جماعة النهضة ليسوا ملائكة فوق الارض - TopicsExpress



          

جماعة النهضة ليسوا ملائكة فوق الارض وكذلك هم ليسوا أيضا اشرارا بالصيغة التي يقع الترويج لها بعد صعود أسوء طاقم من قيادة الحركة للسلطة بعد انتخابات 23 اكتوبر 2011 .. لست من انصار النهضة ولا من اتباعها وخلافي مع العديد من رفاق الزنزانة من النهضة والمعارضة معروف رغم انّني احتفظ بعلاقات متميّزة مع اطراف نخبوية من مختلف الاطياف لها تحفظات عديدة على اداء الحكومة والترويكا عموما .. وما يحز في النفس حاليا ان يقع استنزاف قوانا المدنية والامنية والعسكرية في متاهات العنف والاجرام السياسي الممنهج من اجل الانحراف بمسار الثورة واستحقاقاتها الجوهرية .. فلا فائدة من إلقاء التهم جزافا يمينا ويسارا لتحويل الانظار عن المسائل الجوهرية .. لا ادافع ولن ادافع عن النهضة او غيرها لاننا أصبحنا اليوم مهددين في امننا واستقرار بلادنا من خلال زرع بذور الفتنة في تونس .. لقد بدأ التحامل على ارواح ابنائنا في سلك الحرس الوطني من اجل زعزعة جدار الصد الواقف ضد الارهاب وذلك لارباك المنظومة الامنية حتى تلعب دورا انقلابيا على السلطة القائمة في البلاد .. وفي ذات السياق بيقى هول ما وقع من جرم في حق أشاوس الوطن يطرح عديد التساؤلات .. لقد نجحت ماكينة الدولة العميقة ورواسب انصار حكم النظام البائد في محاولة الايقاع بين البوليس والحرس بإستدراج الفرق الخاصة للحرس نحو كمائن إرهابية معزولة عن المدن دون ان تكون لهم وسائل تغطية لوجستية ووقاية ممّا عساه أن يحدث من مآسي في توقيت تظافرت فيه جهود الإعلام وبارونات الفساد المالي والإجرام السياسي للنظام البائد في تجييش الحشود المطالبة بإسقاط الحكومة والإطاحة بالمجلس التأسيسي .. الجميع في تونس مقتنع أنّه لا يمكن القضاء على تراكمات أورام عقود من الظلم والاستبداد .. والجميع في تونس مقتنع أنّ الإرهاب صناعة دولية تحرّكها مصالح دول عظمى تعاني من أزمة إقتصادية مستفحلة في بلدانها .. والجميع في تونس مقتنع بأنّ القضاء على الإرهاب له فاتورة دماء ودموع وأموال .. والجميع في تونس مقتنع أنّ النخبة السياسية في تونس تعاني من الاهتراء والتشرذم والعمالة .. والجميع في تونس مقتنع أنّ النخبة في تونس نجحت في تصدير عقلية العنف إلى الأجيال الصاعدة بعد تطوير ذهنية المطلبية والإحتجاجات المتواصلة على الوضع القائم في البلاد دون تقديم الحلول النّاجعة .. صحيح أنّ الترويكا في ورطة أخلاقية قبل أن تكون سياسية وخطابها لا يتعدى شعارات ساحة الحرم الجامعي .. يتحدّث الجميع عن إسقاط الحكومة ولكنّ الداء قادم من عملية إنشاء المجلس التأسيسي .. ويتحدث الجميع عن إسقاط الحكومة ويتجاهل الجميع هيئة عياض بن عاشور التي أحدثت الإطار الغير أخلاقي للإنحراف بإستحقاقات الثورة .. ويتحدث الجميع عن الشرعية وإنتهاء مدة الشرعية دون أن يشير أحد إلى هيئة كمال الجندوبي التي تلاعبت بنتائج الإنتخابات التي صدرت نتائجها بعد شهر من إقامتها .. ويتباكى الجميع