الدكتور محمد البرادعى قامة مصرية - TopicsExpress



          

الدكتور محمد البرادعى قامة مصرية وطنية كبيرة، كان له دور بارز منذ عودته إلى مصر عام 2009 محركا وملهما للحركة الوطنية المصرية لكى تثور على الفساد والاستبداد والركود والشللية. وقد كتبت عددا من المقالات مشيدا بهذا الدور الوطنى للدكتور البرادعى فى أوقات مفصلية من عمر مصر. وعند عودته، وبعد اشتداد حملة نظام مبارك عليه، كتبت مقالا طويلا فى سبتمبر 2009 بعنوان (البرادعى يعرى النظام المصرى) فى صحيفة «الدستور» المصرية وفى مواقع أخرى، مدافعا عن هذا الرجل الكبير، يمكن الرجوع إليه عبر هذا الرابط: ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=194875 هذه المقدمة ضرورية لكى توضح مدى تقديرى للرجل وأن خلافى معه فى هذا المقال ليس جزءا من الحملة المدارة ضده هذه الأيام من نفس وجوه نظام مبارك تقريبا. هذه المقالة هى محاولة لتوضيح هذا الاختلاف مع أفكاره وتوجهاته، وأيضا محاولة لتفسير مواقف البرادعى الأخيرة. لقد قرأت حوار الدكتور البرادعى مع الـ«واشنطن بوست» بتاريخ 2 أغسطس 2013، وكانت العبارات واضحة تماما، ولكنه حاول التنصل منها معللا بإساءة فهم ما قاله، ولكنه فى حوار شامل لصحيفة «الشرق الأوسط» بتاريخ 6 أغسطس 2013 عاد وكرر ما قاله فى الـ«واشنطن بوست» تقريبا ولكن بطريقة غير مباشرة. فكرة البرادعى بسيطة وواضحة وهى الخروج الآمن لقيادات وأعضاء الإخوان فى مقابل وقف العنف، ثم بعد ذلك عودتهم للحياة السياسية كما كانوا والتفاوض معهم حول ما يطلبونه على أن لا يكون ضمن هذه الطلبات عودة مرسى للحكم، وأى شىء بخلاف ذلك يمكن الحوار حوله. ويتشارك البرادعى مع جون ماكين فى تعليله لهذه التنازلات حتى لا تتحول مصر إلى بحور من الدماء على غرار الجزائر والعراق وسوريا. ولهذا كما يقول «يود أن يرى الإخوان والسلفيين يشاركون فى كتابة الدستور»، «وأن يستمر حزبهم مثل السلفيين إذا كانوا يرغبون فى العمل السياسى»، وهو يرفض «شيطنة الإخوان، لأنهم جزء من الشعب المصرى الذى يجب أن أضمن حقوقه فى الحرية والعيش والكرامة الإنسانية»، ويبرر دفاع الولايات المتحدة عن الإخوان «نتيجة أنه كان هناك رئيس من الإخوان لمدة سنة».. باختصار هو يريد خروج الإخوان بأقل الخسائر فى مقابل تقليص نتائج ثورة 30 يونيو إلى مجرد إزاحة مرسى من المشهد. هذه المعادلة تعنى تقنيين الإرهاب فى مقابل وقفه مؤقتا، أى أن رسالته للمصريين تقول إنه كتب عليكم أن تعيشوا فى ظل الإرهاب وعليكم ترضية الإرهابيين حتى تعيشوا فى سلام. هو طبعا لا يقول عن الإخوان إرهابيين ولكن فصيل مصرى يسعى المغرضون لشيطنته، أى أنهم مجنى عليهم وعشرات الملايين من المصريين ناس مفترية تريد شيطنتهم. لقد فهم الإخوان الرسالة بوضوح.. مزيد من الإرهاب يعنى مزيدا من التنازلات عند الطرف الآخر، فزاد إرهابهم وزاد تهديدهم، وبعد أن تملكهم الرعب بعد 3 يوليو و26 يوليو عادوا إلى التبجح والتهديد. موقف الدكتور البرادعى يشبه التفاوض مع مجموعة إرهابية اختطفت طائرة وطلبت أشياء مستحيلة وكل يوم يلقى الإرهابيون جثة من الطائرة كرسالة رعب، وبدلا من التفكير بسرعة فى اقتحام الطائرة وإنقاذ الركاب يستمر هذا التفاوض العبثى.. ولنا بقية.
Posted on: Sun, 11 Aug 2013 17:30:17 +0000

Trending Topics



Recently Viewed Topics




© 2015