"حرب الخليج هي أحقر حرب خضناها (نحن - TopicsExpress



          

"حرب الخليج هي أحقر حرب خضناها (نحن الأميركان) حتى الآن، وأنها خطأ مأساوي سيكلفنا الكثير".. هذا ما صرح به بعد أيام قلائل من قصف ملجأ العامرية البروفيسور (ماكغواير غبسون) المتخصص في حضارات ما بين النهرين في جامعة (شيكاغو) لصحيفة (الغارديان ويكلي)، تعبيرا عن استنكاره الجرائم البشعة التي ارتكبتها الإدارة الأميركية ضد شعب هو من أعرق شعوب الأرض قاطبة. ومن ذلك قصف ملجأ العامرية ومعمل حليب الأطفال. فبذات المنطق الذي استخدمته اميركا لتبرير قصفها مدينتي هيروشيما وناكازاكي بالقنابل الذرية حينما ادعت أميركا أنها قصفت قاعدة مهمة للجيش الياباني. أعلنت إدارة الشر الأميركية، حينما أقدمت على جريمتها بقصف معمل حليب الاطفال انها قصفت منشأة عسكرية تنتج أسلحة كيمياوية، بينما ادعت أنها قصفت مقر قيادة وسيطرة عسكرية في بغداد حينما قصفت ملجأ العامرية المدني. الحقيقة التي لا يختلف عليها اثنان أن أميركا استهدفت قتل المدنيين الأبرياء في العراق مثلما استهدفت قتل المواطنين اليابانيين قبل حوالي 50 عاما. وما ادعاءاتها المختلفة إلا محاولات للتضليل الذي تتقن صناعته، فقد أرادت من هذه الجريمة البشعة ترويع الناس وإرهابهم وهز معنوياتهم والتأثير في صمودهم ومقاومتهم العدوان. فبعد قصف معمل حليب الأطفال في الثاني والعشرين من كانون الثاني/يناير عام 1991 من قبل مغول القرن العشرين وتحويله إلى حطام توجه فريق من الصحفيين والمراسلين المتواجدين في بغداد بينهم (بيتر ارنيت) مراسل شبكة (CNN) التلفزيونية وبعد جولة لهم في أرجاء المعمل المدمر لم يعثروا على أي دليل يثبت كونه معملا لإنتاج الأسلحة الكيمياوية، أو أي نوع من أنواع الأسلحة وقام (بيتر ارنيت) بتذوق عينات من الحليب أمام كاميرات التلفزة بينما أخذ قسما آخر منه ليجوب بها كبريات المدن الأميركية عند رجوعه، وكان يقدمه ممزوجا بالقهوة‍‍!! إن الهدف الأساسي من قصف المعمل كان الطفولة العراقية وزيادة معاناتهم في ظل الحصار، من خلال الإيغال في منع الغذاء والدواء عنهم وخصوصا حليب الأطفال. وعلى الرغم من هشاشة المزاعم الأميركية قال الجنرال (كولن باول) في إحدى مقابلاته وقد أخذته العزة بالإثم "نحن على يقين من أنه معمل للأسلحة الكيمياوية." واعترض المراسلون الغربيون على ذلك ومن بينهم (بيتر ارنيت) على هذا القول. وبعد مدة قصيرة أعلن المتحدث باسم شركة (نستلة) السويسرية وهي المنتج الأول للأغذية الخاصة بالأطفال في العالم "نحن نعرف أنه معمل لأغذية الأطفال". وأكد مسؤولون في الشركة انهم كانوا يقومون بزيارات دورية للإشراف على بنائه طوال السنوات الماضية. إن هذه التصريحات لم تنقل في أي من الشبكات التي حرصت على نقل هجوم (باول) على مراسل شبكة (CNN) مثلما حرصت على نقل تصريحات المسؤولين الأميركان بأن المعمل منشأة عسكرية! (رامزي كلارك) وزير العدل الاميركي الاسبق