نشرنا بالامس رقم 1 و 2 Aya Alaa Hosni في - TopicsExpress



          

نشرنا بالامس رقم 1 و 2 Aya Alaa Hosni في ذكرى #مجزرة_الفض ... شهادتى على #المحرقة (3) رأيت ذلك الأب .. الذى مات له إبنه الأكبر فى ريعان الشباب .. يختضنه و يبكية بحرقة .. دنوت منه .. قلت له .. هنيئا لك يا ابوا #الشهيد .. سبقك على الجنة .. بالله عليك لا تبكى .. لا تقلل من ثوابه .. فتخف وتيرة بكاءه و يقول "ضنايا يا ناس البكرى يا ناس .. صابر يا رب ... مش معترض يا رب" ... و ظلت مشاهد الجرحى و الشهداء تتوالى .. يعجز لسانى عن حكايتها .. و تعجز كلماتى عن تسطيرها لكثرتها ... لم اتخيل يوما انه بإمكانى لمس شخص قاب قوسين أو ادنى من الموت .. ناهيك عن أن يكون جريحا أو شهيدا .. كنت أقف عاجزة أمامهم .. فتمتد يدي لهم .. لست أدرى لماذا كنت أمسه على وجوههم و جبهاتهم .. أكنت اتبرك بهذه الدماء الزكية .. اعلم ان هذا ليس فى ديننا فى شئ .. و لكن شئ بداخلى كان ينمو و أنا المس هذه الدماء الطاهرة .. شئ بداخلى كان يشمخ و يكبر غير قابل للإنكسار ... اتذكر أنى رفعت الغطاء عن أول شهيد جاء إلينا متهتك الجمجمة .. و جلست بجوارة اتأمل ملامحه التى شوهت .. و أتأمل مخه الملقى بجانبة .. و تختلج المشاعر و التسؤلات بداخلى .. و كأنى أحدثة .. رأيت زوجته الصابره بعدها عندما أتت لتتعرف عليه .. لم تبك كثيرا .. مسحت على وجهه و على الغطاء الذى كان يواريه .. توالى الجرحى و الشهداء على المركز الإعلامي .. و اكتظ المكان .. و زاد الوضع سوءا على ما هو عليه عندما تم إخلاء المستشفى الميدانى و مبناه الى المركز الإعلامي .. لم يعد هناك نفس فى الغرفة .. الهواء ساخن بالمعنى الحرفى .. جاءت إلينا النساء و الأطفال الذين كانوا يحتمون فى مبنى المستشفى .. و عندها قابلت "علي" .. كان بصحبة أبيه الطبيب فى المستشفى .. و خرج مع الذيين خرجوا .. و تاه عن أباه .. و عندما وجدته يقف صامتا فى ركن الغرفه منذ فتره سألته .. أين ابوك .. قال تهت عنه .. فأخذت على نفسي الإعتناء به حتى أعيده لأبوه .. و بالفعل الحمد لله سلمته لأبوه الذى وجده قدرا معى فى مركز رابعه الطبي عندنا نقلونا إليه فى حوالى الواحده ظهرا .. أتى إلي مصعب نبيل الأسقيلي .. و أخبرنى أن هناك مكان آمن يمكن أن نحتمي فيه نحن النساء مع الأطفال .. ظننت أنها شقة فى مكان مجاور .. و لم أشئ أن أذهب بأى حال .. و اترك زوجى Hassan Elkabany خلفى .. لكنه أصر على .. ودعته .. شددت على يده .. قد تكون المره الأخيره .. خرج بنا مصعب .. فوجدت أننا نتجه الى مركز #رابعة الطبي .. من الباب الخلفى الذي يقع داخل سور المسجد .. دخلنا ووجدنا مجموعة من النساء و الأطفال قد سبقنا .. فى جزء من صالة العيادات جلسن على الأرض أو الكراسي .. لا فرق كبير .. يهدئن من روع أطفالهن .. و يحملنهن على النوم .. فى عز المحنة .. شباب فى ريعان الشباب يحضرن العصائر و يوزعنها على الجالسين و الأطفال .. فى عز الإرهاب .. فتيات يقرأن القرءان بصوت عال .. و أخ يبث العزيمة فينا .. بكلمات من نور .. ثم أرى الشيخ الدكتور صلاح سلطان .. يمر بين الجرحى .. يقبل رؤوسهم و أيديهم .. حاولت من جديد أن أعاود عملى الإعلامي .. فلم أجد شبكة مجددا .. كان #السيسي الإرهابي مصر أن لا يرى العالم فظاعة جرائمة لأنه يعرف تماما أنه الخاسر الوحيد .. و إمعانا فى الطغيان .. كانت قوات #القاتل تطلق النار على باب المركز الطبي الخارجي و تتقدم .. يصدها الإخوه بالحجارة فتعود للوراء قليلا .. ثم تزداد شراسة فى التقدم .. و يزداد تساقط الشهداء و الجرحى أمامي .. حاولت المساعدة فى الإسعاف .. و لكني كلما سألت أحد الأطباء ماذا أفعل .. سألنى هل أنت طبيبة ؟ أقول لا .. يقول اذا ليس بإمكانك عمل اى شئ .. ماعدنا نحتاج إلا أطباء الجراحة .. ! لم يرضيني مكوثي فى مكاني بلا دور .. فخرجت مره أخرى للمركز الإعلامي .. منحنية تحت زخات #الرصاص .. و لكن فى طريقي .. رأيت الفتيات يجلسن على الأرصفة يقرأن القرءان .. أو يمسحن على رؤوس الأطفال .. او يكسرن الطوب و يجمعونه .. و لم ينحن منهم أحد .. فعدلت قامتى .. و اشرأبت عنقي .. و أيقنت أكثر من أى وقت مضى .. أن ما أصابك لم يكن ليخطأك .. و لا عاصم اليوم من أمر الله .. إلا من أتى الله بقلب سليم .. عدت للمركز الإعلامي .. أصطحب النساء و الأطفال اللواتى احتمين به الى مركز رابعة الطبي .. الذي ظننت أنه أكثر أمننا .. و لكن على الأقل .. كان به تكييف .. فالمركز هو الوحيد الذي لم تقطع عنه دولة الظلم الكهرباء ... و قررت أن أخذ جولة فى الميدان .. خارج الأسوار .. ((يتبع))
Posted on: Thu, 22 Aug 2013 19:38:23 +0000

Trending Topics



Recently Viewed Topics




© 2015