متمايزة , و ترى هذه الرؤية بأن " جميع (التشديد من عندي) الأسماء العربية هي تشوهات عن الأصل العبري ". (50) و قد عبر ميرون بنفينيستي في العام 1988 عن وجهة نظر متباينة بشأن العلاقة المعقدة بين أسماء الاماكن العبرية و العربية كجانب من جوانب الصراع القومي [و بنفينيستي كما هو معروف : وهو محلل إسرائيلي بارز للصراع الاسرائيلي الفلسطيني.] و قد لاحظ بنفيسنيستي و بصورة استثنائية في فهمهه المتعاطف لمصالح و مظالم كلا الجانبين , بأن "من سخرية القدر أن الخارطة العبرية حفظت على شفاه شعب كانت مستوطناته تمحو "وكذلك القول بأن" من دون هذا الالتصاق بالاسماء القديمة لا يمكننا إعادة بناء الخارطة العبرية ". (51) وجهة النظر الشعبية العربية-الفلسطينية ترى بأن الاسماء العبرية لكل المستوطنات تقريبا التي بنيت في سياق الانشطة الصهيوينة هي استبدال غير شرعي لاسماء اماكن عربية . ومثل هذا الزعم قدم بالفعل من قبل شخصية قيادية بارزة في اللجنة العربية العليا في شهادته إلى اللجنة الأنجلو أمريكية من التحقيق في فلسطين في عام 1946 ، أي قبل تأسيس دولة إسرائيل(52). و المثال الحديث هو من مسابقة تعليمية نظمها المجلس الوطني الفلسطيني في عام 1996. أحد الأسئلة كان"ما هو الاسم الحقيقي للمدن الفلسطينية المدمرة و التي وجد في مكانها المدن التالية: تل أبيب وأشدود ، رمات غان ونتانيا "؟ (تل الربيع ، اسدود ،سلمة و أم خالد )(53). وباستعراض هذا المثال, فإن شرعية الاسماء العبرية لا تتوقف على تاسست هذه المستوطنات التي تحمل تلك الاسماء . و من المثير للاهتمام أن واحدا فقط من الأماكن الأربعة المذكورة وجد بعد تأسيس الدولة ,في حين أن تل ابيب ,مثلا, تاسست في العام 1909. وتجدر الإشارة إلى أن عبرنة المشهد المكاني لإسرائيل بوصفه مشروع إعادة تسمية قومي,كان مظهرا من مظاهر التحول في المشهد أثناء وبعد حرب العام 1948 .الذي اتخذ أبعادا هائلة في المناطق التي تسيطر عليها اسرائيل.ومن منظور صهيوني ,فإن تفريغ المناطق العربية من سكانها و استيطان اليهود في القرى العربية المهجورة و جوارها ينتمي إلى إحياء الوطن اليهودي القديم بداية الخمسينيات يهدف إلى" القضاء على المشهد الثقافي الفلسطيني "(54).و لم يكن القضاء على أسماء القرى العربية المهجورة من منظور ثبت رسمي مجرد نتيجة ثانوية لمشروع العبرية بل نتيجة لقرار سياسي. فقد تم في العام 1951 , و تحديدا في المرحلة المبكرة من مشروع العبرنة , توجيه سؤالا محددا لبن غوريون عما إذا كان يتوجب الإشارة إلى القرى العربية المدمرة باسمائها في ثبت الاسماء الرسمي الجديد المؤسس حديثا .و كان جواب بن غوريون واضحا لا لبس فيه : " في الخارطة الجديدة ,لا ينبغي إدراج اسماء اماكن كانت موجودة . و عندما سنبني في مكان خرب مستوطنة جديدة سوف نمنحها اسما و نعرفها في الخرائط "(55) و يشير الخالدي في توثيقه الممنهج لهذه القرى العربية ايضا لإعادة التسمية " الاسماء العبرية لهذه الأخيرة ( القرى العربية المهجورة ) استبدلت بسابقتها العربية , وأحيانا بنغمة ضعيفه وساخرة (التشديد من عندي) مرددة صدى هذه الاسماء"(56).و على الرغم من النفي و الدمار المادي , التصق الفلسطينيون العرب "بالاسماء العربية للاماكن التي إما أزيلت من المشهد الجغرافي واستعيض عنها بمستوطنات يهودية أو باسماء عربية تحتفي برموز دينية و بمؤسسي المستوطنات". (57) و زيادة على ذلك يستخدم عرب إسرائيل اللغة العربية كلغة للمشهد المكاني .متجلية في الكتب و الخرائط ,فاستعادة الجغرافيا التاريخية لفلسطين العربية و لاسماء الاماكن العربية بصورة خاصة كان ايضا مظهرا من مظاهر البناء القومي للعرب الفلسطينيين(58). تجاور الخرائط الإسرائيلية والعربية الفلسطينية يبدو كأنه يؤكد على توافق الخرائط العبرية و العربية للأرض المتنازع عليها و مما هو جدير بالاهتمام في هذا السياق هو احتمال وجود" اسماء مشتركة في الوجود" على صعيد الخرائط , حيث يستدل على هذه الأماكن باسماء عربية و عبرية . ومن الأمثلة الراهنة هو خريطة إسرائيل في اطلس للتلاميذ العرب في إسرائيل , حيث ترد أسماء المواقع الجغرافية بالعربية والعبرية على حد سواء (وإن كان بحروف أصغر )(59). خلاصة كما تتجسد في الاسس الرمزية للأمة الإسرائيلية ,فإعادة كتابة الخارطة القومية في العبرية كان أكثر من مجرد عمل نسخ و ترجمة .