هذه الشوارع من أرتدى عريها ؟ من الذي - TopicsExpress



          

هذه الشوارع من أرتدى عريها ؟ من الذي صبّ على اسفلتها زيت الخيبات ؟ . حمقى ومازلنا وأولاد حرام . قال عابرٌ من أهلِ المدينة : لقد اغتصبوها ولاد الوِسخة، ولكن سنكنسها بلحاهم وزيف صلواتهم . قلنا آمين ولم نكُ من المصلين ! . لم أرد أن أقول له : كان غيرك أشطر !! _ فهذه اللحى تتجاسد من تلقاءِ بُصيلاتِ شعرها، نعم هي أوهى من بيوتِ العنكبوت، ولكنا نظنها السلاسل والجنازير _ لفرطِ هواننا . أطالعُ ما تبصقهُ أفواه محطات التلفزة بقرفٍ واضح : البشير يعفي أركان حربه، فلا أشكّ أبداً أنه قد قام بإعفاءهم من الضرائب _ ربما . الجبهة الثورية تقترب من الدمازين، وقريباً ستبلغ المحطة ( البعد كوستي ) وعندما سألت عرفت ان اسمها محطة ( الوساع ) . خيرت الشاطر يؤكد، المرشد ينفي، نيمار، وبالوتيلي، هيثم مصطفى، محمد بركات يعتزل الكرة _ ومحمد عساف يفوزر بجائزة الأراب آيدول ويصبح سفيراً لدولة فلسطين في جمهورية النوايا الحسنة !! . أحلُّ إزاري وأتبوّل على ذاتِ الشوارع مقرراً إتخاذ مترو الأنفاق وسيلةً تقيني من هذا الضجيج . في رصيفِ الجيزة كان هناك رجل يبدو أنه ناصري، ولا أدري ماهو السبب الذي جعلني أزعم بذلك . بدا أنيقاً في قميصه البنفسجي الجميل، رغم الشيب الذي تشبّث بشعره _ تشبّث الأخوان والكيزان بالسلطة والدنيا، كان يحمل كارتاً أحمراً كالذي يستعمله حكام مباريات كرة القدم لطردِ اللاعبين الذين يسيؤون السلوك ويخرجون عن ملّة ( بلاتر ) وأحاديثه المتكررة عن ال fair play . رفع الرجل الستّيني صاحب القميص البنفسجي الكارت الأحمر وبدأ يخطب : يا إخوان يا معرصين مصيتوا دم الشعب المصري .... ! لم أصفّق مع جمهور المنتظرين للقطار بالطبع، ولكني وددتُ أن أحدثه عن الدراكيولات الذين ما يزالوا يمصون في دماء الشعب السوداني لمدة ثلاث وعشرين عاماً من النزيف . للأسف كان الرجل في الرصيف الآخر الذي يؤدي إلى إتجاه شبرا، ولكنه واصل : طلعتوا دين أمنا _ الأثيوبيون ح يقطعوا مننا الميّة وهنموت من العطش ! . لسوء الحظ _ وصل القطار ولم أستمع لبقية الخطبة _ ولكني تحوّطاً، قلت : آميييين مثلما يقتضي الأمر حين الإستماعِ إلى الخطب الحماسية والدينية. وبعد خروجي من محطة الدقي، وجدت شاباً يكسب لقمة عيشه من بيع الولاعات وإعادة تعبئتها، كان هذا الشاب يقوم برش كمية من الماء أمام المحل ! ورجاءاً لا تسألوني عن هذا المحل، كذلك أرجو أن لا يتثاقل على أحدكم ويطلب مني رقمه الهاتفي لكي يمتّع نفسه بالدهشةِ أولاً، وبعد ذلك يظفر بخدة التوصيل المجاني !! . كان المحل عبارة عن فرشة، ولكنه يعمد إلى رش الماء جلباً للرزق والمزيد من الزبائن كما جرت العادة في مصرَ _ ألم أقل لكم أن مصرَ هبة النيل من قبل ؟؟ لكم العتبى حتى تشربوا ! . قلت للشاب الذي اعتدت أن أعيد تذخير ولاعاتي لديه، وحكاية عشقي المفرط للقداحات سأحكيها لكم مرة أخري لو لم يقتلني التدخين : يا ابن المفترية _ إنت عارف إنك بتبعزق من الميّة ما يفوق دخلك الشهري ؟؟ . أخذ يتطلّع في شخصي الضعيف مليّاً، وهزّ رأسه بطريقةٍ مصريةٍ معتادة حين يكون الحديث باللهجة السودانية التي انقرضت قبل أن تولد، وقال بصوتٍ أجّش، موغلٌ في البلطجة : في إيييييه يا عم يسيييييين ؟ ما بلاش الدخلة الجورنالجي دي ؟؟ . طبطبت على رأسه، وابتعت منه ولاعة _ مخافة أن يكون ( مبلبع حاجة لا سامح الله ) فكان لا بد من رشوته كما تعلمون، وبعدها مضيت لا ألوِي على شئ . تغوّطتني الشوارع مرةً أخرى، كانت عارية حمقاء وأنا أكثر حماقة . قلت في سرّي وأنا ألعن وأشتم وأسبّ : صحيح شوارع بنت وِسخة ومُش لاقية حدّ يلمها . وفي طريقي إلى شقتي الحقيرة لم يدُر في بالي إلا ما سيحدث في الثلاثين من يونيو _ لو استطاع هؤلاء الجيران إقتلاع هذه اللحى العنكبوتية، ولم نستطع نحن غير الإحتفال في الساحة الغبراء _ بمرورِ نيّف وعشرين عاماً من الهوان _ لا أستطيع إلا أن أقول : يا نهار أسود .
Posted on: Sat, 22 Jun 2013 22:27:11 +0000

Trending Topics



Recently Viewed Topics




© 2015