في إحدى العطل الصيفية ، زارتنا امرأة - TopicsExpress



          

في إحدى العطل الصيفية ، زارتنا امرأة لم أكن قد رأيت وجهها من قبل ، حينها كنت أتصفح " الفايسبوك " و أدردش مع أصدقائي أذكر حينها أن الكونيكسيون كانت قد خفت قليلا و كيف لا أذكر يوما تاريخيا كهذا لقد كان عيدا بالنسبة لي ، فجأة سمعت أمي تناديني : تعالي ألقي التحية على خالتك فلانة، رباه ما هذه الورطة ؟ ، تبا كم أكره هذه المواقف أقوم فقط لألقي التحية على امرأة لا تمت لي بأدنى صلة و أنا أعلم علم اليقين أنني يجب أن أتحمل أسئلتها الغبية و دعاباتها " الحامضة " : " كبرتي شوية " " كاتقراو شي ؟ ( لا كانمشيو نديو لوراق للأستاذ يصاوبلنا صاروخ ونجيو )" " ايوا زيري راسك باش تولي طبيبة " .... أفكار أخرى يجب علي أن أتحملها تبا للحياة التي حكمت على أن أتعفن في هذا المجتمع القذر و أنصت إلى حثالات تفكير النساء من هذا النوع : فقط أطفالها الذين كانوا يصرخون في كل مكان و ينطقون بألفاظ لا تقل انحطاطا عن مستواهم فقط هؤلاء كانوا يعكسون خلفية أمهم ، أي تربية : هذه يكسرون كل شيء ، لا يحترمون أحدا لا يخافون كبيرا و لا صغيرا إذا كانت هذه هي تربية تلك الأم فبئسها تربية ، المهم قمت ووجهي يحمل في طياته ملامح الغضب و الثأر ألقيت عليها التحية بهدوء و اصطنعت ابتسامة من باب اللباقة ، وعدت أدراجي ولكن ما زاد الطين بلة وما زاد من غضبي أني وجدت أطفالها يعبثون بحاسوبي ، يا إلهي بحوثي ، مستقبلي ، إبداعاتي، فايسبوكي إنهم يعبثون بحياتي من حيث لا يدرون حلقت جيوش غضبي وعلت وجهي غيمة سوداء ، كان غضبي في تلك اللحظة ليهدم جبلا لو حضر في مواجهته ، قتلت في نفسي ذلك الغضب مجددا و تصنعت الابتسامة و أخرجتهم من غرفتي بلطف و ما هي إلا لحظات قليلة حتى سمعت أصوات صاخبة كانوا يصرخون و يتقافزون هنا و هناك ، أي حياة هذه هل على كل امرأة زارتنا أن تحضر معها جيشا من الأطفال؟ ،يا رب إنهم يقتلون تركيزي يشتتون تفكيري ينغصون علي لحظات كانت لتدخل في تاريخ سعادتي ، رحمتك يا رب كيف ابتليتني بهؤلاء " البراهيش " و أي خطيئة جنيت حتى وصل بي العقاب إلى هذا الحد ،قمت من مكاني مصممة على أن أشن حربا على هؤلاء الحشرات فقد طفح الكيل وعقلي يكاد يطير من مكانه و قلبي يوشك أن يخرج من بين أضلاعه ، توجهت نحوهم حافية القدمين ثم نظرت إلى أصغرهم سنا – لأنه أول من وجدته أمامي – بنظرة و إن كانت تحمل معنى فهي تحمل كل معاني الحقد والغضب تجردت من إنسانيتي من لطفي من عطفي من كل شعور كان يمكن أن يحول بيني و بينهم و لم أشعر بنفسي حتى " شيرت عليه بقرقابة " فسقط أرضا و بدأت أنظر إليه نظرة أسف و اعتذار و بلغ مني الندم الغاية التي لا غاية بعدها و أحسست أنني ارتكبت جريمة لن أغفرها لنفسي ما حييت و أنني اقترفت الخطأ الذي لم أقترف له مثيلا في تاريخ أخطائي وقلت في نفسي يا إلهي ما ها الطفل البريء الذي يرمقني بنظرات ساذجة ما هذا الملاك الوديع ليس ذنبه سوى أنه أراد أن يلعب و حقه اللعب فجنيت عليه ولم أجني إلا على نفسي و بينما كان قلبي يخفق خفقة الندم والأسف لمعت في ثغر الفتى بسمة – صدقوني لو حضر كل العلماء و المفكرون ما فسروها و لا استطاعوا إليها سبيلا- و قال لي بكل براءة ووداعة " هيهي هيهي و الله ما قسحتيني ياااالله " وقام من مكانه كالثور يقفز هنا و هناك فلعنت اللحظة التي صدقت فيها أن البراءة يمكن أن تلتمس سبيلا لوجوه هؤلاء الشياطين الأقزام وتمنيت لو أن الضربة أفقدته وعيه فأسلم من صداع الرأس و قلت في نفسي " يا ليتني شيرت عليه بسباط لعل هذا كان لِيٌفي بالغرض " .. و عدت إلى حياتي التافهة و أخذت حاسوبي و فتحت فايسبوكي و غادرت المرأة مع " جيشها من الأطفال " و عشت أنا وقرقابتي في سلام by Doll
Posted on: Wed, 04 Sep 2013 10:10:00 +0000

Trending Topics



Recently Viewed Topics




© 2015