قصّة يستعيدُها الفيلسوف الفرنسيّ - TopicsExpress



          

قصّة يستعيدُها الفيلسوف الفرنسيّ روجيه غارودي رحمه الله كلّما سألوه عن سرّ إسلامه بعد تمرْكُس فتَمسُّح. كان الرّجل الذي قصفته آلة الإعلام المتصهين في فرنسا حتّى بعد وفاته من أوائل المقاومين الشّجعان للنّازيّة في باريس.و حين أُلقي القبض عليه نُقل إلى سجن بالجزائر حيث قاد حركة تمرّد أراد السّجّان إخمادَها بإطلاق النّار.يقول واصفا صدمة الوعي الإيجابيّ بالإسلام: "و بعد ثلاثة إنذارات من قائد المعسكر...أصدر أوامره للجنود بإطلاق النّار علينا...ففُوجئنا برفض الجنود ذلك حتّى بعد تهديدهم بالسّياط و لم أفهم للوهلة الأولى سبب رفضِهم.ثمّ عرفتُ أنّ هؤلاء الجنود كانوا من الجزائريّيّن المُسلمين الذين يرون أنّ شرف و أخلاق المحارب المسلم تقتضيه ألّا يُطلق النّار على إنسان أعزل! لقد صوّروا لنا المسلم على أنّه مُتوحّش و همجيّ...فإذا بي أمام منظومة قيم متكاملة لها اعتبارُها. لقد علّمني هذا الموقفُ و استفدتُ منه أكثر من استفادتي من دراسة عشر سنوات بالسّوربون." يُدغدغ هذا النّصّ شعور المسلم الجريح...إنّ مُسلما مثله يُقدّم مثالا أعلى عن إسلام إنسانيّ جذّاب خال من التّعقيد و الادّعاء الفارغ. هل يقف الأمرُ هنا؟ و ماذا لو في قصّة أخرى كان الجنود المسلمون أقلّ شهامة أو كانوا ببساطة مجرّد جنود يُنفّذون الأوامر؟ موضوع ثان لا أشكّ أنّ جارودي فكّر فيه.و لكلّ أن يرى من الحدث ما يشاء على قدر ما يحتمله الإمكان المعقولُ. لِنبق في حدود ما أراده الفيلسوف الفرنسيّ من الوجه المُشرق من القصّة. جُنود تحت طائلة السّلاح موضوعون كرها و طوعا في خدمة مُغتصب أرضِهم و ثقافتِهم ينطقون من "عين صافية" و فطرة مُدهشة.رُبّما كان مُعظمُهم أُمّيّا لم يقرأ حرفا واحدا من نُصوص الإسلام دينا و ثقافة. هل كان يحتاج حقّا إلى ذلك ليكون مسلما شجاعا شهما؟؟ هو نفس السّؤال أجاب عنه جارودي رحمه الله:هل كان يحتاج إلى السّوربون لكي يكون رجلا بصيرا مسّاكا بجواهر الأمور فيما وراء المظاهر؟ في موقف أقصى حيثُ "تُلعبُ" الحياةُ على إيقاع رصاصة ممكنة يلتقي رجلان لاشيء يجمعُهما من العرق و العوائد و الأفكار و الأذواق.رُبّما بسبب هذا التّغاير العميق أمكنهما الالتقاء و التّعارف.
Posted on: Tue, 01 Oct 2013 21:52:59 +0000

Trending Topics



Recently Viewed Topics




© 2015