"الشوايا والديرية" نعرة زرعها النظام وأطاحت بها الثورة علاء وليد | دير الزور أورينت نت- 01/08/2013 حاول نظام الأسد جاهداً على امتداد فترة حكمه السوداء تغذية النعرات والتناحر بين العشائر التي ينتمي إليها غالبية سكان محافظة دير الزور، وكذلك إشعال الخلاف والفرقة بين أبناء الريف والمدينة تحت قاعدة (فرّق تسد) المتّبعة لديه. ومن هذا عمل على زرع وترسيخ مصطلح (الشوايا) على أبناء الريف و(الديرية) الذين يمثلون سكان مدينة دير الزور فقط، وعمل على اللعب بهذه الورقة بشكل يفوق الورقة الطائفية التي يحركها ضد أبناء الطوائف المختلفة في سوريا، حيث أنه يلعب بها ضد سكان محافظة يجمعهم الدين الواحد والطائفة الواحدة والعرق الواحد ومعظمهم يربط بينهم صلات القرابة والنسب إلى أجدادهم البعيدين. بديل الطائفية: حول هذا الموضوع، يرى عبد الله الخلف أستاذ مدرسة من أبناء قرية السوسة بريف البوكمال التابعة لمحافظة دير الزور أن : "النظام الطائفي الذي حكم سوريا خلال أكثر من أربعين عاماً، كان مدركاً أن وجوده وقوته ينبعان من ضعف الآخرين وتشتتهم، ومن هذا عمد إلى بث التفرقة وتغذية الانقسامات بين شرائح المجتمع السوري وأطيافه، إلا أنه لم يجد في دير الزور وريفها بيئة مناسبة لإذكاء النزاع الطائفي كونه لا يوجد فيها تنوع طائفي يذكر؛ فعمد إلى نشر العداوات بين أبناء المدينة والريف وراح يوغر صدور الفريقين كل منهما على الآخر". ويضيف الخلف: "في ظل تركيبة طائفية متماسكة تتمتع بها دير الزور لم يتمكن النظام من ممارسة لعبته المفضلة بالعزف على الوتر الطائفي الذي انتهجه في العديد من المناطق داخل سورية وخارجها؛ في العراق ولبنان وحتى تركيا حيث استخدم تلك اللعبة كورقة ضغط استراتيجية على البلدان المجاورة لسورية ولتشتيت قوة الشعب وإرادته على الصعيد الداخلي، فعمل في دير الزور مثلاً على زرع روح التخاصم بين أبناء الريف والمدينة من خلال التعيينات الحزبية والإدارية التي حاول من خلالها تأليب كل طرف على الآخر بتولية أشخاص يغذون نزعة التفرقة بينهما ويعطلون مصالح أحد الطرفين لصالح بث الكراهية تجاه الطرف الآخر، وهذا ما نجح به في مرحلة من المراحل". أسباب النعرة: وحول نشأة تلك النعرة في دير الزور، يقول الباحث محمد .ح من أبناء دير الزور لـ"أورينت نت": "النظام بحد ذاته هو أحد أهم أسباب النعرة بين أبناء الريف والمدينة بدير الزور وبعض المحافظات الأخرى إلا أنه ليس السبب الوحيد لوجودها، فالنعرة بين أبناء المدينة والريف موجودة لدى أغلبية الدول العربية وهي نعرة البدوي والحضري، والسبب الرئيسي لهذه النعرة هو اختلاف الرؤية ما بين أهل الريف والمدينة من حيث متطلبات الحياة والرغبات، فابن المدينة يتطلع للعصرية وكل ما هو جديد والمواكبة مع المدن الأخرى، أما ابن الريف فيتطلع للأصول والجذور والعادات والتمسك بها ويكون على الأغلب انطوائياً خارج قريته لأنه لا يجد البيئة المحتضنة في حين أن ابن المدينة لا يجد في الريف طموحه وآخر صرعات عصره". وأشار الباحث إلى أن "النظام عمل دون وعي كامل منا خلال أكثر من 40 عاماً على تعزيز وجوده وحكمه، وغرز بين أبناء محافظة دير الزور نزعة بين أبناء الريف والمدينة (الشوايا والديرية) من خلال تهكّم كل طرف على الآخر، فأصبح من يعينه النظام مسؤولاً، يسعى لتوظيف جماعته ومنحها الامتيازات، في حين يمنعها عن الطرف الآخر، طبعاً هذا كله بمباركة النظام وأجهزته الأمنية التي كانت تغض الطرف عن هذه التصرفات، إلا أنه وكما يقال حين "جد الجد" سرعان ما تلاشت هذه النزعة – لا أقول كلياً- وخير دليل على ذلك توحد الطرفين في خندق واحد لمواجهة النظام وتقاسم الغذاء والدواء وحتى القبور في أحيان كثيرة". بعد الثورة: وللثورة أثر كبير في نسف تلك النعرة التي زرعها النظام، يقول محمد بعاج (تاجر من أبناء مدينة دير الزور): "ما إن لحقت دير الزور بركب الثورة حتى تكاتفت صفوف المتظاهرين في المحافظة لتعلن سقوط أول جزء من تركة النظام الحاقد، فكان أبناء الريف والمدينة جسداً واحداً في المظاهرات السلمية وبعدها في خنادق القتال لمواجهة آلة الحرب والقتل الأسدية طوال أكثر من عام، خصوصاً في الفترة الأخيرة التي تشهد هجوماً عنيفاً على المحافظة". وعن مدى استمرار هذه الحالة على الرغم من الخلافات الكثيرة التي شابت الثورة يوضح بعاج: "حتى يومنا هذا لا يزال أبناء ريف دير الزور يرابطون في أحياء المدينة دفاعاً عن الأرض والعرض ويروون ترابها بدمائهم، ويدفنون في حدائقها، وما تزال بيوت أهالي الريف تحتضن العائلات التي نزحت إليها من مدينة دير الزور هرباً من القصف ونيران الحقد الأسدية، وأصبح الحديث عن -الشوايا والديرية- ضرب من الدعابة الخفيفة يتداولها الطرفان حينما يتحدثون في جلساتهم العائلية عن ذكريات الماضي". orient-news.net/?page=news_show&id=4659
Posted on: Thu, 01 Aug 2013 19:42:12 +0000
Trending Topics
Recently Viewed Topics
© 2015