الحَسناءُ المخدوعه! خَدَعوها - TopicsExpress



          

الحَسناءُ المخدوعه! خَدَعوها بِقَولِهِم حَسناءُ وَالغَواني يَغُرُّهُنَّ الثَناءُ هكذا بدأت حياتها وعملها بكلمةٍ تُهيِّج خواطرها وتضعها في مصاف جنسها؛ فاغترت بحالها، ولملمت شتات حسنها في وجهها بمساحيق مُفبركة للحقيقة والواقع، فصالتْ وجالتْ بدعم من هم يقولون "حسن الوجه أهم شيء في المرأة"، فلم ينتبهوا للقبح الباطني لها؛ لأنهم ليسوا بعارفي ما تدفنه في نفسها من سوءِ فهمٍ وقلة معرفة، ولأنهم كانوا يبحثون عن مصالح شخصية في أنفسهم لذلك نسوا ما يخدم المجتمع في قطاع يخدمهم ويربطهم بالعالم الخارجي. مجالها أو المجال الذي تطفلت عليه (لكي نكون أكثر دقة)، مجالٌ ذو حساسية تامة، ويحتاج إلى فكرٍ يقظٍ يعرف بواطن الأمور في مجالاته المتعددة، وبَدَهية ترتكز على وظائف المجال نفسه، ولا بد أن تكون لها ثقافة واطلاع متنوع لا أن تؤدي دورًا مسرحيًّا كالجوقة لتبدي زينتها لمن يبحثون عن متعة النظر فقط وما يأتي من بعدها. "هم" عندما قالوا ما قالوه، في شخصها الكريم كانوا يرسلون سهامًا مغشوشة في واقعها يريدون الإخفاق لمجال الحرية العظيم؛ لأنهم مؤجَّرون لتمرير القرارات العليا عليهم، فتباهت وتمايلت أغصانها المزيفة أمامهم، وشدت من مأزرها كي تُظهر ما يخفيه الحياء، فذهب كل شيء أنثوي فيها، ووصلت إلى مرحلة الترجل، والانسلاخ من ذاتها، وهي في نفسها تظن أنها حققت الطموح بعملها، فتغابت أكثر من أن تكون متحاذقة في هكذا وسط. "هي" في حقيقتها لا صوت لها إلا كنقيق الضفادع لتؤنس حالها من هجعة الليل، ظناً منها أن صوتها يُطرب الألباب فيما يبُث من علمٍ ومعرفةٍ تدور رحاها في ربوع العالم، وهو في الواقع كلامٌ مزيفٌ أرادوا منه رفع قدرها المنحط بين ثُلةٍ من أمثالها لتسير على نهج من سبقوها وأرادوا الوصول على فقاعة من "الهيلمان"، ما إن شيكت حتى انتهت وتبخرت في الهواء الطلق. هي غانية تثير الأنفس الضعيفة بما تخلفه المقدمات والمؤخرات، اللواتي يُعتمد عليهن في كثير من التقييم في كثير من الأعمال؛ ليكونن أكبر معين لصاحبتهما في أوقات عصيبة، وهي الغانية التي غرّها الثناء المشحون بالمجاملة، فأسرجت حصانها الذي يأبى ألا يطاوعها، لعدم مقدرته على مخالفتها، فكرّت وفرت على بطن ظهره، فكيف يخالفها وهي تسند حريرها عليه، فتجده يعدو بلا عقل ورويِّة، إلى أن تصل إلى هدفها، أو يُنحَّى هو عن الخدمة لكبر سنه، أو لظهور علامات فشله وفساده بين مجتمع جنسه، فتصل هي إلى الهاوية لتأتي أخرى محلها تبدأ مشوارها مع حصان آخر. زيفٌ وخداعٌ ينخر جسدها المشدود بأوتار من الوهم، فثابرت بأن تخصص جُلَّ وقتها أمام "السجنجل" الخدّاع، وتستبيح حرمات الحياء تحت ستار التطور الشكلي فقط، فغرها بُهرجها الناعم بفعل تقنيات حديثة ما تلبث أن يظهر بشاعة مظهرها خلال فترة وجيزة؛ فتناست اسمها ورسمها كامرأة حتى كثُرت في غرامها الأسماء الساعية إلى لذة تفترق بينها الطرق المشروعة. لم تبالِ بصنيعها حتى أرهقت الآخرين (من الضعفاء) بما صنعت، فرسموا خططا تحت غطاء المساواة لتكون على حساب عادات وتقاليد مجتمع إسلامي، فتناسوا ونسوا الواجبات والحقوق، وألحقوا العار بسفك الحرمات والحريات وإباحة التشريعات المستوردة على شعب أراد أن يحافظ على خصوصيته، فهم مدسوسون مع سبق الإصرار والترصد. ... يقولون في الزمن الغابر إن العذارى قلوبهن ضعيفة، لكن الآية اختلفت في زماننا هذا، وانقلبت رأسًا على عقب، حتى أصبح الرجل هو من يدعو العذارى بأن يتَّقين الله في وجوده البشري، لأنه هو الضعيف كونه ابتعد عن إيمانه الحقيقي.. فمن هنا تداعتْ الأسماء وكثرتْ الألقاب ذات المغزى الذي لا يتعدى دفء الفراش. إنها تدّعي المعرفة وهي لا تعرف (المسألة الزنبورية التي قتلت سيبويه، أو بالأحرى لا تعرف ما دار بين الكسائي وسيبويه، أو لا تعرف ماذا يعني اسم سيبويه أصلًا، أو لم تعرف ما قالته العرب: تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها).. إنها تتنمق في حديثها، وتتلوى كحية جرها الجوع إلى جحر الفئران لتحظى بصيد يسد رمق جوعها، فاستسلمت لشبق ونهم الشهرة فقط، فاسْتَبَقت صِبغة الشفاه الكلام المنطوق الموزون بحرفة قائله، لتغرد في سرب يهوى بلوغ لغة الجسد قبل لغة الفكر والمنطق. .. فحقاً كانت حسناء مخدوعة بقولهم الذي اتخذته قاعدة انطلاقة لها إلى عوالم مختلفة، تجر نفسها إلى حيث لا تعلم.. فصدق أمير الشعراء أحمد شوقي حين قال:"خَدَعوها بِقَولِهِم حَسناءُ....وَالغَواني يَغُرُّهُنَّ الثَناءُ"، وربما ما أتيتُ به ليس تأويلًا لمقصد الشاعر في قصيدته، ولكن مطابقة لواقع بعضٍ من الإعلام العربي الذي يريد تحقيق مآربه على حساب امرأة تريد الشهرة.. لتكون الشاشة مقاسات تلتصق بالأجسام النشطة. هلال بن سالم الزيدي كاتب وإعلامي abuzaidi2007@hotmail الإثنين 1/7/2013 .. الرؤية العدد: 1040 .. alroya.info alroya.info/ar/citizen-gournalist/citizen-journalist-/62688--
Posted on: Mon, 01 Jul 2013 05:05:08 +0000

Trending Topics



Recently Viewed Topics




© 2015