من أوراق تغريبتي #السورية #نجم الدين - TopicsExpress



          

من أوراق تغريبتي #السورية #نجم الدين #سمّان 1- #استنبول ستجد سورياً واحداً على الأقل في باص النقل الداخلي؛ وأكثر من سوريةٍ وسوري في الميترو؛ و على أرصفة استنبول.. و بخاصةٍ في الشوارع المُتفرّعة عن ساحة تقسيم؛ ستتنحّى قليلاً.. لتعبُرَكَ لهجةٌ سوريةٌ أو لهجتان على أقل تقدير؛ و في منطقة الفاتح.. ستجد أكثر من مدرسة سورية و من مطعم سوري واكثرَ من مافيا سورية: بينها مافيات مُعَارضَاتية أيضاً.. يكرهون بعضهم بعضاً إلى درجة التخوين و الإقصاء الشديد ؛ و في حديقة أكسراي.. ستجد اطفالاً سوريينَ مُنعّمين و.. يلعبون؛ و أطفالاً سوريينَ بوجوهٍ شاحبةٍ.. يتسوّلون؛ و أيضاُ.. سوريين ينصبون على سوريين؛ و سوريين يُسمسِرون بسوريين؛ و سوريين يقبضون ثمن أحلام سوريين بالهجرة إلى السويد؛ و ستجد تحت ظلّ الأشجار في الحديقة.. ظِلالَ الذين ماتوا غرقاً من السوريين؛ و سوريين كأوراق هذا الخريف.. سقطوا عن شجرة أحلامهم؛ و سوريين يتفاخرون بانهم قد خرجوا من السجن الأردوغاني بسهولة.. لأنهم زوّروا جوازَ سفرٍ يونانيّ أو... بلغاري؛ أو.. فيزا الاتحاد الأوروبيّ العَصِيّةِ على التزوير؛ سيبتسم سوريٌ لسوريِّ.. كما يبتسم الثعلبُ للدجاج في قُنِّ الغُربة: - أهلا و سهلا بابن بلدنا؛ بدّك بيت للأجرة؛ ثم تكتشفُ السوريُّ بأنّ السوريَّ قد استأجر عدَّة شُققٍ و يُعِيدُ تأجيرَها لابن بلدهِ السوريّ بضعف الثمن؛ و في استنبول سيجد السوريّ.. إذاعات اف إم سورية ثورجيّة على طريقة المتعهدين؛ ولا يُديرها إعلاميّ؛ ليس فيها إعلاميّ؛ أو تقنيٌّ سوريّ مُحترِف إلا ما ندر؛ و لايسمعها سوريٌّ واحدٌ.. اللهم سوى العاملين فيها؛ وهم في الغالب.. من أسرة و أقارب المتعهد الإعلامي الثورجيّ؛ و جرائد و مجلات سورية ثورجيّة تفتقد لأول أبجديات الصحافة كما لآخرها؛و يجتاحها الارتجال والآخطاء المهنية الفاضحة؛ ستجد منظمات إغاثة سورية ليس لها وجود سوى في اللوغو الذي اختارته رمزاً لها بألوان علم ثورة الحرية والكرامة؛ و تجد ألوانَ العلم ذاته.. على ساعة مديرها العام والموظف الوحيد فيها و في كرافتته أحياناً؛ سترى في استنبول.. كما كنتَ ترى في سوريا الأسد طيلةَ أربعينَ عاماً.. التشكيلةَ السوريةَ ذاتها؛ سترى الحالمين والشرفاء و العِصَاميّين و المُحبَطِين من النظام ومن الثورة في آنٍ معاً؛ كما سترى النَصّابِين من كلّ نوعٍ و حزبٍ و جبهةٍ و مجلسٍ و ائتلافٍ و هيئة؛ وترى المُقامرين بأبناء بلدهم في الوطن كما في الغربة و سماسرة الثورة و الوظائف للسوريين والبيوت ورحلات التهريب المُمِيته؛ و تتمنى لو أنك لم تَرَ امرأةً سوريةً تُشبِهُ أُمَّكَ إلا قليلاً.. تنامُ في حديقةٍ مُنزوية؛ و تحاولُ أن تُقنِعَها بأن المُخيّم الذي هربت منه... هو أهونُ الشرّين: شرّ الطاغية؛ و شرّ مَن يخطفونَ الثورةَ ضدَّهُ و يلعبون بأقدارِ مَن ثاروا عليه.. كم على السوري أن يكتشف نفسه في تغريبته السورية الكبرى؛ ويكتشف السوريين من جديد؛ و كأنّه لم يكن منذ ولادته و حتى غربته.. إلّا غريبَ اليَدِ والوَجهِ و القلبِ و اللسان. برج غَلَطَه.. استنبول بعيني الثالثة.. و بكاميرتي \ نجم 2013 ق.م الحريّة https://facebook/photo.php? fbid=10202324225086220&set=a.10204884128922216.1073741833.1209576372&type=1&theater
Posted on: Thu, 15 Jan 2015 09:53:56 +0000

Trending Topics



Recently Viewed Topics




© 2015