لقد كان ببناء الخارطة القومية يعني كتابة نص عبري أكثر من كونه استخدام نص عبري موجود .وبهذا المعنى ، فإن الخريطة العبرية كانت النص الأولي للتجديد الصهيوني . وأهميتها في هذا السياق كانت في دمج لغة المشهد المكاني في فضاء الثقافة العبرية الناشئة ودمج الإيديولوجية الصهيونية في الممارسات المكانية في الحياة اليومية .أبرزت عبرنة المشهد المكاني كمظهر من مظاهر تشكيل الدولة,رمزية إعادة الاستيلاء على الوطن اليهودي في الإطار العام للاستقلال القومي.كما أكدت الخارطة العبرية القومية باعتبارها نصا رسميا على الهوية اليهودية لدولة إسرائيل بوصفها دمجا للجوانب الثقافية و الإقليمية للسيادة الاسرائيلية. وكما ذكرت حنا بيتان ,منسقة اللجنة الحكومية للاسماء ,فإن هناك حوالي 7000 اسما عبريا قد تم تحديدهم تماما حتى العام 1992 و لتوضيح وجهة النظر الرسمية , فقد فسرت بأن : عمل اللجنة يعطي تعبيرا ملموسا عن الارتباط القوي بين الشعب اليهودي وأرضه.و قد اعتبر أعضاء اللجنة عملهم على أنه مهمة تنطوي على التزام علمي-أخلاقي لتحديد وإحياء الأسماء العبرية أسماء على خارطة الأرض وفقا للحقائق الجغرافية-التاريخية لأرض إسرائيل(60) و من خلال تصورها كإجراء تجديدي ,فإن تقديم خارطة عبرية رسمية يقوض مقولات أسماء الأماكن العربية الموجودة بوصفها الأداء الوحيد الشرعي و الموثوق للمشهد المكاني . و من منظور صهيوني عبرنة المشهد المكاني تمدح على اساس استعادة الماضي اليهودي للأرض و كمظهر للنهضة القومية اليهودية. ومن وجهة نظر معادية للصهيونية قد يكون هذا إدانة لأنه محوا رمزيا للماضي العربي . لكن ، وكما أصبح واضحا,فإن الخارطة العبرية لإسرائيل اليهودية لم تستبدل الخارطة العربية لفلسطين العربية . فقد استمرت الاسماء العربية في شكل الجغرافيا العربية والشعبية و في خرائط الفلسطينيين العرب التي تؤكد صلاحية صحة أسماء الأماكن العربية. وبالتالي, استمرت اسماء الاماكن العبرية و العربية في روايتين تتشاركان و تتنازعان على الوطن القومي . هوامش (1) E. Gellner, Encounters with Nationalism (Oxford 1994) 166. (2) S. B. Cohen, and N. Kliot, Israel’s place-names as reflection of continuity and change in nation-building, Names 29 (1981) 227–248. See also Idem, Place-names in Israel’s ideological struggle over the administered territories, Annals of the Association of American Geographers 84 (1992) 653–680. (3) J. A. Fishman, Language and Nationalism (Rowley, MA 1972) 62 (4) Ibid., p. 55. (5) I. Even Zohar, Language conflict and national identity: a semiotic approach, in J. Halpher, (Ed), Nationalism and Modernity: Mediterranean Perspectives (New York and Haifa 1986) 126–135 (6) U. Eco, Einfu¨hrung in die Semiotik (Munich 1972) 310 (7) J Duncan and N Duncan, (Re)reading the landscape, Environment and Planning D: Society and Space 6 (1988) 117–126 (8) C. Stelzenmu¨ ller, Wer nicht glaubt, der lebt gefa¨hrlich, Die Zeit, 25 July 1997, 2. (9) On Captain Cook’s naming activities in Australia, see P. Carter, The Road to Botany Bay (New York 1988). (10) J. Raban, The unlamented west The New Yorker, 20 May, 1996 60–81. On American place names and naming patterns see also D. J. Boorstin, Names in profusion and confusion, in Idem, The Americans: The National Experience (New York 1965) 299–306 (11) M. Azaryahu, The power of commemorative street names, Environment and Planning D: Society and Space 14 (1996), especially 313–319 (12) E. Meyer, Die mittelalterichen deutschen Stadtnamen im Bereich der spa¨teren preussischen Provinz Schlesien und ihre heutige polnischen Entsprechungen, Mitteilungen des Beuthener Geschichts- und Museums-vereins 50 (1992) 197. (13) Ten Years’ Work in The Land of Israel, an illustrated booklet, published in 1931 in Jerusalem by Keren Hayesod (Hebrew) (14) E. Schweid, The Idea of Judaism as a Culture (Tel Aviv 1995) 300 (15) On this practice, see G. Toury, Hebraicizing family names in