أكد "أن معمل حليب الاطفال كان أحد الأهداف الأولى للقصف ولا يعتقد أي عراقي ان القصف حصل بالمصادفة، وأن ما زعمته الإدارة الأميركية كذب". لأنه تحدث مع أكثر من عشرين شخصاً ممن يعملون في المعمل، وكلهم أكد بشكل قاطع أنه معمل لحليب الأطفال دون أدنى شك. وحينما قصف الأمريكان ليلة الثالث عشر من شباط/فبراير ملجأ العامرية قدموا النموذج نفسه (الكذب والتضليل) الذي اعتمدوه في حروبهم. فقبل الفجر بساعة اطلقت الطائرات الأمريكية من نوع (أف-111) صاروخين موجهين بالليزر صمما خصيصاً لاختراق سقف الملجأ يزن كل منهما طنين فأحدث الأول فتحة كبيرة في سقف الملجأ، من خلال فتحة التهوية ليحدث عصفا يؤدي إلى إغلاق الأبواب في الملجأ ويمنع المقيمين فيه من الخروج. أما الثاني فأنه مر من خلال الخرق الذي أحدثه الأول لينفجر في داخل الملجأ ممزقاً أجساد الأطفال الغضة وأجساد النساء والشيوخ، ويحول الملجأ إلى فرن لصهر البشر بلغت حرارته آلاف الدرجات المئوية، وهذا مما أدى إلى استشهاد (402) من المواطنين الذين احتموا بالملجأ من قصف الطائرات، وكان من بينهم (52) طفلاً رضيعاً و(261) امرأة امتزجت دماؤهم برماد الموت ونثار الإسمنت المحطم. وأمام آثار الدماء المختلطة بالركام والخطوط التي حفرتها الأمهات والأطفال الشهداء على جدران الملجأ، أمام الحقيقة التي لا يمكن إغفالها انهارت صناعة الكذب الأميركي، واضطر (البنتاغون) إلى الاعتراف بالجريمة البشعة التي ارتكبتها أميركا ضد شعب العراق على الرغم من أنه حاول تصوير جريمة القصف بأنها "حدثت خطأ" وليس بالقصف المتعمد لمكان مدني!!. فقد نشرت صحيفة "الصنداي تايمز" البريطانية في عددها الصادر يوم 17/2/1991 أن مصدرا رفيعا في (البنتاغون) أبلغها بأن "وزارة الدفاع الأميركية تعترف بارتكابها خطأ بقصف ملجأ مدنيا في بغداد، وأن المعلومات التي بموجبها تم تشخيص المكان كملجأ عسكري كانت معلومات قديمة!!. أية معلومات قديمة؟! وقد ذكر شهود عيان في منطقة العامرية، حيث يقع الملجأ، أن الطائرات الأميركية ظلت ثلاثة أيام متوالية تحوم حول المنطقة، وأحياناً بارتفاعات منخفضة؟!!. ويبدو أن الهدف من هذا الطيران كان تصوير المنطقة بدقة والتعرف على مواصفات الملجأ وتحديد كيفية إصابته إصابة مباشرة وإلحاق الأذى الفادح بالقاطنين فيه، وهذا ما عكسته طريق تنفيذ الجريمة. إذاً المعلومات ليست قديمة، ولكنها أكذوبة قديمة، وورقة من أوراق التضليل الأسود. في كتابه (احذروا الإعلام) أفرد (ميشيل كولون) فصلا مهماً لدراسة أساليب التضليل التي مارستها ماكنة الدعاية الغربية لطمس حقيقة هذه الجريمة البشعة وسعي شبكات التلفزة الأميركية والغربية عموما إلى الحد من تأثير هذه المأساة وانعكاساتها في الرأي العام العالمي. يقول (ميشيل كولون) "أن الأمر الذي صدمتنا ملاحظته هو أن المراسلين يتحدثون عنه باسم (الملجأ) في حين تصر هيئة التحرير المركزية على تسمية (المخبأ العسكري). إن اختيار