جسور داروين الخمسة: الطريق إلى - TopicsExpress



          

جسور داروين الخمسة: الطريق إلى الإنتقاء الطبيعي: هل يعتبر داروين من العلماء الذين قلبو موازين العلم ويضاهي منزلة نيوتن واينشتاين ورواد ميكانيكا الكم؟ هؤلاء الفيزيائيون قد يتفوقو على داروين من حيث القدرات العقلية, لكن داروين قد يعد العالم الوحيد الذي قلب منظور العامة خارج المجتمع العلمي تجاه العالم. هنالك اعتقاد رائج بأن داروين يعد من أكبر مثيري الفتنة. قبل داروين احتيج إلى ترسانة تعادل ما يملكه الفيلسوف ديفيد هيوم من ذخيرة لطرح اللامنطق في عبارة "بما أن الطبيعة تبدو مصممة, فلابد أن تكون مصممة". وعلى الرغم أن هيوم رأى أن حجة التصميم رديئة, لم يستطع ايجاد بديل أفضل.لقد كان على عاتق داروين الإتيان بتفسير أكثر احكاما. كانت حجة التصميم مألوفة لداروين حيث أن جميع طلاب كامبريدج كانو مجبرين على دراسة أعمال الموقر ويليام بيلي. بما أنها تبدو مصممة فلابد أن تكون مصممة, وكلما كان التصميم أكثر وضوحا كانت الحجة أقوى. العبارة "تبدو مصممة" تعني احصائيا غير محتملة مع وجود وظيفة محددة مسبقا. ساعة بيلي وأعين الفقاريات كلاهما غير محتمل احصائيا على نهج إذا أخدت كل من أجزاءهم على حدة وخلطتها عشوائيا ملايين المرات, لن تستطيع احراز حتى توليفة واحدة تمكنك من تحديد الوقت بالثواني, أو النظر بجميع الألوان نجسيميا بقياس لحظي لشدة الضوء وتركيز آلي. يالطبع يجب أن نضيف "مع وجود وظيفة محددة مسبقا" لأنه مع الإدراك المتأخر كل توليفة عشوائية لها نفس اللاإحتمالية الإحصائية للتوليفة التي تليها. كم من المذهل أنه من بين كل شفرات العشب في ملعب الغولف تقع الكرة على هذه الشفرة تحديدا لا غيرها!...السبب وراء ندرة سقوط الكرة في حفرة هو أن الحفرة معدة مسبقا كهدف محدد. لو تم تحديد نصل عشب مقدما ووقعت عليه الكرة فسيكون الحدث جدير بالملاحظة كوقوع الكرة في الحفرة, بل وأكثر اهتماما لصغر شفرة العشب مقارنة بالحفرة. الساعات والأعين تقوم بوظائف – الإخبار عن الوقت والرؤية – محددة مسبقا, وكلا الوظيفتين من الصعب تحقيقهما. لذلك الخلط العشوائي للأجزاء غير محتمل على الإطلاق لإنتاج أي من الوظيفتين بشكل يتسم بالفعالية. بما أن الساعة قادرة على تحديد الوقت بدقة عالية مع وجود عقربين (على الأقل) لإستيعاب معيارين زمنيين متعلقين ببعضهما, هذا بدوره يدل لأي شخص عاقل أن الساعة ليست نتيجة الصدفة العشوائية. قبل داروين البديل الوحيد للصدفة العشوائية كان التصميم. الجميع تمكنو من ادراك نفاذ الحجة التي عممها بيلي من الساعة على العين وكل جزء آخر من كل جسد حي. يجب أن يكون هنالك مصمم. وعلى الرغم من هذا فقد كان الحدس خاطئ. لقد كان التجاوز الغير مقدس من "صحيح بديهيا" إلى "زائف معلوما" الذي انتقى فكرة داروين العظيمة كمثار للفتنة. داروين اكتشف بديل للصدفة والتصميم استعصى على الجميع حتى هيوم نفسه. الجواب كان الإنتقاء الطبيعي التراكمي. مع وجود تتدرج تحسيني سلس – وهوشرط لا يعجز إدراكه – من المحتمل جدا للإنتقاء الطبيعي اكتشافه بل وسيدفع بالتطور أعلى منحدر "جبل اللامحتمل" لما يبدو كتضلع تام غير محدود الذي بدوره – إذا تغاضيت عن التدرج التحسيني السلس – ستعتقد أنه من سابع المستحيلات. فكرة داروين الخطرة كانت مثيرة للجدل, ذات طابع جذري و مفاجئة بعمق. مستعصية على هيوم في القرن الثامن عشر, وكل العلماء والفلاسفة الذين لا يشق لهم غبار من قبله, كانت تلك الفكرة قد جالت بخاطر اثنين من علماء الطبيعة في القرن التاسع عشر: تشارلز داروين و ألفريد راسل والس. المقصود هنا ليس التطور بحد ذاته, فهذه الفكرة قد طرأت لكثيرين منهم لامارك وجد داروين إيراسموس. ولا حتى الإنتقاء الطبيعي حيث أنه أيضا قد مر بعقول كثيرة بجانب داروين ووالس كما سنرى لاحقا. المعني هنا فكرة أن الإنتقاء الطبيعي كاف بحد ذاته لدفع عجلة التطور بما يسمح لتفسير كل ما يتعلق بالحياة متضمنا سراب التصميم الذي قال عنه هيوم: يسلب لب الإعجاب في كل انسي يتفكر فيه
Posted on: Mon, 24 Jun 2013 13:29:28 +0000

Trending Topics



Recently Viewed Topics




© 2015