the land of Israel as ‘cultural translation’, in N. Gertz (Ed), Viewpoints: Culture and Society in the Land of Israel (Tel Aviv 1988). (16) Report on the work of the Governmental Names Commission, 4 April 1952, 3, Israel State Archive [henceforth ISA] C/3788/5551. (17) S. B. Saulson, Institutionalized Language Planning. Documents and Analysis of the Revival of Hebrew (The Hague 1979) 65. (18) For a detailed analysis see Y. Katz, 1995, Identity, nationalism, and place names: Zionist efforts to preserve the original local Hebrew names in official publications of the mandate government of Palestine”, Names 43 (1995) 103–118 (19) In a newspaper article concerning cartography and politics, Avraham Braver, a prominent Jewish geographer and a future member of the Governmental Names Commission, criticized the seemingly inconsistent British policy concerning Biblical names in Palestine: “As if stealthily, in Palestine the British allowed themselves to call Yerushalaim Jerusalem and Yericho Jericho and Hevron Hebron as it is written in the translation of the Bible, and not ‘Al Quds’ and ‘Aricha’ and ‘Al-Halil’ as in Arabic. Yet in Shechem and Beit Shean and Ein Ganim and many other places known to us and to the Englishman familiar with the Bible in their Hebrew names—they did not allow themselves such liberty”. See A. Braver, Haaretz, 29 June, 1937, 2. (20) Y. Press to D. Ben-Gurion, 15 December 1948, ISA C/3783/5550 (21) G. Kampffmeyer, Zeitschrift des deutschen Pala¨stina Verein 15 (1982) 1–33.; Y. Aharoni, The Land of Israel in Biblical Times: A Geographical History (Jerusalem 1962). For a comprehensive survey of Arabic toponyms, see N. Kliot, The meaning of Arabic place names in Palestine and their comparison to the names of Jewish settlements, Ofakim Begeographia 30 (1989) 71–79 (22) Y. Aharoni, The Land of Israel in Biblical Times: A Geographical History (Jerusalem 1962) 97. On the continuity of names, see also Y. Ziv (1992) The war of names, Eretz Israel: Studies in the Knowledge of the Land and its Antiquities, 23 (1992) 371. (23) For a short history of the Commission, see H. Bitan, The Governmental Names Commission, Eretz Israel: Studies in the Knowledge of the Land, 23 (1992) 367–370 (24) Report on the accomplishments of the Governmental Names Commission for the beginning of the year 5719 (1958–1959), September 1958, 1, ISA C/5551/3787 (25) Letter M. Brechman to H. Even-Tov, deputy secretary of the Government, 8 September 1949, ISA C/3783/550 (26) ISA C/3782/5550 (27) Entry for 11 June 1949, in G. Rivlin and E. Oren (Eds), The War of Independence. Ben-Gurion’s Diary III (Tel Aviv 1983) 989 (28) Letter Z. Sherf, the secretary of the government, to Sh. Yevin, Head of Antiquities Department, 22 November 1951, ISA C/5550/3782 (29) Report on the activities of the Governmental Names Commission, the Negev commission 1949–1950, 4 April 1952, ISA C/5551/3788 (30) Ibid., 3 (31) Commission for the determination of geographical names in the Negev (1949–1950) 2, in Report on the Governmental Names Commission, 4 April 1952, ISA C/5551/3788 (32) Letter D. Ben-Gurion to members of the commission for the determination of names in the Negev, September 6, 1950, ISA C/5550/3782 (33) Report on the work of the Governmental Names Commission, 4 April 1952, 3, ISA C/3788/5551. (34) Draft proposal, the geographical committee, the Prime Minister Office, 1, ISA C/3783/5550 (35) Report on the accomplishments of the Governmental Names Commission for the beginning of the year 5719 (1958–1959), September 1958, 3, ISA C/3787/5551 (36) The Names Commission (no date), ISA C/3787/5551, 1. (37) Report of the Governmental Names Commission, 6 February 1955, 1, ISA C/3788/5551 (38) Sh. Yevin, Protocol, session no. 71 of the Governmental Names Commission, 7 February 1955, 1, ISA C/3787/5551 (39) Report on the activities of the Governmental Names Commission, September 1958, 4, ISA C/3787/5551 (40) Report on the activities of the Governmental Names Commission, 7 April 1952, 7, ISA C/3788/5550 (41) Letter B.