التسمية ليس بريئاً.. فالملجأ هو مدني بالضرورة، أما المخبأ فهو عسكري بالضرورة أيضا، والثاني يوافق الطرح الأميركي الرسمي". ويستغرب (كولون) من عدم نشر مجلة "باري مانش" الفرنسية صور ضحايا الملجأ وهي التي "عودتنا على نشر الصور الواضحة للحوادث ومحاولات الاغتيال"!!. لكنه يجيب على هذا الاستغراب بالقول "إن سبب تكتم الصحيفة على نشر صور الملجأ هو أن أولئك القتلى لا يخدمون أغراضها ويناقضون الدعاية المطلوبة". الأدهى من ذلك أن المصادر العسكرية عدت قصف الملجأ، حتى بعد انكشاف الحقيقة، دليلاً على مهارة الطيارين الأمريكان وفعالية قنابلهم (الذكية)!!. لقد كشفت جرائم الأمريكان وحلفائهم مدى استهتارهم بالقيم والمواثيق الإنسانية واستخفافهم بحياة الشعوب. لقد أرادوا النيل من إرادة العراقيين وإصرارهم على مواصلة مسيرة النهوض ووقوفهم وراء قيادتهم، وبذات الوقت أراد الأمريكان إعادة الاعتبار لأنفسهم التي هزمت في فيتنام والثأر من العراق الذي دك تل ابيب بالصواريخ، التي قال عنها (شيمون بيريز) خلال زيارته إلى المغرب عام 1992، "أن العراق سيدفع غالياً ثمن الصواريخ التي أطلقها على تل أبيب"!!. ومن أجل ذلك كانت الإدارات الأميركية المتعاقبة من (الجمهوريين) و(الديمقراطيين) معاً يشددون على فرض الحصار واستمراره على العراق، إلى أن استنفدت إدارة الشر الأمريكية قدرات العراقيين وألبت الرأي العام العالمي بالكذب والأضاليل وبالتعاون مع العنصريين في بريطانيا وأستراليا مثل التابع الذليل (طوني بلير) الصغير و(جان هاوارد) وتم لهم غزو العراق، حيث تؤكد مصادر متعددة ومنها جماعة من الباحثين البريطانيين والأمريكان أن عدد القتلى من العراقيين مبدئياً خلال العدوان الأخير يتراوح على أقل تقدير ما بين 6055 ونحو 7706 وهذا ما تسميه إدارة الشر الأمريكية "الحرب النظيفة"!!. ولكن كيف مات هذا العدد من العراقيين وبأية أسلحة "نظيفة" لم يجرؤ أولئك الباحثين البوح به!!. في الوقت الذي تسيطر فيه قوى الشر على مقدرات العراق النفطية برئاسة (جورج سوروس) المعروف ولا داعي لتجديد الحديث عنه!!. كما يسيطر أعداء الإنسانية على إعادة كتابة تاريخ العراق والمنطقة ووضع المناهج التعليمية لمدارس وجامعات العراق، بحيث سيتم حذف كل مواد التاريخ والدين التي لا تناسب الصهاينة وحقيقتهم، وكذلك سيتم إلغاء تعليم مواد العلوم الكيمائية، والفيزيائية، وكل النظريات العلمية التي من الممكن أن تنشيء جيلاً متعلماً، كما فعلوا في بلاد نجد والحجاز ومصر والأردن وفلسطين والحبل على الجرار. وفي الوقت ذاته يدعي (بريمر) وصنيعه (علاوي) أنه يعمل على تحقيق الديمقراطية في العراق ترى أية ديمقراطية ستنشأ على الدم والاعتقال، والانتخابات المفبركة؟!. "المحرر" (العدد 210 – السنة الثالثة عشر 2005) airssforum/showthread.php?t=211748
Posted on: Tue, 23 Jul 2013 04:54:49 +0000

Trending Topics



Recently Viewed Topics




© 2015