سلام الله عليكم ورحمته أيها - TopicsExpress



          

سلام الله عليكم ورحمته أيها الأعزاء، أينما كنتم، وصلى الله وسلم وبراك على سيدنا محمد. صعدت من داخلي، هذا الصباح، ضحكة صغيرة وأنا أقرأ تصريحا لوزير الداخلية محمد حصاد في واحدة من الصحف، قال فيه:الوضع الأمني تحت السيطرة. ذلك أنني شاهدت، مساء أمس (الأربعاء)، ما ينبئ بشر مستطير يتهدد البلد. فبينما أنا في الطريق إلى متجر صغير أشتري منه بعض الخبز، إذا بي أرى شبابا يافعين وقد قطعوا الطريق جيئة وذهابا، أو يكادون، بإطارات من الكوتشو تأكلها النيران، وبصراخ يملأ الدنيا كلما هم أحدهم بالعبور، لئلا يتركوا لهم مجالا لذلك. جار لي، كان حينها يتنشق الهواء، قال لي ما هو أقبح:هل تعرف؟ لقد جاء رجال الشرطة قبل قليل، وسمعوا سبا قاذعا، لا تحتمله الأذن، ثم لما تبين لهم، على ما يبدو، أن لا مجال لإصلاح الوضع، راحوا إلى حال سبيلهم. في وقت لاحق تطور الأمر، ذلك أن المتجمهرين، وهم حوالي خمسين شابا، لا أحد يعرف من أي مكان خرجوا، تحركوا من موقعهم، في مسيرة صاخبة جدا، مرددين عبارات مشينة، مفادها أن من أراد أن يثنيهم عما هم فيه فلا يلومن إلا نفسه. هكذا، تهديد صريح وواضح، ولا لبس فيه. بعد حين، وقد اتضح أن الأجواء صارت أهدأ، إذا بأحدهم يبلغني، وأنا بالبيت، رفقة الزوجة، والبنين، ما يلي:عمي، هرسو ليك الطوموبيل. ثم جاء التوضيح من جارة طرقت الباب، وقالت للزوجة:هرسو ليكم الريطروفيزور، والناس خارجين كيشوفو أش واقع. آش واقع؟. خرجنا جميعا لنرى، فاكتشفت أن ما حدث هو أن أحدهم، وقيل إنه حانق، أو مفقوص، على الداسيا، صرخ، وعربد، وضرب كل السيارات التي وجدها في طريقه، فما كان منه إلا أن كسر زجاج الريطروفيزور الأيسر لسيارتي. حين استفهمت تبين أن الأمر فيه عنفوان شبابي خارج عن الإطار المتعارف عليه، في ظل غياب وازع ديني أو أخلاقي، بما يؤكد وجود خلل مجتمعي، نخبئه بالمساحيق، ولكنه حقيقة واقعة، مهما قيل. المضحك في القصة كلها، ولا بد من شيء مضحك ننهي به الحكي، هو أن الحارس الليلي لم يكن له وجود حين خرجنا نستفهم ما حدث. قلت حينها، مع نفسي، ولزوجتي:لعل الرجل حدث له حادث، أو لعله ذهب يخبر الشرطة، أو لربما أصيب من هؤلاء. وبينما نحن كذلك إذا به يظهر فجأة، وكان واضحا من محياه أنه لا يعلم شيئا إطلاقا. بادرته بالقول:أين كنت، لقد أصابوا سيارات الناس هنا. فرد قائلا، وبهدوء رائع:ما فخباريش، أنا مشيت عند واحد السيد دار لينا العشا، يالله جيت. كدت أقول له:ما خصكش شي والماس، ولا شي كوكا؟. ولكنني لم أقل شيئا، وذهبت إلى حال سبيلي، أفكر ما الذي ينبغي فعله. مع أن ما ينبغي حقا فعله كبير جدا، يبدأ من البيت، مرورا بالتلفزيون، وصولا إلى المدرسة، والشارع، ثم تصريح الوزير الذي قال فيه:كل شيء تحت السيطرة، مع أن هناك ملايين من الشباب اليافعين يوجدون خارج التغطية الاجتماعية والنفسية والأخلاقية، ومستقبلهم، ومستقبل البلد بالتالي، إلى ضياع. آه، تذكرت. جاري الأستاذ جزاه الله خيرا وهو يستعيد البيت الشعري الشهير لشوقي: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت... فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا. كيف إذن يقال عمن ذهبوا إنهم تحت السيطرة؟
Posted on: Thu, 14 Nov 2013 10:24:45 +0000

Trending Topics



Recently Viewed Topics




© 2015