-Z. Eshel to the secretary of the government, 7 September 1953, ISA 3782/5550 (42) Report on the activities of the Governmental Names Commission, September 1958, 4, ISA C/3787/5551 (43) Ibid., 1. In a later report it was maintained that this stage was begun in 1960 (The Names Commission (no date), ISA C/3787/5551, 1) (44) On these see Cohen and Kliot, Place-names (45) Protocol, session no. 71 of the Governmental Names Commission, 7 February 1955, 2, ISA C/3787/5551. These emphatic sentences came as a reaction to that the Knesset forced the Commission to accept a commemorative place name that was not Hebrew (46) E. Ben-Yehuda, Prolegomena to the Complete Dictionary of Ancient and Modern Hebrew (Jerusalem 1940), 189 (47) Diplomats can now keep their non-Hebraic names, Jerusalem Post, 15 September 1995 (48) N. Kliot, The meaning of Arabic settlement names in the land of Israel and their comparison with Hebrew settlement names, Ofakim Begeographia 30 (1989) 71–79 (49) Ben-Yehuda, op. cit., 10 (50) D. Bar-Ilan, Archeology used to bash Israel, Jerusalem Post, 5 April 1996, 9. In a similar vein see U. Elitzur, Point out: Hevron, Schechem and Jerusalem, Yediot Ahronot, 30 September 1996, 5. (51) M. Benvenisti, What is in a name, in Idem., The Sling and the Club (Jerusalem 1988), 136 (52) In his testimony (March 12, 1946), Jamal Husseini also claimed: “Arab villages were destroyed; houses, mosques and cemeteries were erased from the map of the mandate government and in their stead there appeared Hebrew names of Zionist settlements”. Cited in A. Karlebach (Ed), The Anglo-American Inquiry Commission for Palestine (Tel Aviv 1946), Vol I, 352–365. On the reaction of Moshe Sharet of the Jewish Agency, who later became Israel’s foreign minister and for a brief period also prime minister, see ibid., Vol. II, 531 (53) R. Shaked, Who are the Zionist terror gangs? A personal computer is promised to the solver Yediot Ahronot, 18 April 1996, 11. (54) G. Falah, The 1948 Israeli-Palestinian war and its aftermath: the transformation and de-signification of Palestine’s cultural landscape, Annals of the Association of American Geographers 86 (1996) 256–285. For a different perspective see A. Golan, The transformation of abandoned rural areas in Israel’s War of Independence, Israel Studies 2 (1997) 94–110 (55) Note from Nechenmia Argov (the military secretary of Ben-Gurion) to the chairman of the Governmental Names Commission, 25 June 1951, ISA C/3782/5550 (56) W. Khalidi (Ed), All that Remains. The Palestinian Villages Occupied and Depopulated in 1948 (Washington DC 1992) xxii (57) Cohen and Kliot, Place names, p. 676 (58) An example for a book that juxtaposes Hebrew and Arabic place names. A. Shukri, Palestinian Sites between Two Periods and Two Maps (Shuafat 1992). An example for such a map is The Temporary Borders of the Palestinian Authority (Amman 1993). (59) M. Braver, Y. Bishara and H. Iraqi, Comprehensive Atlas for Arab Schools (London 1996) (60) H. Bitan, the Governmental Names Commission, 369
Posted on: Sun, 04 Aug 2013 21:11:04 +0000

Trending Topics



Recently Viewed Topics




© 2015