على شهداء الثورة وجرحى الثورة في غياب القناصة ودون أن يصل القضاء العسكري إلى تحديد الجناة .. لذلك أصبح السياسي في مأزق ومستعد للتضحىة بالامن للخروج من الازمة خاصة مع تزامن الغوغاء المستحدثة في الذكرى الثانية لفشل المجلس التأسيسي .. لكن المتابع للأحداث والمستجدات في تونس لا يقف أمام محاولات التعبئة في الشارع التي تقودها أطراف معارضة وصل إفلاسها الأخلاقي إلى إستدراج تلاميذ المدارس والمعاهد في المظاهرات والزج بهم في إحتجاجات المطالبة بإسقاط الحكومة .. فلا ينكر أحد وقوف أجهزة الأمن على حياد من هذه التجاذبات وضمان حرية التعبير السلمي لجميع الأطراف المتناحرة بين التي إستوفت شرعيتها وبين من هي غير قادرة على ضمان الخروج من المرحلة الانتقالية للوصول الى الشرعية الدائمة حسب القوانين والتشريعات المستحدثة .. لقد أكّدت العمليات الأرهابية الأخيرة في تونس العميقة عن وجود تقصير متعمد من هياكل الدولة وغياب إستراتيجية واضحة للتصدي للمد الإرهابي الذي يجتاح بلادنا خاصة إذا علمنا أنّ السلفية النوفمبرية تحوّلت إلى رقم مخابراتي يخترق الأجهزة الامنية ومكونات المجتمع المدني على حساب باقي أطياف التنظيمات السلفية أمام إعلام معتل وقضاء معتل لا يقدر أحدهما تضميد جراح الآخر بعد هروب بوهم لحنين .. لذلك إختلّ التوازن السوسيوسياسي بعدما قفزت مجموعة 14 جانفي 2011 إلى أوكارها وركبت مجموعة 23 أكتوبر 2011 على الثورة وإستحقاقاتها لتبقى مجموعة 17 ديسمبر 2010 في التسلل وخارج جميع المعادلات التي ما زالت تتجاهل أسباب إندلاع الثورة التي صفق لها كبار العالم تقديرا وإجلالا على أسلوبها الحضاري .. لذلك فإنّه لا يمكن لعقارب التاريخ أن ترجع إلى ىالوراء وتسمح للمافيا النوفمبرية ومن حام حولها بالعودة الى المشهد العمومي لأنّ الشعب مصمم على صيانة وحماية ثورته بنفسه وليس بقيادة حركة النهضة أو بالمعارضة المهترئة أو بالارهابيين .. لأنّ للحرية والكرامة ثمن لا يعرفه ولا يعطيه حق قدره إلاّ من وقع إنتهاك حريته وديست كرامته بين اهله وذويه في عهد ولّى ومضى ولن يعود مهما كلّف التونسيين ذلك .. فمن أخذ وقته لا يمكن له يأخذ وقت غيره مهما استنبط من مكائد ودسائس ضد شعب قرر أن يكون حرا ويصون كرامته بنفسه .. ولن تكون عوارض المسحة الارهابية التي تمر بها بلادنا ابين الفينة والاخرى لاّ منطلقا لمزيد وحدة شعبنا ضد القوى التي تدفع إلى إستنساخ التجربة الجزائرية في سنوات الجمر في تونس لأنّنا إستخلصنا من تجربتها المريرة العبرة بعد انّ إعلامنا إختصّ في التنبير ولا غير التنبير على الثورة وعلى ضحايا الحقبة النوزفمبرية .. وأصبح يصدر أصوات نحيبه بكل بهتان ونفاق على ضحايا الارهاب دون أن يتسائل عن المتورطين الاساسيين في إستجلاب الاسلحة وتكديسها في المخازن والضيعات ؟ ومن يحرّك آلة الجريمة الممنهجة من خونة وزارة الداخلية .. ؟ .. وللحديث بقية ..
Posted on: Thu, 24 Oct 2013 14:28:11 +0000

Trending Topics



Recently Viewed Topics




© 2015