التفاصيل الكاملة لرحلة العلاج - TopicsExpress



          

التفاصيل الكاملة لرحلة العلاج والمعاناة والتى قام بها الراحل مصطفى سيداحمد الى موسكو (الجزء الثالث و الأخير) بعدها قمنا بزيارة الى مدينة لليننجراد بالقطار فى رحلة كانت أكثر من رائعة .. وفى يوم الثلاثاء الموافق 21/3/1991 رن جرس الهاتف ليلاً وكان الطبيب الروسى وقد أخبرنا أن الكلية المطلوبة قد وجدت وهى لحسناء روسية فى الثامنة والعشرين من عمرها وان علينا ان نحضر غداً باكراً لإجراء العملية .ولم ينم مصطفى فى تلك الليلة وكان فى حالة من البهجة والسرور لم نراها عليه من قبل وفى الصباح غادرنا الى المستشفى ووجدنا الطبيب والأخصائيين فى انتظارنا ودخل مصطفى الى غرفة العمليات وظللنا فى حالة ترقب مستمر حتى انتهاء العملية بنجاح بعد حوالى ثلاث ساعات وقمنا فوراً بإرسال برقيات الى السودان لطمأنة الناس خصوصا وان هنالك شائعة قد انطلقت بوفاته قبل إجراء العملية بيوم . وبعد فترة سمح لمصطفى بالتجوال والحركة فى المستشفى مع وضع الكمامات وكنت أزوره مرتين صباحا ومساء وآخذ معى ما يحتاجه من أكل حسب توجيهات الطبيب خصوصاً وان مصطفى كان لا يميل الى أكل المستشفى وبعد أيام سمح له الطبيب بإحضار آلته الموسيقية " العود" وعندما أحضرناها صدح مصطفى من داخل الغرفة رقم "5 " فى المستشفى بصورة أذهلت المرضى والأطباء والسترات وقد كان شيئاً غريباً يرونه لأول مرة . ونشير الى أن الطبيب الروسى طلب من مصطفى الإنتظار لمدة عام كامل للاطمئنان على صحته, ولكن لبرودة الجو ولأسباب اخرى لم نتمكن من الانتظار فى روسيا . وعندما قرر الاطباء مغادرته للمستشفى أحضرنا كاميرا فيديو وسجلنا شريطاً داخل المستشفى والمنزل وكانت اهمية الشريط هى عند عودتى للسودان وإصرار مصطفى على أن يعرض الشريط على والدته وأسرته وبعد ان اطمأنانى عليه قررت العودة للسودان وحملت الشريط وذهبت لود سلفاب وبعد مشاهدتهم له اختلطت دموعى بدموعهم . بعدها اتصلت به ووعدنى أن نلتقى فى القاهرة فى يوليو 1991 وبالفعل انخرط مصطفى مع اجواء القاهرة والطلاب والوفود ملبياً كل الدعوات .. وظلت حالة مصطفى فى تحسن مستمر وعندما شعر بأنه أصبح قادراً على العطاء طلب منى العودة للسودان وتجهيز فرقته للحضور الى القاهرة وبالفعل عدت للخرطوم وبدأت فى إرسالهم الى القاهرة على دفعات وبعد عودتى الى القاهرة وجدت مصطفى قد بدا تسجيلاً مع الموصلى ووردى وكانت تلك التسجيلات مرهقة للحد البعيد الشى الذى يتعارض مع توجيهات الطبيب الا أن مصطفى كان سعيداً جداً إذ إنه إعتبرها بداية جيدة لتوثيق أعماله وواصل بروفاته مع فرقته فى شقة بـ " عين شمس " وبدأنا فى الاعداد لاول حفل أقيم بمسرح "الجيزة " والذى حضره أعداد كبيرة من الطلاب والسودانيين واستمر لفجر اليوم التالى , وعدت للسودان فى يناير 1992 . ومن هناك إتجه مصطفى للجماهيرية الليبية تصحبه فرقته وقدم هناك عدة حفلات ولكن بدأت الآلام تشتد عليه وعاد للقاهرة برفقة أحد العازفين لمقابلة الطبيب ثم لحق بهم مرة اخرى واستكملوا برنامجهم وعادو جمعيا للقاهرة . ويقول مصطفى بنفسه ويحكى ما بين موسكو القاهرة :- تم الترويج لإشاعة بأني توفيت في الوقت الذي كنت مقبلاً فيه على العمليه الجراحية ، ونفس الإشاعة أوصلتها جهات غير معروفة لوالدتي بود سلفاب ، كانت إشاعة منظمة ومقصودة وقوية جداً للدرجة التي أغلق فيها إتحاد الفنانين أبوابه حداداً علي ، وكذلك نادي الخرطوم جنوب للموسيقى والغناء ، ونشرت الصحف تبعا لذلك خبر نعيي ، أما والدتي فأصابوها بصدمة ألزمتها الفراش شهراً كاملاً وبعد خروجي من العملية بموسكو إتصل بي من لندن شخص يحمل لي وجهة نظر النظام لإقناعي بالرجوع للسودان وكنت على نية الرجوع للسودان بعد العملية مباشرة لكن ذلك الحديث مع هذا الشخص أشعرني بان الأمر أخطر مما كنت أتصور فأعدت حساباتي وقررت عدم الرجوع وكان الإغراء المطروح هو أن يعتذر المسؤلون بأنهم لم يكونوا يعلمون شيئاً عن ظروفي المرضية . والتنويه بأنني فنان قومي له وزنه وان وان .... والمسؤلون حريصون لأقوم بهذا الدور في السودان ويطرحون كل الضمانات ويسألونني عن الضمانات التي أطلبها لأرجع سواء كانت مادية أم خلافه ويعدون بتغطية تكاليف العلاج بأثر رجعي : الإعاشة والإقامة والعلاج الى اخره.. ورفضت بشكل لا يقبل التأويل ذلك العرض وأعلنت عدم ثقتى في كلمة المسؤولين في السودان خاصة وأمامنا تجارب تعاملهم مع شعب بحاله ، وبعد سته أشهر غادرت روسيا الى مصر وأقمت تصحبني زوجتي واطفالي بالقاهرة وفيها بدأت رحلة جديدة مع صعوبات من طراز جديد فإمكانيات العمل صعبة ، وفي نفس الوقت عشت تشتتاً بين متابعة التحاليل والكشوفات من جهة وشؤؤني الخاصة في الإنتاج الفني من جهة اخرى . بالإضافة الى ما يتتطلبه الدخول لتفهم واقع جديد من جهد ومتابعات ، وكان أن عشت ظروفا مادية قاسية - وهي كما نعلم نفس الظروف التي يجابهها السواد الأعظم من السودانيين بالقاهرة في الوقت الحالي وكانت هناك صعوبة في إقامة الحفلات العامة كما أن الحفلات الخاصة تحوط بها كثير من المحاذير ثم حاولنا التأسيس لعلاقة بين الوسطين الفنيين المصري والسوداني ، الا ان طبيعة وعلاقات الوسط الفني المصري وقصور كبار الفنانين في التأسيس لهذه المسالة لم يحقق ما انتويناه .. كما ان صعوبة ظروف الحياة هناك تتطلب اما عملاً مجزياً او مصدراً خارجياً يغطي الاحتياجات المادية وأحياناً كانت بعض الحفلات لا تغطي أكثر من أوجه الصرف اللازمة لإقامة الحفل نفسه ، هذا في الوقت الذي كنت فيه شخصياً أحتاج لصندوق من ال ساندميوم ـ sandimun وهو شراب لازم لمن يزرعون الكلى ، كل 23 يوما ويكلف حوالي 820 جنيه مصري ، هذا بخلاف تحاليل مستوى السايكلسبوريا في الدم زائدا حامض اليوريك وتحليل وظائف الكلى وفي نهاية الأمر بدأت أشعر بأعراض الرفض المزمن chronic rejection وعانيت من متاعب صحية مرهقة وسط جو من عدم الاستقرار والاطمئنان وحتى لا يدعي أحد من هؤلاء الكيزان أنهم سيتولون أمر علاجي فاني اذكرهم بالمعاكسات والدسائس التي حاكتها لي السفارة السودانية بالقاهرة لمنع سفري الى المملكة العربية السعودية بعد أن قدم لي أصدقاء كرام من الاطباء دعوة وتذاكر سفر ووعدا بالعلاج بالمملكة ، ايضاً مخاطبتهم للسفارة الهندية وسعيهم الغريب الذي حجب عني تأشيرة دخول للهند حيث من المفترض ان اقيم احتفالا للطلاب السودانيين الدارسين هناك . واذكر ايضا ان السفارة البريطانية بالقاهرة لم توافق على منحي تاشيرة دخول لاغني في حفل لنقابة الاطباء السودانيين والمنظمة السودانية لحقوق الانسان بلندن وبصراحة بدوية قالوا : نحن نعتقد أنك لن ترجع من بريطانيا اذا دخلتها.
Posted on: Mon, 29 Jul 2013 10:15:08 +0000

Trending Topics



Recently Viewed Topics




© 2015